شرعينتقالي وشورى وعنق قارورة!

> أضافت القرارات الرئاسية الأخيرة، التي قضت بتشكيل مجلس شورى، وتعيين نائب عام، مشكلة أخرى فوق مشاكل هذا الوطن العالق بين مطرقة الحرب وسندان التحاصص، والتحاصص، كلمة جديدة، في مرحلة جديدة، يمر بها يمن (الشرعينتقالي)! على اعتبار أن ثمة هنالك يمن آخر، أصبح مجهولاً، عند قطاع واسع من اليمنيين، وهو اليمن الذي يبدو موحشاً، على الشاشات، وصفحات الصحف، ومتصفحات الجوالات، لكنه، يظهر مغايراً عند زيارتك له، كيمني، أُغلِقت أمامه كثير من الأبواب، حينما يتعلق الأمر بالرعاية الصحية، المقدمة في المناطق المحررة، بمستشفياتها الحكومية والخاصة، مقارنة بمثيلاتها، في المناطق غير المحررة.

تحولت أمراض اليمنيين إلى ألغاز يصعب حلها، شأنها شأن القضية اليمنية التي تحتمل مزيداً من التأويلات، في كل مرحلة! هذه الأمراض بحاجة إلى اهتمام حقيقي، من قبل الرئاسة، وكذا رئاسة الوزراء، وبالذات، وزارة الصحة، بالبحث عن أكبر قدر ممكن من الدعم اللوجستي للمستشفيات الحكومية، وتأهيلها تأهيل صحيحاً، بشرياً، قبل أن يكون تأهيلاً تقنياً.

أمراض اليمنيين ليست بحاجة لمجلس شورى يصدر بيانات تعزية ومواساة. أمراض اليمنيين بحاجة لدولة، تعرف قيمة المواطن الحائر بين الدولة واللا دولة، والمحاصر بين العوز والموز، الذي طلع سعره، وبدأ يتهنجم بين الفواكه المستوردة، وهو اليمني ابن اليمني ولو لبس كرفته! حاله حال السمك، الذي يبدو أنه خالط أسماك العالم، فتعلم القليل من اللغة، فأصبح في الحراج يردد بعلو صوته: "ما فيثس خراج"!

باتت تناقضات وصراعات ومماحكات وتحاصصات هذا الجزء من الوطن "الشرعينتقالي"، بحكومته وبمجلسي نوابه وشوراه، تمرضك ثم تقدم لك عدة خيارات للعلاج في الجزء غير الشرعينتقالي؟! ما لم، فسيكون عليك، إما أن تستمر في لعبة الكلمات المتقاطعة مع كل دكتور تدخل عليه بملفك في عدن، أو تغادر للقاهرة بعد بيعك كل ما تملك وتجرب (تقامر) وتلعب بعداد عمرك وأنت وحظك، إن عشت يبقى ربك يحبك، وإن مت، فيبقى ربك يحبك ويرحمك!

أصبح اليمني يشبه وطنه (المعاق) الماشي على عكازين منذ ستة أعوام، بسلطته وساسته، فهو لا يزال (عالقا) في دوامة لا تنتهي أزماتها، ويبدو مشتتاً أكثر فأكثر، ولا يزال يبحث عن ضالته التي يحاول البعض تصويرها بأنها عبارة عن تشكيل حكومة أو مجلس شورى، ونحن معنا البلد كله في عنق قارورة! أو من خلال تعيين نائب عام، حريص على مزرعة الشعب التي أكلتها، وقضت عليها، الأغنام! والله يستر من القادم، فالعالم أطلق على العام الماضي تسمية "عام جائحة كورونا"، ونحن أعوامنا، الست الماضية، بسبب السياسيين، بالمقام الأول والأخير، وما بين المقامات، سياسة التحالف، كلها جوائح: لقد عجنونا وعصدونا وغربلونا وأفقرونا وجوعونا و.. خلاص أيش عاد باقي يكفي؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى