اللواء أحمد بن بريك: نحتاج إلى أكثر من سند دولي لدعم قضية الجنوب

> القاهرة «الأيام» ولاء عمران

>
بن بريك: رفضنا مباحثات مباشرة مع الحوثيين وأكدنا على شراكتنا مع التحالف
أكد رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي اللواء أحمد سعيد بن بريك أنهم رفضوا كل محاولات الحوثيين للتفاوض معهم وحشر التحالف في زاوية، موضحا أنهم شركاء حرب مع التحالف وسيظلون على العهد وأنهم ينتظرون من التحالف رد الدين ودعمهم ومساندتهم في تحرير واستقلال أرضهم، وأشار إلى أنهم يحاربون الإرهاب والتطرف بكافة صوره المتمثل في جماعة الإخوان "حزب الإصلاح" الذي اتخذ عناصر من القاعدة وداعش وتحارب الجنوب تحت مظلة الشرعية، كما صرح بأن هناك زيارات دولية ورسمية لعدد من الدول على رأسها روسيا وأمريكا وبريطانيا لمناقشة القضية الجنوبية، ووعد الشعب الجنوبي بأن استعادة الدولة ستكون أسرع مما يتخيله البعض.

بن بريك: رفضنا مباحثات مباشرة مع الحوثيين وأكدنا على شراكتنا مع التحالف
بن بريك: رفضنا مباحثات مباشرة مع الحوثيين وأكدنا على شراكتنا مع التحالف

سيادة اللواء بعد ساعات سيكون وفد الانتقالي برئاسة اللواء عيدروس الزبيدي في موسكو، لماذا اخترتم هذا التوقيت بالذات الذي تزامن مع اعتراضكم على تعيينات الرئيس اليمني الأخيرة؟
- هذه الزيارة تعد نتاج بروتوكول تم الاتفاق من خلاله على تبادل الزيارات بين وزارة الخارجية الروسية والبرلمان الروسي وبين المجلس الانتقالي الجنوبي، ونحن رتبنا لتعاون مشترك في إطار تحقيق مصالحنا والاعتراف بالقضية الجنوبية، والاعتراف باستعادة الدولة، نحن الآن شركاء في حكومة المناصفة مع الشرعية وهذا يفتح آفاقا جديدة نحو العلاقات المباشرة وليست المبطنة، ولا بد أن نظهر للعالم أن سياستنا واضحة وموقفنا واضح تجاه التحالف مساندين له ومؤيدين لاتفاقية الرياض، ونحن في كل الأحوال نحتاج إلى أكثر من سند دولي، في قضية شعبنا الذي مازال يعاني من نهب خيراته وثرواته واضطهاد أبنائه، وأول علامة من العلامات التي تبشر بالخير، أننا وقعنا اتفاقية الرياض التي قمنا من خلالها بتنازلات كبيرة في سبيل أن نعطي مكانة خاصة للتحالف، ودوره الفعال، على الرغم من أن الطرف الثاني "الشرعية" شريك مع جماعة الإخوان ومع مجموعة من الأحزاب يتهمون التحالف بالعدوان والاحتلال ونحن نرفض هذا الكلام.

لكن البعض يقول بأنكم تغازلون روسيا من أجل الضغط على التحالف؟
- نحن نغازل الكل من أجل قضيتنا وليس من أجل الضغط على التحالف، وبالمناسبة زيارتنا لن تكون لروسيا فقط بل ستتبعها زيارات لأمريكا وبريطانيا ودول مجلس الأمن وأيضا دول أوروبا لكي نوضح المسائل التي خاضها المجلس الانتقالي في حواراته لمدة سنة حتى تحققت اتفاقية الرياض، وما العراقيل التي تقف أمام هذه الاتفاقية، ونحشد المجتمع الدولي نحو التأييد ومباركة أي خطوات قام وسيقوم بها المجلس الانتقالي في المستقبل.

أعلن المجلس الانتقالي في بيان له رفضه واستنكاره لتعيينات الرئيس اليمني، وتوقع الشعب أن هذا الرفض سيعقبه مفاجآت على الأرض ولكن ظل الرفض شفهيا حتى هذه اللحظة؟
- لا داعي لأن نستبق الأحداث، لأننا في صراع مرير مع جماعة الإخوان المتمثلة في حزب الإصلاح، وللأسف هو احتووا مؤسسات الدولة وكانوا يريدون السيطرة على الحكومة الجديدة بشكل عام وبالتالي يحكمون على الأرض ولكنهم طردوا وتم لفظهم في محافظات الشمال، ويريدون أن يحكموا الجنوب من زاوية أخرى، ونحن لن نسمح بذلك أبدا، وبالتالي تقف معنا دول كثيرة منها دول التحالف ودول كبرى من ضمنها روسيا وبريطانيا، على اعتبار أن المشروع الإخواني فشل في مصر والعراق وسوريا وليبيا وسيفشل أيضا في اليمن، وأنا أؤكد على هذا الكلام وهو لا مكان للإخوان في مساحة الجغرافيا الجنوبية أبدا.

هل تأكيدك على هذا الكلام نابع من قراءتك للواقع الحالي خاصة بعد تصالح عدد من الدول العربية مع قطر والتي كانت أكبر داعم لهذه الجماعة؟
- بغض النظر عن اتفاقية قطر والتصالح مع دول التحالف، هذه سياسة، والسياسة هي فن الممكن والمصالح المشتركة قد نجدها تجتمع يوما، وتختلف في وقت آخر، لكن قضية الجنوب هي ملف متكامل الأركان وواضح للعيان ونضال الشعب سيفضي في نهاية الأمر إلى تحقيق استعادة الدولة وقيام دولتهم في الجزيرة العربية وفي الوطن العربي.

بصراحة شديدة نعلم أن هناك اتفاقا ضمنيا غير معلن داخل اتفاقية الرياض يقول بأنه سيكون هناك استفتاء بعد فترة قد تصل لخمس سنوات والشعب يقرر، فما حقيقة هذا الكلام خاصة وأن هذا لن يرضي طموح الشعب الجنوبي الذي قدم آلاف الشهداء والجرحى من أجل التحرير والاستقلال؟
- المجلس الانتقالي الجنوبي يمتلك من الأوراق القوية جدا ونحن لسنا بصدد الإعلان عنها الآن أو الحديث عنها ولكن أؤكد لك أن هناك أشياء تتعلق في الوقت الحاضر أمام المجتمع الدولي وأمام مبعوث الأمم المتحدة وأمام دول التحالف وهي مسألة إنهاء الحرب والوصول إلى طاولة المفاوضات، ونحن نرحب بإيقاف الحرب والوصول إلى حلول مثلما حدث في ليبيا وسوريا والعراق تفضي إلى وجود حكومة قوية تمسك ثرواتها وإدارة سيادة جغرافيتها بحيث تكون مع المشروع العربي بالكامل.

هل لدى المجلس الانتقالي الجنوبي خطة في حالة إنهاء الحرب وفي حالة لو رفع التحالف يده عن القضية الجنوبية بشكل خاص؟
- يا ريت يسمحون لنا أن ننفذ جزءا بسيطا من الخطط الموجودة لدينا وليس كلها، والخطط الموجودة لدينا كفيلة باستعادة دولتنا في غمضة عين، لكن وجب علينا أن نشكر التحالف على وقوفهم ومساندتهم للمقاومة الجنوبية ودعم الحراك الجنوبي في دحر المشروع الإيراني الشيعي في الجنوب في بداية الحرب بـ2015 والتي ضمنت الانتصار لنا، وبالتالي أثبتنا للتحالف بأننا أصحاب عزيمة وإرادة داعمة للمشروع العربي بشكل عام، ومن ناحية أخرى هناك أمور أخرى دقيقة جدا تتعلق باستراتيجية المجلس الانتقالي وهو أن يتحقق للجنوبيين استعادة دولتهم وهذه مسألة سنناضل من أجلها دائما وأبدًا، وبعد فترة وجيزة سيتحقق هذا الكلام، وأخبرك سرا أننا رفضنا إجراء مباحثات مباشرة مع الحوثيين من خلال اتصالات معينة وأكدنا على شراكتنا مع التحالف وبالتالي لن نقضي إلى تحقيق أي اتصالات لها مآرب مع الحوثي بأن يضع التحالف في زاوية، نحن سنظل مع التحالف حتى تحقيق مشروعهم الكامل في عاصفة الحزم وننتقل للمرحلة الثانية وهي "الدين" الذي سيكون على التحالف رده وهو الوقوف مع مشروعنا الفترة القادمة.

هل مشروع المجلس الانتقالي هو التحرير والاستقلال التام والعودة لحدود ما قبل العام 1990؟
- مشروع المجلس الانتقالي الجنوبي الطامح هو استعادة الدولة وبالتالي وجه الدولة، ليس ذلك الذي ينطوي في إطار المنظومة السابقة وليس في إطار المنظومة اللاحقة في إطار الوحدة، سينطلق مشروعنا من تحقيق مصالح هذه الدولة مع باقي الدول ومع تبادل المصالح وتحسين وضع الجنوب وإبقاء ثرواته لأبنائه، نحن الآن نمر بمرحلة دقيقة ومفصلية، وأبواق الإخوان ومطالبهم تبحث عن أي شيء لإثارة البلبلة والتشكيك في مشروعنا وهو استعادة وقيام دولة الجنوب التي ستأتي بدستورها الجديد وستأتي بفيدراليتها للحكم بنظام برلماني رئاسي ونقوم بإحداث اتفاقيات مع الدول المجاورة بما فيها إخواننا في صنعاء، وأؤكد من خلال لقائي هذا للمجتمع الدولي بأن المجلس الانتقالي شريك فعلي وأساسي ضد الإرهاب ومكافحة غسيل الأموال والمخدرات، ويشهد لنا بذلك الأشقاء في مصر والسعودية والأردن فهم يعلمون جيدا الدور الذي قمنا به في إحباط وكشف كثير من هذه العصابات، وسنحمل بعد زيارتنا لروسيا مفاجآت جميلة لشعبنا.

الشارع الجنوبي يطالب بعودتكم للجنوب خاصة في ظل انتشار شائعات مفادها بأنكم تحت الإقامة الجبرية من قبل التحالف؟
- هذه شائعات تدس من قبل جماعة الإخوان الإرهابية والمناوئين للمجلس الانتقالي وأنا أدحض هذا الكلام جملة وتفصيلا، وأقول وجودنا خارج البلاد سببه عدم وجود سفارات وقنصليات للدول داخل عدن، وإذا وجدت ستكون مواقعنا الثابتة داخل عدن العاصمة المستقبلية للجنوب، وبالتالي نستطيع ممارسة أمورنا في السياسة الخارجية وتبادل الأفكار وتبادل المصالح وتأمين الجانب الأمني، تواجدنا في الخارج مؤقت وجميع القيادات موجودة ما بين عدن والخارج باستمرار، نحن لسنا مثل الشرعية التي تقتنص الفرص في السرقة والنهب، نحن نفكر في بناء دولة بمؤسساتها الكاملة.

حينما كنت محافظا لحضرموت استطعت أن تتخلص من القاعدة وداعش في وقت وجيز، فلماذا لم يتحقق ذلك في أبين وشبوة التي تعد من أكثر المناطق اشتعالا في الجنوب؟
- هناك أشياء سرية نحتفظ بها ونعمل مع الأشقاء في التحالف عليها، ولدي معلومات مؤكدة وواضحة بأن القوات الموجودة في شبوة وأبين تكويناتها وعناصرها تأتي من القاعدة وداعش وهذا معناه أن الذراع العسكري لجماعة الإخوان هي القاعدة وداعش الذين يعملون على إيجاد عراقيل حتى في برنامج الحكومة الحالي، ونحن دائما وأبدًا سنكون في مقدمة الصفوف لإزالة هذا الكابوس والقضاء عليك في المستقبل، وكما قلت سنكون مع المشروع العربي المتكامل.

علمنا أنه عُرض عليك منصب هام في الحكومة الجديدة ولكنك رفضت، فما السبب؟
- لأن المراحل طويلة ولأنهم يريدون أن يسحبوا البساط من تحت أقدام المجلس الانتقالي وبالتالي يعتقدون بأننا نلهث وراء المناصب، وقد تركت أساسا منصبي كمحافظ لحضرموت مقابل أن أبقى في صف المجلس، والآن يتكرر نفس الكلام، ولكننا نريد أن ندفع بأفضل الكوادر إلى السلطة لتتحمل المسؤولية، ناهيك عن أن المنصب في ظل هذه الظروف لا نرى فيه صورة نجاح في ظل شراكة مع قوة معادية، لكننا تحت رغبة التحالف وافقنا وحتى يتم اتفاق الرياض، ولكن الشرعية والقرارات التي أصدرها الرئيس اليمني توحي بأنهم لا يريدون لهذا الاتفاق أن يستمر ولا يريدون الاستقرار في المنطقة.

ماذا عن المطالبات الجماهيرية من أبناء حضرموت بعودتك كمحافظ؟
- أنا ابن حضرموت وانطلقت خلال عام واحد فقط من تعييني كمحافظ على أساس أنها الأرض والثروة وهي الجنوب، وللأسف ما يجري حاليا شيء مؤسف ومخزٍ، وللعلم أنا طالبت الدولة بأن يكون لحضرموت حصة من ثرواتها وقيمتها 30 ٪ وتم إراحتي على ضوء هذه المطالبات ونتيجة للحشد الشعبي تم إعطاء حضرموت 20 ٪ كحصة من ثرواتها، وسأكشف لكم أين ذهبت هذه الحصة، فالمحافظ الحالي يأخذ في جيبه الشخصي 8 ٪ والباقي يتقاسمه لوبي الفساد من أكبر رأس لأصغرهم، وأتحدى أن يقول المحافظ الحالي غير ذلك، ولابد أن يخرج للشعب الذي يعاني ويوضح له أين تنفق حصة حضرموت، كما أن الهيمنة على الوادي أيضا أصبحت خارج السيطرة لدرجة أن "سيئون" يعتبرونها عاصمة جماعة الإخوان، وأنا أوجه رسالتي لأبناء حضرموت بمقاومة هذا المد بشتى الوسائل السلمية وإن دعت الضرورة بـ "الصميل" وهي العصا.

يحسب لك يا سيادة اللواء بأنك أقمت الدنيا وأقعدتها في ساعة واحدة بعد إعلانك عن الإدارة الذاتية وانتظر الشعب حكما ذاتيا لكن هذا لم يحدث.
- إعلان الإدارة الذاتية لم يكن بقناعاتي الشخصية ولكن جاء ضمن قرار اتخذته هيئة الرئاسة بقيادة القائد عيدروس الزبيدي على أساس أنه كان هناك اتجاه لإسقاط عدن بيد القاعدة وكنت وقتها في الميدان واقترحت أن أعلن حالة الطوارئ ونقرنها بشيء للشعب، ولكي أن تعلمي أن الإدارة الذاتية التي استمرت لشهرين حكمنا فيها أفضل من وجود حكومة وأفضل من وجود محافظين، ومن خلال الإدارة الذاتية جمدنا وأبعدنا الفاسدين وكانت أولوياتنا في مجال الصحة خاصة في ظل هجمة كورونا وأيضا السيول وتوفير المياه والكهرباء والنظافة والتعليم، وبالطبع كانت هذه المتطلبات تحتاج لتمويل ومازالت الإدارات بيد الشرعية، فقمنا بتجميد إيجاد وعاء خاص يضم تجميع الأموال الخاصة بالضرائب من الميناء الحرة والعام والمعلا والجمارك، أربعة موارد فقط كنا نجمع أسبوعيا منها 3 مليارات نسدد منها قيمة واردات وقود ونواجه فيها معالجات كورونا وخدمات المواطنين، ونجحنا بفضل الله، فما بالك بموارد دولة كاملة تتجمع بيد الحكومة ولا يوجد لها أثر، وللأسف الحكومة الجديدة مع احترامي وتقديري لوزرائها لن يعرفوا من أين يبدؤون في ظل عدم وجود موازنة وعدم وجود إيرادات، وكأن الدنيا ابتلعتها والأيام القادمة كفيلة بكشف كل شيء على الواقع.

ما رؤيتك كخبير عسكري كيف ترى الأمور على مستوى اليمن ككل وعلى المستوى الخاص بقضية شعب الجنوب؟
- ليس لي شأن في الدولة كي أحدد رؤيتي السياسية فيها، ولكن أؤكد على شيء واحد فقط وهو أن دولة الجنوب قادمة بأسرع مما تتخيلون ونحن نحشد بزيارتنا وعلاقاتنا من أجل التحرير والاستقلال، وأريد أن أطمئن الشعب صاحب الصبر الفولاذي الذي يعيش بدون كهرباء ولا رواتب وانهيار العملة، أن الخلاص قريب جدا ولن يسكت المجتمع الدولي أمام تمادي تجار الحروب.

في النهاية هل هناك مشاورات سياسية أو اجتماعات بينكم وبين مصر بشأن قضيتكم؟
- نحن نعطي للتحالف الدور الأبرز في قضيتنا باعتبارنا شركاء حرب وأيضا دول الخليج وعلى رأسها دولة الإمارات الشقيقة على دعمها ومساندتها الدائمة للجنوب، أما مصر الشقيقة فبيننا علاقات تاريخية وممتدة ودائما هناك تواصل بيننا وبين الأجهزة الأمنية في مصر بشأن تهريب المخدرات وكشفها، ودور مصر سيكون كبيرا معنا في بناء الدولة الجنوبية ومؤسساتها وخبرتها وسنعتمد في هذا كله على مصر.

"صحيفة الجمهورية المصرية"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى