محاربة الفساد كذبة غبّية

> أنور الطيّار

> ليس عجيباً في رفع شعار (كفاية فساد) ولكن الأكثر عجباً أن يردد هذا الشعار من قبل الجميع الفاسدين قبل الصالحين وكلهم يطالبون باجتثاث واقتلاع الفساد، ومحاسبة الفاسدين بغض النظر عن الوجاهة والمناصب داخل وخارج مؤسسات الدولة، المتسلسلة والمترابطة القنوات من الأعلى حتى الأدنى والمليئة بالمفسدين، والذين يدمرون كل شيء نظامي وقانوني وتعطيل أي تقدم وتطور يخدم الصالح العام للأرض والإنسان.

ومن مفارقات هذا الزمن الرديء، فإن الفاسد لا يخجل من نفسه ولا يخشى عقاب الله عز وجل ويمضي بإصرار وتعنت في فساده ويقتدي بالحكمة الميكافيلية (الغاية تبرر الوسيلة)، وهذا الفاسد ومن أمثاله كثيرون داخل سلطات الدولة ابتداءً من الرئاسة حتى الوزراء والبرلمان، وأصبح المواطن الغلبان المكلوم لا يثق بقدرة الحكومة على محاربة فسادها، وحتى أحزاب المعارضة لا تخلو من فساد قياداتها، ولهذا هي عاجزة من مواجهة ومقاومة الفساد، وهذا ينطبق مع ما جاء في الشعر (إني لا أفهم كيف يحل الحبل الشانق مشكلة المشنوق)، والمعضلة أن الفاسدين داخل السلطة أو خارجها ممسكون بيدهم الحبل الشانق ولا بد من قطعة بتحالف الصالحين، وهذا يتطلب معجزة من السماء، قال تعالى: "الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبالرصاد"، صدق الله العظيم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى