​بُعاثنا يناير

> وبعاثنا اليوم حديثة العهد، إنها مأساة الثالث عشر من يناير، نسيناها نحن الشعب بحزن وألم، لما عانينا بعدها، ولا نزال من آلام ومثالب، وكيف استغل الأوغاد أحقاد الماضي والحاضر، ولايزالون يستغلونها، ولا شك من سبر أوارها وأغوارها فلن ينسوها إطلاقاً، ولأسباب مختلفة:
 أولها: من فقدوا أحبة لهم وأعزاء دون ذنب، ولا يهمهم أمرها وهم الأكثر حزناً وألما.

ثانيها: من فقدوا بسببها أحبة شاركوا بشكل أو بآخر برحاها مخططين ومنفذين، وآخرين دون علم.
ثالثها: من فقدوا بسببها الجاه والهيلمان والمناصب، ويعانون هجرة الوطن والاغتراب، وآخرون فقدوا أرواحهم شذر مدر.

هذه نتائج مأساة بُعاث يناير ولن أتكلم عن أسبابها، فالأسباب أيضا معروفة ومعلومة، ولكني سأتكلم عن استمراريتها وديمومتها إلى يومنا هذا، وبعد أربعة عقود من الزمن تقريبا ولما ذاك! وهنا تذكرت حرب بُعاث بين الأوس والخزرج، وكيف يهود المدينة غاضهم ألفة المسلمين وتآخيهم، فحاولوا أن يثيروها من جديد، وأوشكوا أن ينجحوا بذلك، لولا وقوف سيد الخلق قائلا: "أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم" او كما قال، وبعدها استتب الأمر كما من كان قبل.

وأهم أسباب استمرار بُعاث يناير سببان، فحقد الإبل ويهودة البشر سببان وأهمهما لاحقاً، فالحقد ليس لما فقدوا من أحبة وأهل وغيرهم من مساكين العشيرة والقبيلة، فالكل يعلم أنه لكل أجلٍ كتاب، والموت حق، وهذا سبب حقده ظاهر، ولكن سبب فقدان الهيلمان والجاه والمناصب، لا يزال على النفوس والهواجس مسيطرا، وسبب آخر أهم باعتقادي، هو يهودة البشر من حولنا من القطر والإقليم والداخل، واليهودة ليست دينا ولا عرق جنس كما يعتقد كثير، بل سلوك ومعاملة وتعامل، وإن لم ينس أهل الداخل ويتآلفوا أحبة ويتآخوا سيتسمر الحال إلى يوم المحشر، وبغياب رسولنا الكريم وعدم وجود رجل رشيد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى