تريدونه يقاتل شمالا والثروة جنوبا!

> منذ اندلعت أول حرب في البشرية لم يسجل جيش حادثة كالتي سجلها جيش الشرعية الوطني، نقيض جيش الحوثية الوطني، والذي يسيطر عليه جنرالات وقادة ألوية لا يكادون يفقهون في القتال حديثا، إذ لم يخوضوا الحرب ولم يتغبروا بغبارها ولا جرت أقدامهم في ميادين الكر والفر، ولم نرهم قط في خيمة العمليات الحربية أمام الخرائط يرسمون ويوزعون المهام القتالية، لا علم لهم بأخبار المعارك والانتصارات ولا ما نشر في الأخبار أو من رسائل الواتس آب، تراهم بالسيارات الفخمة ويسافرون من بلد لآخر يتنعمون في الفنادق تاركين الخنادق.

لم نسمع قط في تاريخ الحروب عن وسيط يفرض على جيش وطني لدولة معينة ويصدر بحقه قرارا يلزمه في بند من بنوده بمغادرة مواقعه والتوجه إلى جبهات القتال وهو يرفض أن يدافع عن الوطن ويواجه مغتصبين للسلطة ويصر على بقائه متربعا على عرش الصحراء بعدته وعتاده وقادته وجنرالاته متحصنا حول ثروة الشعب المنهوبة من قبل عصابة الفيد والسلب.

كيف لهم أن يقودوا معارك أو يحققوا انتصارا أو يجتاحوا حصون وقلاع العدو المحارب لهم؟! كيف لهم ذلك وهم يقاسمون الجيش خيراته ومعداته ويرسلون دبابة ويبيعون الأخرى ويطلقون رصاصة في الهواء وأخرى في ظرف هدية إلى قائد الثورة العدو في ساحة المعارك المفترضة التي يقاتل فيها الشعب نيابة عن جيشه الرابض في الصحراء؟! ألوية ينتشر أفرادها على مد البصر من العدة والعتاد والمتطوعين من القبائل لو زحفوا نحو القدس لحرروها من قبضة اليهود الصهاينة في ستة أيام، غير أن هذا الجيش أعاد النظر في عقيدته القتالية وفي من يقاتله، وجد أن عدوه هو ابن عمه وعصبته فكيف يقاتله؟!

جيش انسحب تاركا المعارك مسلّما المواقع العسكرية بعتادها ومطابخها تعد طعام الغذاء متخليا عنه إكراما وضيافة للجيش الحوثي الوطني في معارك هي الأغرب في العالم.

تتساقط مدن وقرى وأهلها يستغيثون بجيش وطني شرعي من عدوان جيش وطني حوثي، أهالٍ يرفعون أصواتهم بالمناشدة من دماج صعدة، إلى عمران صنعاء، وقيفة البيضاء، وحوبان تعز، وفاخر إب، ودريهمي الحديدة، وعتمة ذمار، وحجور حجة، كلها ناشدت واستغاثت بالجيش الشرعي الذي لباهم بتسليمهم للجيش الحوثي، وها هي اليوم مأرب تستغيث بالجيش الشرعي في مأرب وهو يرسل تعزيزات ضخمة إلى شبوة وشقرة حيث الواجب النفطي في الحفاظ على الوحدة من أجل الثروة واستعادة الجنوب الانفصالي الذي شارك برجاله الأوفياء في الحرب باسم الشرعية وانتصر وطرد الجيش الحوثي عدو جيش الشرعية التي اندلعت الحرب في اليمن وانطلقت عاصفة الحزم لاستعادتها.

لقد ترك الجيش الوطني كل مهامه القتالية وانسحب من كل الجبهات للجيش الحوثي ولم يبقَ معه غير العاصمة السبئية مأرب ليتفاوض عليها ولينتقل من جيش يحمي الوطن إلى جيش سيقاتل شعب لينهب ثروته في الجنوب.

هذا هو الجيش الوطني النفطي والاستثماري حامي حمى البترول والغاز المنهوب بيد عصابة علي بابا والأربعين حرامي، لا وطن ولا شعب يدافع عنهما ولا دين يذود عن حياضه من الروافض، إنه البترول هبل العصر المعبود الأوحد عند الجيوش المتقاتلة خارج قضايا الوطن وحروب التطهير للأرض من مخططات تغيير العقيدة واللغة والمذهب والعروبة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى