أسبوع في رحاب معالم عدن التاريخية.. رحلة علمية لطلاب الآثار بجامعة عدن لتشجيع السياحة

> تغطية/ فردوس العلمي

>
  • د. هيفاء مكاوي: لم تستغل آثار عدن سياحيا وهناك جهل بأهمية معالمها
  • قسم الآثار بجامعة عدن يشجع السياحة من خلال "أسبوع الوعي الأثري"
أسبوع الوعي الأثري، مسمى يجلب لأذهاننا جامع العيدروس المتهالك، قلعة صيرة التي أضحت قلعة تأريخ لذوي العقول الصغيرة ممن يلطخون حجارتها الشواهد على الزمن أسماء نكرة، وميناء التواهي الذي لم يعد حبه في القلوب كما كان، والعديد من المواقع الأثرية التي تحفل بها مدينة عدن والتي جميعنا بحاجة لمزيد من الوعي بأهمية آثارنا وضرورة المحافظة عليها كهوية تتحدث عنا بين شعوب العالم. هي رحلة تعليمية لذوي الاختصاص من طلبة كلية الآداب بجامعة عدن، إذ نظم قسم الآثار والسياحة بالكلية زيارة ميدانية لعدد من المعالم والمواقع الأثرية بالعاصمة عدن، وذلك ضمن فعاليات أسبوع "الوعي الأثري" الذي يقيمه القسم بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس جامعة عدن، والخامسة والعشرين لتأسيس الكلية، ولتشجيع السياحة وحماية آثار العاصمة.
د. هيفاء تعطي نبذة للطلاب عن قلعة صيرة التاريخية
د. هيفاء تعطي نبذة للطلاب عن قلعة صيرة التاريخية

ويرجع تأريخ القسم ونشأته إلى عام 1995م حيث كان شعبة ضمن قسم التاريخ بكلية الآداب 1995م، وبدأ التدريس به فعليا عام 1997م، وفي العام 2001 تم استحداث قسم علمي مستقل للآثار بنظام البكالوريوس، ثم أصبح في العام 2018م قسما خاصا بالآثار والسياحة.
شملت زيارة طلبة قسم الآثار قلعة صيرة، جامع العيدروس، صهاريج الطويلة، المجلس التشريعي، قصر السلطان العبدلي، معبد هنجراج ماتاجي، بوابة عدن، رصيف السواح، الفنار ساعة ليتل بن، وكنيسة رأس مربط.

وأوضحت د.هيفاء مكاوي أستاذ الآثار والحضارة الإسلامية المشارك نائب العميد للدراسات العليا والبحث العلمي لـ "الأيام" أن زيارة المعالم التاريخية تأتي للتعريف بالآثار التي تزخر بها مدينة عدن وبيان أهميتها في الجانب السياحي وما ستدر به على الدخل القومي فيما لو تم استغلالها سياحيا من قبل الدولة.
وأبدت مكاوي امتعاضها من واقع تلك المعالم قائلة: "الكتابة على جدران الآثار تؤثر كثيرا عليها، إذ إن الحبر أو حتى المواد المستخدمة لإزالته تشوه الموقع، نصيحة وطلب لكل من يزور القلعة أو أي معلم أثري آخر ألّا يكتب على الجدران فهذا يعد تشويها للآثار".

ورافق الطلبة خلال جولتهم الميدانية المعرفية لمعالم المدينة أستاذ الآثار بالكلية طه شهاب، مقدما لهم شرحا وافيا عن كل موقع ومعلم من حيث التاريخ والنشأة ومواد البناء والدلالة التاريخية والدينية والأهمية، مشيرا إلى خطورة الإضاءة الحالية في قلعة صيرة "هذه المواقع لها إضاءات مخصصة ليست تلك الملونة، هي ربما تعطي منظرا جميلا لكنها مضرة جدا بالأثر التاريخي".

ولم يقتصر برنامج أسبوع الوعي الأثري على الزيارة الميدانية، بل اشتمل على الخيمة التراثية التي افتتحتها قيادة جامعة عدن وكلية الآداب والمحتوية صورا للمواقع والقطع الأثرية والمواقع السياحية في العاصمة، ورشة مصغرة لترميم القطع الفخارية والتدريب على التنقيب، ورشة الجيولوجيا الخاصة باستعراض نماذج من الصخور واستخداماتها، إضافة إلى عرض فيلم وثائقي عن قسم الآثار والسياحة بعنوان "آثارنا هويتنا"، وعرض مجموعة من الصور للزيارات الطلابية للمواقع الأثرية وللتدريب الميداني للتنقيب على الآثار. كما تضمن البرنامج ندوة افتراضية عبر منصة زوم حول الوعي الأثري يشارك فيها عدد من أساتذة الآثار من جامعة عدن والجامعات العربية، ومعرضين أحدهما في الكلية والآخر في ساحة منارة عدن، إلى جانب إقامة عدد من المحاضرات وتوزيع برشورات تعريفية بالقسم وفعاليات أسبوع الوعي الأثري.

وتجولت في الورش والمعارض التي أقيمت تحت مظلة الأسبوع ورأيت طالبة تقف أمام الصخور وتشرح للزوار عن تلك الصخور القديمة واستخداماتها، سمعت الطالبة فاطمة عصام تتكلم عن ماهية بعض الصخور "هذه صخور الأوكسجين، بعد غسلها وسحقها تستخدم ككحل للعين لإزالة الغشاوة وزيادة حدة البصر، كما كانت تستخدم في صنع الأدوات الحادة ورؤوس السهام، وهذا حجر الصوان الذي يدخل في صناعة الجواهر والأقنعة والسيوف"، كما تحدث عن الحجر المصري الذي استخدمه المصريون في صناعة التماثيل.

شيماء القدسي، طالبة آثار وسياحة في المستوى الثالث، قالت: "نشارك اليوم في معرض أسبوع الوعي الأثري والسياحي الذي سلط الضوء على الآثار والمعالم السياحية الموجودة في عدن، المعرض مهم جدا للتعريف بالآثار التي تملكها عدن وكيف يمكن أن نحافظ عليها لنفخر بها".
وتابعت موجهة رسالة: "إلى أي شخص يجد قطعا أثرية ويريد إعادة ترميمها، عليك التوجه إلينا فنحن في القسم لدينا معرفة واسعة عن هذه القطع".
إعادة ترميم الفخار
إعادة ترميم الفخار

انتهى أسبوع الوعي الأثري وحمل معه الكثير من الوجع، لما آلت إليه بعض المواقع الأثرية من تشويه من خلال الإضاءات المستحدث أو البناء العشوائي أو الكتابة على جدران المعالم الأثرية، ومدى الإهمال الذي تعانيه هذه المعالم التاريخية التي تعبر عن عمق وعظم تاريخ هذه المدنية الطاغي على معظم ملامحها العشوائية.

وجدد أسبوع الوعي الأثري الدعوة إلى إعلان عدن مدينة تاريخية وتفعيل التعاون المشترك بين أقسام الآثار في الجامعات المحلية والجامعات الخارجية والاشتراك في الندوات العلمية الخاصة بالآثار، منوها بأهمية الدور المناط بوزارة التربية والتعليم في نشر الوعي الأثري والسياحي بين الطلاب من خلال إدخال البرامج التعليمية المترجمة لأهمية الحفاظ على الآثار.

ولم يغفل الأسبوع أهمية تفعيل دور مراكز التراث ومهرجانات الموروث الشعبي، والعمل على إصدار كتاب علمي يهتم بالآثار والسياحة في عدن، وإلى ضرورة إنشاء شرطة الآثار وإعادة صياغة قانون الآثار والعقوبات المفروضة على كل من تسول له نفسه المساس والإضرار بالآثار من خلال إنشاء جمعية آثار مختصة تهدف إلى توثيق الآثار والمعالم التاريخية وحمايتها ونشر الوعي الأثري والسياحي من قبل الجهات المسئولة، إلى جانب التركيز على أهمية تنشيط دور وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة في نشر الوعي الأثري والسياحي بين أوساط الجمهور، لما تكتنزه عدن من إرثٍ حضاري وثقافي عريق منذ آلاف السنين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى