الصحافة

> أمر خطير أن يشيع بين الناس أن ما تكتبه الصحف من مقالات وتنشره من نقد هو لمجرد التنفيس عن الشعب فقط، وأن المسؤولين في الحكومة لم يعد يعنيهم أي انتقاد، عملا بالمقولة العجيبة التي ترددها الألسنة "أكتبوا ما تشاؤون ونحن نفعل ما نشاء".
بشهادة كثيرين، إن الصحافة في بلادنا وطنية وحزبية ومستقلة لم تقصر في متابعة أي قضية تهم الناس، كقضية نهب الوديعة السعودية من البنك المركزي، الذي يعتبر صندوق أمانة للمواطنين والدولة، ونهب الوديعة عمل مخجل وشائن، وتعتبر سابقة خطيرة لم تحدث في أي بلد من بلدان العالم.

وشي جيد أن صحافة بلادنا لم تتردد في انتقاد أي قرار أو سلوك خاطئ لأي مسؤول، حتى رئيس الوزراء نفسه لم يسلم من النقد العنيف. بل إنه يتعرض لأقسى أنواع النقد، كما يتعرض غيره بمختلف الأساليب الصحفية من مقال وتحقيق، حتى يخيل لمن يقرأ صحفنا في الداخل والخارج أن من يتعرض لمثل هذا النقد لا بد أن يكون آثر السلامة وقدم استقالته احتراما لذاته، ولكن في بلادنا نادرا من يقدم استقالته، حتى لو حُرقت الوزارة أو المؤسسة.

الغريب في الأمر أن يصم الوزراء ومن في حكمهم آذانهم، وكأنهم قد أصبحوا يتلذذون بالنقد الذي يوجه إليهم على صفحات الجرائد (المقصود هنا وزراء الحكومات السابقة وليس وزراء حكومة المناصفة الجديدة).

وقد سمعت من أحد الأصدقاء أن أحد الوزراء السابقين طلب من زميل أجرى معه حديثا أن يكتب الحديث بلهجة فيها قسوة وهجوم شديد عليه، وكان ذلك الوزير قد أيقن بمرور الوقت أن من يشتد عليه النقد يزداد رسوخا في موقعه، فأصبح معظمهم يخرجون ألسنتهم للصحافة وللشعب وممثلي الشعب وكأنهم يقولون بأعلى صوتهم (موتوا بغيضكم).

يا مسؤولي البلد: أفيقوا، وأعلموا أنكم مسؤولون عن معاناة هذا الشعب الغلبان، ولا تقولوا إن الأرقام تقول كذا وكذا، فأنتم تستطيعون لفترة أن تضحكوا بها علينا، ولكن أرقامكم للأسف لا تصلح لأن تكون مسوغا للنجاة من يوم الحساب عندما يسألكم الله سبحانه وتعالى عما فعلتموه بهذا الشعب المقهور المنهك من الحروب وغلاء الأسعار و... فماذا سيكون ردكم؟! لن تعبرّوها على الله كما عبرتموها على هذا الشعب المسالم المؤمن. لكننا لا نلومكم ولا نلوم الشعوب العربية لأنكم من أجود خلق الله في تغليف الكلام والقبلات. مما يجعلني أهرول من المكان الذي فيه أردد (اللهم لا ترهقني بالتفكير وأنت ولي التدبير).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى