الانتماء

> حب الوطن والانتماء له يكون في إطار قوانين ربانيه إنسانية داخل كل إنسان، ويظهر هذا الانتماء في أوقات المحن، ودائماً يظهر هذا الانتماء في أوقات المحن، ودائماً يظهر المعدن الأصيل في هذه الأزمات.

ولعل الأزمات التي تتوالى على بلادنا منذ رحيل الأجنبي من بلادنا في نهاية العام 1967م قد جلبت الحروب للمواطن والمآسي والفقر والضياع، ولا أعتقد أن بلادنا في حاجة إلى وقوف السماء بجانبها مثلما هي الآن، اليمن شماله وجنوبه وصل إلى مرحلة مزرية دقيقة جداً، نتمنى أن تأتي النجدة من السماء وتخلصنا من هذا الحال الرديء.

لا يدرك البعض من المواطنين أن للأوطان روح تسكنها عبر تاريخها وتضاريسها وموقعها على هذه الأرض روح يصعب قياسها بواسطة البيانات والمؤشرات التي تصدرها مراكز الأبحاث والدراسات.
نسمع كثيراً عن الانتماء للوطن إذا أردنا أن نشحذ الهمم، إما لمناسبة وطنية أو عندما يمر الوطن بحدث يلتزم معه تضافر الجهود لصون الوطن وحماية أرضه وأمنه والدفاع عن استقراره، وطنا اليوم في حاجة ماسة للدفاع عنه وحفظه، من كل ابتزاز وخراب وفساد ونهب لخيراته أو غزو يتعرض له من الخارج.

والانتماء للوطن والارتباط به يبدأ بحبه، وانتماء اليمني في شمال الوطن وجنوبه لتراب وطنه يستمده من أرضه الجميلة وشواطئ بلاده الساحرة، ومن موقعه الفريد الاستراتيجي الهام، وأجوائه المتميزة بمناخها الجميل إلخ، وحب اليمني في الشمال أو في الجنوب لوطنه مبعثه تلك الأرض الطيبة التي شبت منها، وذكرت بالقرآن الكريم، "أرض طيبة ورب غفور". وعلى مر الزمان برهن اليمني في شمال الوطن وجنوبه على انتمائه لوطنه بالذود عنه ضد كل معتد، وبالحنين والشوق إليه عندما يبتعد عنه بآلة الزمان والمكان. وحرى بنا الآن - وليس بعد - أن نعمق الانتماء ونفعله ونضخه في روافده بأن يحسن الطالب دراسته واستذكاره، وأن يؤدي المعلم دوره في محراب العلم بالذمة والصدق؛ لينمي جيل العلم والمعرفة المقترن بالخلق الحسن، وأن يقدم رجال الدين القدوة الحسنة والموعظة، وتعمر وتهدي وتذكر وأن يكون إعلامنا بناء ومفكرونا ومثقفونا قادة رأي للتنوير والإبداع، وأن يضع رجال الأعمال (إن وجدوا لأن ماسي الحروب أبعدتهم وهربوا بأموالهم من البلاد) لأن (المال جبان) وأن يضع الجميع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وأعمار وازدهار بلادنا وتنميتها صوب كل قرار، وان يطعمنا مزارعونا من خير أرضنا، وأن يحرص كل راع على أن يتق الله فيمن يرعى.

إن بلادنا الجريحة المهدمة لا تستحق أبدا من أبنائها إلا أن يكونوا بارين بها محافظين على نسيجها ووحدتها الوطنية الداخلية ولا أراكم شر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى