صيدلي أصيب بطلق ناري ومشافي الإخوان بتعز تقتله

> تعز «الأيام» خاص

> يدفع الكثير من المواطنين أرواحهم بسبب الانفلات الأمني والاشتباكات المسلحة في المدينة المنكوبة والمحاصرة تعز، ومن لم يمت برصاص المسلحين يذهب ضحية أخطاء شائعة وكثيرة في المدينة من بينها أخطاء أطباء مستشفيات (القطاع المنفصل).

منذ إعلان وفاة الصيدلي محمد رشاد القدسي (30 عاما) في مستشفى الروضة التابع لجماعة الإخوان في 21 يناير الجاري، أي قبل أسبوع، رفضت أسرته استلام جثته لدفنها وأبقتها في ثلاجة المستشفى بعد تخاذل الجهات الرسمية عن القيام بواجبها في ضبط قتلته (جنود الجيش والمستشفى).

توفي القدسي نتيجة أخطاء وإهمال طبي في المستشفى أدى إلى إخضاعه لقرابة 8 عمليات أدت إلى وفاته، ففي المدينة تسيطر جماعة الإخوان على قطاع الصحة منذ العام 94م، وتعمل المستشفيات الخاصة فيها دون حسيب أو رقيب.

كان الشاب الصيدلي محمد رشاد مارا بالطريق العام في منطقة بئر باشا مستقلا سيارته بعد أداء الامتحانات الجامعية في كلية الصيدلة، وتعرض لإصابة بطلقة رصاص اخترقت معدته وجزءا من الأمعاء، ونقل على إثرها إلى مستشفى الروضة في سبتمبر من العام الماضي.

أحد الأطباء الذين أشرفوا على حالته أكد لـ«الأيام» أن العملية الجراحية التي أجريت للصيدلي القدسي شابها أخطاء خطيرة تمثلت في إبقاء جزء من مكان الإصابة في المعدة مفتوحا، ما أدى إلى تسرب سوائل لتجويف البطن وأصيب الصيدلي بتسمم وأدخلته في غيبوبة.

واجهت أسرة الشاب القدسي مصاعب كثيرة لإنقاذ حياة ابنها وبلغت تكاليف 8 عمليات جراحية لتصحيح أخطاء العملية الأولى التي أجريت له قرابة 20 مليون ريال.

يقول الحاج رشاد القدسي إن ابنه أصيب في تاريخ 14 سبتمبر 2020م نتيجة انفلات أمني في منطقة بئر باشا بين أفراد اللواء الخامس حرس رئاسي واللواء 17 مشاة.

كانت الاشتباكات بين عناصر منتمية لألوية الجيش بسبب خلاف بين زوجين، تمترس أحد الألولية مع الزوجة واللواء الآخر مع الزوج وسقط في المواجهات عدد من القتلى والجرحى بينهم الشاب محمد القدسي.

ويضيف القدسي لـ «الأيام»: "قيدت علينا مستشفى الروضة ملايين الريالات مقابل فشل طبي في أول عملية واستأصلوا إحدى كليتيه في العملية الثالثة، واستمر المستشفى يقرر عمليات حتى وصلت إلى ثمان عمليات"، مضيفاً: "وفي نهاية المطاف منحوه شهادة وفاة".

قبل أسابيع من وفاة القدسي توجهت أسرته إلى مكتب الصحة والسكان بالمحافظة وإلى النيابة العامة وتقدمت بشكوى تطالب بتحقيق استنادا إلى ملف طبي وتقارير بحوزتها، لكن مذكرة مكتب الصحة والسكان إلى المستشفى لرفع تقرير عن حالته بناء على طلب من النيابة وصلت في اليوم الذي أعلن المستشفى عن وفاة القدسي!.

والدة الصيدلي محمد رشاد القدسي التي تحدثت لـ«الأيام» قبل وفاة ابنها قالت: "كان الأطباء الجدد حديثي التخرج من الجامعات يأتون كل يوم لفتح بطن ابني وحالته تتفاقم حتى دخل في موت سريري".

وأضافت: "قتلوا ابني مرتين؛ المرة الأولى قتله الجيش والمرة الثانية قُتل نتيجة الإهمال، ابني لديه طفلان، والذين قتلوه معروفون ويجب أن يحاسبوا.. ابني ذهب ضحية الإهمال الطبي ويجب أن يعاقب الجناة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى