> وصل جريفيثس إلى عدن، ولا زال غبار وآثار الصواريخ التي أطلقت على مطار عدن من مكان ما، لم يتأكد موقعه حتى الآن، ولا الأطراف المشتركة فيه، ولا زالت الحكومة في حالة فتح شناطها لكن تم ردم الفجوات الترابية والإسمنتية التي أحدثتها الصواريخ، بينما الجرحى يتوجعون في مشافي عدن التي تفتقر لأهم الأجهزة والأطباء الأكفاء، ونفقات التشغيل لمعالجة هؤلاء الجرحى، ولم يتم نقلهم إلى الخارج للعلاج.

السؤال هنا: من يقابل جريفيثس في ظل حكومة المناصفة بين الجنوب والشمال الذي لكل طرف فيها أجندته ونظرته لمستقبل المنطقة وللحلول الآنية والاستراتيجية؟ لأن هذا اللقاء سياسي بامتياز، ويأتي للتهيئة للتوافق على مشروع الإعلان المشترك، لوقف الحرب وبدء العملية السياسية التي ستضع الحلول النهائية للمنطقة. ولهذا نرى أن هناك خلل واضح قد يقود إلى مشاكل، بسبب عدم التوافق على تشكيل فريق التفاوض المشترك بموجب اتفاق الرياض، الذي سيقابل الحوثي، لهذا فإنه من الضرورة، على الأقل الآن، أن يقابل جريفيثس لجنة تكلفها الحكومة، تكون مناصفة بين الشمال والجنوب، ويجري المباحثات معها، وإلا لانفرد طرف وَحْدَهُ، وتم استبعاد الطرف الآخر وهذا هو عين الخلل.

والسؤال الآخر ماذا في جعبة الجنوبيين لطرحه على جريفيثس؟ وماذا يتوقعون تحقيقه؟ وما ملاحظاتهم على الإعلان المشترك وطبيعة المفاوضات القادمة؟ وهل ستكون متعددة المسارات؟