بؤس الإدارة

> فهد عبدالكريم ردمان

> منذ فترة كنت في إحدى مكتبات مدينة المعلا، فإذا بشاب في العشرينيات من العمر يدخل إليها، ويطلب من صاحبها طباعة سيرته المهنية والذاتية بهدف التقدم للعمل في مرفق خاص، لأن مالك وإدارة هذا المرفق الخاص كأي مرفق في أرجاء المعمورة لديه مواصفات ومعايير محددة لشغل الوظائف مهما كانت معقدة أو بسيطة، وذلك بهدف تحسين الخدمات والمنتوج الذي يقدمه للزبائن بشكل خاص وللمجتمع ككل، لكن الغريب في هذه الحكاية أن مرفق العمل الخاص هو عبارة عن مطعم، والعمل المعروض على الشاب هو جرسون.

في الفترة نفسها كانت تدور حكاية أخرى أكثر غرابة، حيث قبل جهابذة التربية والتعليم في عدن بتعيين مدير مدرسة لموظف في التربية من توظيف 2011م ولم يمارس مهنة التدريس، كما وافقوا على تعيين مدير تربية في إحدى مديريات عدن، وذلك دون النظر إلى سيرتهما الذاتية والمهنية، علماً بأنهما يفتقدان لشروط الترشح لهاتين الوظيفتين، ناهيكم عن التعيين، في مخالفة فاضحة للقوانين والنظم واللوائح والأعراف والتقاليد التي تنظم العمل التربوي والتعليمي، وقديماً قالت العرب: شر البلية ما يضحك.

لشغل وظيفة جرسون في مطعم مطلوب سيرة ذاتية ومهنية، ولشغل منصب قيادي في أهم وأخطر المهن المرتبطة بمستقبل الإنسان وتطور المجتمعات والأمم وهي التربية والتعليم مطلوب فقط، وداعاً الوالدين، واللهم لا حسد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى