من أخلاقيات الوظيفة العامة للدولة

> إن الوظيفة العامة رسالتها وأهميتها لها ضوابطها وأخلاقياتها، وفي مقدمة ما يجب على صاحب الوظيفة العامة أن يتسم به هو "أن يكون قدوة"، وذلك لأن تأثير الإنسان بسلوكه أقوى وأعظم من تأثيره بتوجيهه وكلامه.

فصاحب الوظيفة العامة يقدم من نفسه قدوة لمن ولاه الله أمرهم، حيث يبدأ بنفسه في كل عمل من الأعمال والصلاحيات ولا تكون في يد شخص واحد أو المسؤول الأول أو القائد، تعد من أكبر الأخطاء التي تنتاب الكثير من هواة حب المركزية.

ومن هذا الإجراء أو النوع من العمل خطأ كبير وخطر على المصلحة العامة، وذلك لأنه يترتب عليه عدم وجود (صف ثان) من المسؤولين وذوي الخبرة، كما أنه يترتب عليه تأخير إنجاز كثير من الأعمال وعدم إجادة القرار والتعرض لكثير من الأخطاء وعدم إعطاء فرصة واسعة للتفكير الصحيح، أما حين يكون هناك توزيع للعمل أو عدم المركزية، وتتوزع المسؤوليات وتكون لكل مسؤول مهمته، فإن العاملين يعطون فرصة أكبر لتفكير أكبر وإنجاز أسرع وإجادة للعمل وتوزيع الأعمال والتخصصات من الأمور التي يجب أن يتقيد بها.

ومن سمات الوظيفة العامة التيسير وعدم التعسير، فمن ولى أمر أي وظيفة، لا بد أن يؤدي عمله على أكمل وجه وأن يتابع من معه، وأن يقيم العدل والحزم لكن لا يشق على من معه ولا يكتسب حرياتهم ولا يشق عليهم، بل يكلفهم من الأعمال ما يطيقون.

(رسول الله صلى عليه وسلم) يقول: (يسّروا ولا تعسّروا) وبشروا ولا تنفروا، وهذا ما شرعه رب العزة سبحانه حين رفع عن هذه الأمة الحرج والمشقة، فقال جل شأنه "وما جعل عليكم في الدين من حرج" وكما قال أيضاً "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها".

ومن سمات الوظيفة الحفاظ على المال العام، فإن لدى صاحب الوظيفة العامة صلاحيات كثيرة قد تيسر له استغلال نفوذه في إطلاق يده في المال العام أو إهدار بعض الحقوق كما حصل لنهب (وديعة البنك المركزي) وبقية المسروقات التي يقومون بها عتاولة الفساد (المفسدين) أثناء سرقة المال العام للدولة (سرقة أموال الشعب) من صندوق أمانة الدولة والمواطنين.

هؤلاء المفسدون الفاسدون الذين نراهم اليوم وهم (مليارديرات) مع أنهم كانوا قبل 4 سنوات عائشين على الفقر والكفاف تضخموا من الاختلاسات أو السرقات، نراهم اليوم يمتلكون الفلل والعمارات الفاخرة وسيارات آخر طراز وسفريات لهم ولعائلاتهم، سبحان مغّير الأحوال كل هذا التباهي نتيجة للسرقات.. أين القوانين لتسألهم: من أين لك هذا؟ أو الرجوع إلى ثانون (الذمة المالية).. إلخ. ويا حكايات عن سرقة المال العام للدولة.

استغلوا الحرب لإثراء أنفسهم، وأصبحوا أغنياء في يوم وليلة (جماعات تجار الحروب) يذكروني بواحد شاعر منهم يقول:

صلّيت صلّيت لما سوّد الجبين

ماشي كما السرقة وحلف اليمين

أيضاً من سمات الوظيفة العامة للدولة الاّ يكون صاحبها (مسيمعة) باللهجة الدارجة أي الاّ يكون صاحبها أذناً يسمع كل ما يقال ويصدق كل ما يسمع، فأن كثيراً من أصحاب النفوس الضعيفة يحاولون الوقيعة بين الناس يحاولون هدم غيرهم ليرتقوا على إنقاضهم، ويهيلون التراب على أقرانهم ليؤخروهم ويتقدموا هم، من سمات الوظيفة العامة مسايرة التطور والثورة التكنولوجية، فأن عالمنا المعاصر يعيش فترة من أهم الفترات في ثورة المعلومات والانفجار المعرفي، فدعونا نلحق بهم وأوفقوا الحروب التي تهدم وتخرب لا تبني ولا تطور.

أخيراً الوظيفة العامة تتميز بعدد من الضوابط والأخلاقيات، رأينا في موضوعنا هذا أن يكتب البعض عنها، والله ولي التوفيق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى