خط جعار باتيس.. طريق متهالك يسرق الأرواح ويعري السلطات

> تقرير/ عبدالله الظبي:

> حظ أبين عظيم بما حباها الله من طبيعة متنوعة وتربة خصبة وماضٍ مجيد، فهي الغنية بذاتها لولا أن بطوناً لا تشبع وقلوباً لا تخشع، ولو أمرها بيدهم لفجرّوها من علوها لأسفل السافلين. ظلت حزينة شامخة تنتظر الفجر الذي طال انتظاره، فهنا على سبيل المثال لا الحصر تبرز معاناة أناس لا ذنب لهم سوى أنهم سكنوا أبين.

المواطنون في مدينة جعار وحصن بن عطية في مديرية خنفر بحت أصواتهم شاكين رداءة وخطورة الطريق الأسفلتي (جعار - الحصن - باتيس) لكثرة الحفر وتآكل الطبقة الأسفلتية، ذلك أن عمره يعود إلى سبعينيات القرن الماضي، ما كلفهم دفع فاتورة خسائر كان يمكن تلافيها إن استجابت الجهات المعنية بإعادة تأهيل وصيانة الطرق حفظاً على سلامة وأرواح المواطنين.

الكثير من الحوادث المرورية شهدتها هذه الطريق، وراحت ضحيتها أرواح بريئة، فيما لا يزال الأحياء من أبناء هذه المنطقة يعانون بشكل يومي.

علي الساكت رئيس المجلس الثوري بمحافظة أبين، وأحد سكان مدينة جعار تحدث عن معاناة أبناء جعار وحصن بن عطية قائلاً: "بالنسبة لمعاناة الناس من الحفر والتصدعات بخط الإسفلت الرابط ما بين مناطقهم وباتيس فحدّث ولا حرج، هذه المناطق الجميلة لها مردود اقتصادي ينعكس على المواطن سلباً بسبب تصدعات الطريق التي ألحقت بالمواطن خسائر بشرية واقتصادية جراء ما يلحق بسياراتهم من إعطاب إذا سلموا من الموت".

وأضاف: "تفرض جبايات شرعية وغير شرعية على الشاحنات المحملة بالموز والأحجار والأسمنت والأعلاف والبضائع المارة من هذا الطريق الذي لم يلق نصيبه من الحسبة، سمعنا عن مقاولات لإصلاح الطريق ولم نر شيئاً".

ووجه مناشدة عبر "الأيام" للجهات المختصة، وعلى رأسها السلطة المحلية بالمحافظة، أن تحمل مسؤولياتهم وتؤدي واجبها، قائلاً: "يكفي ما لحق بالبلاد من دمار، احترموا هذا الشعب الطيب المتحمل منذ سنين صابراً على الأوجاع والفساد والإهمال وشتى أنواع المعاناة في كل مناحي الحياة ولم يسلم من البطش والتعسف، عجلوا بوضع حلول لإنقاذ هذه المحافظة المنكوبة المنتهية بنتيها التحتية بالكامل، ولم تشهد أي تقدم منذ عشر سنوات".

وقال رياض منصور، رئيس مركز الرياض الإعلامي، رئيس تحرير موقع صدى الحقيقة: "الخط الرابط ما بين منطقة حصن بن عطية ومدينة جعار هو أحد خطوط الموت بسبب تآكل الطريق بشكل كامل، وانتشار الحفر في الخط بصورة مرعبة مؤخراً، فهذه الطريق تشهد يومياً حوادث سيارات ودراجات نارية تموت إثرها أرواح بريئة كان يمكن المحفظة عليها، الطريق بحاجة إلى إعادة سفلتة من جديد، والترقيع لن يفيد إطلاقًا".

وأكد منصور أن جميع الطرقات والخطوط في مديرية خنفر قد تهالكت، وانتشرت الحفر فيها بشكل مخيف سواء كان الخط العام الرابط بين جعار وزنجبار أو الخطوط الأخرى، مشيراً إلى أن حال الخطوط الفرعية والداخلية أكثر سوءاً.

وأوضح منصور أن ما وصلت إليه أوضاع المنطقة يعود إلى غياب السلطة المحلية في المديريات والمحافظة عن المشهد: "المحافظ لم يقم منذ توليه زمام المحافظة بإعادة تأهيل أي طريق في مديرية خنفر، تهالك الخطوط والحفر يكلف الناس خسائر بشرية ومادية تتمثل في إعطاب السيارات والدراجات وصيانتها بشكل دائم لرداءة الطريق".

بدوره، أشار عبد القادر خضر، أحد أبناء منطقة حصن بن عطية، إلى أن هذه الطريق تعتبر خطاً رئيسياً إلى المنطقة الصناعية في حبيل برق، حيث تمر عبرها القاطرات ثقيلة الحمولة ما عرضه للتآكل، إضافة إلى تسرب المياه الذي أضر بالإسفلت.

وقال خضر: "فرحنا عندما سمعنا خبر اعتماد إصلاح هذه الطريق من قبل الدولة، لكن للأسف لم تكتمل الفرحة، ومازالت الطريق بانتظار من يعيد تأهيلها، وأملنا كبير في السلطة المحلية بمتابعة المقاول لاستكمال الأعمال، المكلف بها حسب الاتفاقيات المبرمة بينه وبين السلطة المحلية، فالطريق هامة وأرواح الناس أهم، والحفاظ عليها مسؤولية السلطات".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى