واقع علم الاجتماع في الجامعات اليمنية

> علم الاجتماع هو العلم الذي يهتم بكل ما يتعلق بالمجتمع والجماعات الاجتماعية وما يرافقها من تفاعل وعلاقات وممارسات في الواقع الاجتماعي.

ولقد ولٍد هذا العلم في خضم تلك التحولات والصراعات التي ظهرت في المجتمع الغربي؛ ليتولى البحث في أسبابها وكيفية معالجتها، ويُعد علما ديناميكيا يعمل على تحديد الآليات والمناهج العلمية التي تقوم في معالجة القضايا الجديدة في المجتمعات المعاصرة.

ويسهم المشتغلون في علم الاجتماع في إنتاج ونشر المعرفة السوسيولوجية التي من شأنها أن تساعد في بحث وتشخيص قضايا المجتمع ووضع المعالجات لها.

وفي بلادنا، نلاحظ عدم الاهتمام بهذا الحقل العلمي المهم، وقد ظل علما ثانويا، لم يلقَ الاهتمام الكافي من إدارة الجامعات والسياسة التعليمية بالبلد عموما.

ويعاني علم الاجتماع من التهميش وعدم الاهتمام الكافي به من الجامعة والكليات المعنية، رغم تزايد أعداد الطلاب الملتحقين ببرامج الدراسات الأولية والعليا، وأغلب الدراسات التي أنجزها طلبة الدراسات العليا حتى الآن هي في معظمها محاولات غلب عليها طابع السطحية والتبعية للعلوم الأخرى، فضلاً عن أن كثيراً من المدرسين الذين التحقوا بالهيئة التعليمية بأقسام علم الاجتماع كانوا من غير حملة الشهادات في التخصصات الدقيقة في علم الاجتماع؛ بل من علوم اجتماعية وسياسية أخرى.

كل ذلك انعكس سلبا على إنتاج دور ومكانة هذا العلم والمعرفة السوسيولوجية في المجال الأكاديمي الذي لم تخرج منه إلى محيطه الاجتماعي، فهناك قطيعة بين الجامعة كمؤسسة علمية وبين المجتمع، وذلك يظهر من خلال تدني مخرجات الجامعة، وقصور وعي المجتمع لها باعتبارها مؤسسة بعيدة عنه.

لم ترتقِ العملية التعلمية في جامعاتنا إلى مستوى الدور المأمول منها، حيث تعاني الجامعات ضعف عام في أداء إنتاجها ونشاطها العلمي الذي هو بحاجة ماسة إلى فهم معمق لأنظمة إنتاج المعرفة، لاسيما في مجال السوسيولوجيا وتحقيق أهدافها المنشودة في خدمة المجتمع وربط المعارف النظرية بالواقع الاجتماعي، في التفسير والتحليل العلمي الدقيق لقضايا المجتمع الذي يمر اليوم - كباقي المجتمعات العربية- بتحولات كبيرة، تهدد استقراره وتؤدي إلى اضطراب مؤسساته البنيوية، فالحاجة العملية تستدعي من المشتغلين بهذا العلم وبقية العلوم الاجتماعية الأخرى الإسهام الفعلي والجاد في دراسة قضايا المجتمع الراهنة؛ لتسهم في الحفاظ على تماسك المجتمع ومواجهة التحديات الراهنة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى