باحثة أمريكية: الإخوان خدعوا إدارة أوباما بأنهم من يمثل الشعب اليمني

> «الأيام» إستماع

>
​هديل عويس: الانتقالي حقق تقدما هاما واعترف به الجميع حتى خصومه
قالت الكاتبة والمحللة السياسية هديل عويس، وهي مختصة بالشأن الأميركي ولها عدة إسهامات صحفية حول القضية الجنوبية، إن انتخاب جو بايدن رئيساً لأمريكا خلفاً للرئيس الحالي ترمب له دلالات كبيرة وأثر بالغ على السياسات الخارجية وملف القضية الجنوبية وملف الصراع في اليمن عموماً.

 جاء ذلك خلال ندوة عبر تطبيق زوم ZOOM  أمس الأول نظمها مكتب الإدارة العامة للشؤون الخارجية التابع للمجلس الانتقالي في الولايات المتحدة حول سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة (بايدن) تجاه الشرق الأوسط والقضية الجنوبية والمجلس الانتقالي الجنوبي في السياسة والإعلام الأمريكي على وجه الخصوص.

 وعن سؤالها حول ماذا تقدم إدارة جو بايدن للقضية الجنوبية، قالت الكاتبة هديل عويس: "من المهم أن نفهم ماذا يجري في الشرق الأوسط، ونعرف أنه ليس بإمكانك أن تأتي بإملاءات خارجية لا تشبه توجهات هذه الدول الكبرى مثل أمريكا، وبالتالي على الأقل ستستمع من بقية الكيانات المعارضة المختلفة، والمجلس الانتقالي الذي يعد اليوم الحامل السياسي للقضية الجنوبية، ومن المهم أن القضية الجنوبية تملك حاملاً سياسياً لأن كثيراً  من الملفات المماثلة مثل ملف المعارضة السورية فشلت، لأنها لا تملك حاملاً سياسياً نجح في التعبير عنها وتمثيلها".

وأضافت: "القضية الجنوبية تملك هذا الحامل السياسي اليوم، أذكر قبل 2016 و 2015 حين لم تكن هناك دبلوماسية أو تمثيلية سياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي هنا في واشنطن، حتى المراكز البحثية السياسية الأمريكية لم يكونوا يعرفون الكثير عن القضية الجنوبية، تثقيف المجتمع الأمريكي وخاصة المجتمع السياسي يلعب دورا كبيرا جدا من خلال المكتب الانتقالي في واشنطن، وتبقى واشنطن عاصمة مهمة جداً لأنها تصنع القرار، نرى مثلاً دائماً في أوروبا يقولون إذا خرجت أمريكا من أفغانستان سنخرج، إذا خرجت من العراق سنخرج، إذا خرجت من سوريا سنخرج، كل التحالفات تنهار حين تخرج أمريكا منها، وبالتالي المكتب الانتقالي في واشنطن يلعب دورا كبيرا في التعريف عن القضية بدحض الافتراضات الكثيرة التي تحيط بالمجلس الانتقالي الجنوبي"، موضحة: "كان هناك إسهامات لنشطاء جنوبيين في عدد من الصحف الأمريكية وعدد من المنابر الأمريكية أن هذا أمر مهم جداً، كان هناك تسريبات بشأن إيميلات سرية لمسؤولين أمريكيين أوضحت أن هناك الكثير من الأدلة أن المسؤولين الأمريكيين يأخذون الكثير من معلوماتهم من الصحف الأمريكية، وبالتالي دور المجلس الانتقالي كان إيجابياً في تحريك الطبقة السياسية في واشنطن التي تصنع القرار باتجاه معرفة الحقائق عن المجلس ودحض الأكاذيب، والآن نحن أمام إدارة تستمع لكل هذا الحراك الدبلوماسي لكل هذا الحراك الإعلامي الذي يسهم فيه المجلس الانتقالي بعكس إدارة دونالد ترامب، وأعتقد أن القادم أجمل وأفضل، وما تحقق اليوم للمجلس الانتقالي أنه أصبح يملك مكاناً مهماً على الطاولة، ومعترف به حتى من قبل مناوئيه هو أمر إيجابي".


وأردفت: "هنا يأتي دور الإدارة الأمريكية لا ننسى أن في 2019 تقريري الخارجية ووزارة الدفاع الأمريكية أشادا بالدور الإيجابي جدا للمجلس الانتقالي الجنوبي والمجمعات الإدارية للانتقالي الجنوبي أو المقربة منه في مكافحة الإرهاب بالتعاون مع الحلفاء خاصة الإمارات العربية المتحدة، وبالتالي هذه نقطة إيجابية ومهمة في المستقبل خاصة أن مناطق مثل جنوب اليمن كانت عرضة للاستهداف من قبل جماعات إرهابية ومتطرفة وأحياناً لا يكون التطرف والإرهاب هو الهدف بحد ذاته، لكن أحياناً يكون  وراءه هدف سياسي وهو إفشال المنطقة وإغراقها في الصراعات التي يقودها الإرهابيون.

وتحدثت هديل عويس عن مساع تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية وقالت: "نسمع أن إدارة الرئيس ترامب ترغب بتصنيف الحوثي كجماعة إرهابية، لكن إدارة ترامب تعرضت لضغوطات من حلفاء أوروبيين، ويقولون إذا صنفتم الحوثيين كجماعة إرهابية ستكون هناك صعوبة في الجوانب الإنسانية وتقديم المساعدات، أي جماعة تصنف إرهابية لا تقدر المنظمات ولا أي جماعة أن تساعدها، فالمنظمات الإنسانية لا تذهب إلى مناطق داعش، ولا تذهب لهم أي مؤسسات إنسانية، يعني أنها لا تملك القدرة على التعامل مع المنظمات الإنسانية، ولهذا السبب قد تأخر هذا التصنيف"، وأشارت إلى أن كل إدارة تأتي وترى الواقع على الأرض كما هو، وترى أن الحوثي جماعة آذت اليمنيين وهي أداة تستخدمها إيران بسبب قربها من السعودية وتحاول أن تستهدفها عن طريقها كمحاولة لزعزعة الاستقرار فيها.

وأردفت: "يجب أن نعرف أن أهم أهداف الولايات المتحدة وأهم أهداف التحالف الأمريكي السعودي الذي بني في عهد الملك المؤسس السعودي كان قائماً على عدة أمور منها حماية استقرار هذه المنطقة، لذلك كان هناك رغبة في السنوات اللاحقة أن يكون هناك تدفق في الطاقة للعالم بشكل سلس، وهذا الأمر تعيقه الجماعة الحوثية، وبالتالي لا أتوقع أن تأتي أي إدارة أمريكية تتعامل مع الجماعة الحوثية بتسامح كامل حتى لو لم تتمكن إدارة ترامب من تصنيفها جماعة إرهابية، فمن الصعب جداً على جو بايدن التراجع عن هذه الخطوة، لكن لنكن صريحين وواقعيين، الجماعة الحوثية اليوم على الأرض هي على الأقل موجودة في الشمال تحكم الكثير من المدن، وكثير من المدن تهدد باحتلالها بأي لحظة، هي جماعة تشكل خطراً كبيراً جداً، ما يجعل من المستبعد أن يكون هناك أي حل سياسي، أحيانا تكون هناك محاولات لحل سياسي تعيقه الجماعة الحوثية، أعتقد أنه سيكون هناك تعامل حازم مع الحوثيين من إدارة بايدن بواشنطن، نعرف أن الحوثي كان لديه الكثير من الإغراءات من قبل الأمريكيين لكي يتخلى عن إيران ويكون له جماعة سياسية، وسيكون له مكان للتفاوض في المستقبل في اليمن، لكن يبدو أن قراره تماماً يأتي من جانب إيران طبعاً".

وعند سؤالها حول التخوف من أن يقوم الحزب الديمقراطي بدعم الإخوان المسلمين في الشرق الأوسط كما فعل في عهد الرئيس أوباما، قالت هديل عويس: "ما حصل في عهد الرئيس أوباما كان خطأ كبيراً تسبب بحدوث ما يسمى بالربيع العربي والمظاهرات التي حدثت، وكانت في إطار كبير، منها مطالبات محقة، ومنها توهمات أن الإخوان المسلمين هم من يعبرون عن رغبات هذه الشعوب التي خرجت من أجل الحرية وترفض القمع وتريد الخبز ولقمة العيش، لأن كل هذه الدول عندها على الأقل حد جيد من الموارد، وتظاهرات الربيع العربي خرجت لأن موارده غير مستغلة بشكل صحيح بسبب الفساد والسرقات، إدارة أوباما اعتقدت أن الإخوان المسلمين هم من يعبرون عن هذه الشعوب، وتعاملت معهم، لماذا تعاملت معهم؟ لأنهم يملكون الكيان السياسي والإمكانية، كانوا يعرفون كيف ينظمون اجتماعاتهم ولقاءاتهم وجالياتهم في الولايات المتحدة، هنا الكثير من المهاجرين من الإخوان المسلمين من مصر وسوريا، وهم من قيادة الإخوان المسلمين، ومنهم من قادوا التواصل بين الإخوان المسلمين في الشرق الأوسط والإدارة الأمريكية إدارة أوباما، هؤلاء جاؤوا إلى أمريكا من الثمانينات وما قبل الثمانينات، وهم من المهاجرين القدامى الذين لديهم خبرة في النشاط المجتمعي وكيفية استغلال نشاطهم، والتي نقلوها لمن يستطيع أن يصل للكونجرس كمطالب سياسية للتأثير في السياسات الأمريكية، هؤلاء خدعوا إدارة أوباما ولا أعتقد أن هذا مقصود من إدارة أوباما، والأكيد أن هذا خطأ لن يتكرر مع إدارة جو بايدن، أعتقد أن إدارة جو بايدن ستقف بعيداً عن هذه الجماعات".

وختمت بالقول: "أثبتت هذه الجماعات أنها ليست الجواب على رغبات الشعوب في دول الربيع العربي، النظام المصري مثال حين حدث ما حدث في مصر، وبالتالي أمريكا اليوم تعرف أن رغبات الشعوب لا تعتمد على الإخوان المسلمين".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى