الموقف من المرأة يختزل الموقف من الحياة والتقدم والمساواة!

> سيتكرر الحديث عن المرأة ويتجدد التقدير لها والاعتزاز بها، ما بقيت مكانتها الرفيعة راسخة في حياتنا الخاصة والعامة، وسيبقى الموقف المنصف والعادل والتقويم الحقيقي والإيجابي لأدوارها المتعددة، مقياسا حاكما للرجل الفرد، ولكل الهيئات والمؤسسات على صعيد الدولة والمجتمع، ومن المفيد هنا أن أذكّر القارئ الكريم ببعض ما كانت قد تضمنته موضوعات سابقة لنا بهذا الشأن من أراء، ففيها يتجدد ويتجسد موقفنا الحقيقي والثابت منها، واللائق بها.

ففيها أكدنا بأن يقين العقل يبرهن لنا ويقنعنا كذلك منطق الحياة، وبكل تجلياتها وأبعادها الإنسانية والوجدانية والاجتماعية، بأن المرأة كانت وستبقى كما خلقها الله أحد الأسرار الكبرى في هذه الدنيا، وعنوان جمالها الأكبر والأكثر تميزا وفرادة وقدرة على التحمل.

وهي كذلك صاحبة الرصيد الأكبر في سجل الآلام والأحزان والفواجع الإنسانية، وأشكال شتى من ممارسات القهر والعنف والتمييز العائلي والمجتمعي المشين ضدها، وبأن الموقف منها يعدٌ معياراً تقاس به رؤية وموقف الرجال من الحياة ذاتها، وعلى مدى انحيازهم الحقيقي لعملية بناء المجتمع السليم والمتماسك والقادر على توفير الظروف الملائمة للبناء المتناغم بين عطاء الجنسين للمجتمع، الذي يستلزم بالضرورة إنصاف المرأة وتمكينها من حقوقها الطبيعية كاملة في كل ميادين الحياة، وبما يردم الهوة بين النصوص الدستورية والقانونية، وإنزال المواقف المعلنة بشأنها من سماء الشعارات إلى أرض الحقيقة والواقع!

وإن كان يوم الثامن من مارس من كل عام الذي سنحتفل به قريبا، قد أختاره العالم ليكون يوماً خاصاً بها ولتكريمها ولم يحظ بمثله الرجل، فإنما ذلك تقدير وتعبير عن العرفان بمكانتها الرفيعة، ليقف العالم فيه احتراما وإجلالاً لها في هذا اليوم، وهي وردة كل أيام السنة وأيقونة جمالها.

ونجدها مناسبة لدعوة كل القوى السياسية والاجتماعية الفاعلة في بلادنا إلى تجاوز الحالة الراهنة المعيبة في التعامل مع المرأة، ولعل استبعادها من حكومة المناصفة بين الجنوب والشمال قد كان فضيحة سياسية وأخلاقية بكل المقاييس، التي لا تعكس جدية الموقف منها والثقة بها؛ لتصبح جزءا أصيلاً من صناعة الحاضر وبناء المستقبل، وبعيداً عن رمزية التمثيل وديكورية الشكل، وبهذا الاتجاه نشيد بقرارات محافظ العاصمة عدن، الأستاذ أحمد حامد لملس، التي أنتصر بها للمرأة، وتبشر بالمزيد.

إن ثنائية الكرامة والكبرياء الأنثوي عند المرأة، هي التي تختزل ثقتها بنفسها وقوتها وصلابتها، والتي قد يراها البعض مكمن ضعفها، وهم الأضعفون، ففي هذه الثنائية الرائعة والجميلة تفرض احترامها بسلوك اجتماعي رفيع.
إن للمرأة قيمة استثنائية مركبة بالغة الأهمية في حياة الأسرة والمجتمع، وتجسد أجمل وأنبل المفردات وأسمى المعاني، وهي صفات يتقزم أمام عظمتها بعض الرجال الذين يشعرون بعظمتهم أو (يغترون بفحولتهم الذكورية)!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى