التخطيط والتهاون الدولي

> شهدت العملية السياسية والعسكرية في اليمن منذ ستة أعوام تطورات وانتكاسات ونكبات عدة، أثارت قلق الأمم، على الرغم من أنها ظلت، بالنسبة لقطاع واسع من الناس، الذين يشاركوننا الحياة على هذا الكوكب التعيس، مجرد صراع على السلطة، ومعها ظل الأمين العام للأمم المتحدة، السابق، بان كي مون، ناطقاً دولياً رسمياً باسم "القلق"، طيلة أربع سنوات، من عمر هذه الحرب (العنقودية)، قبل أن يخلفه الأمين العام الحالي أنطونيو جوتيريش -منذ سنتين- وهو الذي تم في عهده رفع سقف القلق، ليصل إلى مستوى خيبة الأمل، منذ يومين، بعد فشل مساعيه بجمع مبلغ 3.8 مليارات دولار كمساعدات طارئة وعاجلة لليمن الذي يعيش سكانه ظروفاً إنسانية بالغة السوء على كافة الأصعدة.

إن تطور وانتقال المتاهة اليمنية من متاهة مقلقة إلى متاهة مخيبة للآمال، أممياً، ينذر بمزيد من المعاناة، التي يعيش على وقعها الناس، اليوم، فوق المعاناة القائمة، منذ سنوات، وتلك التي يترقبها الناس، غداً، كترجمة لحالة الجمود - الركود الحكومي - الدولي، تجاه القضية اليمنية، وهي الحالة، التي إذا ما استمرت، منذ أن باشرت حكومة محاصصة أحزاباً وقوى، ما قبل، وما بعد، العاصفة، بالتفاقم، على هذا النحو، فبالتأكيد، سنصحو على كارثة حقيقية، تضعنا جميعاً، كشعب ونُخب، في مواجهة العاصفة، التي سيُحكى، ذات يوم، بأنها انطلقت، من أجل الشعب، فإذا بها تقتلعه، وما تبقى له من مقومات الحياة، لتُبقي على النُخب، لتؤدي الصلاة على شعب ميت.

قبل أن يعبر جوتيريش عن خيبة أمله، كان رئيس الوزراء، د. معين عبد الملك، يناقش عدداً من ممثلي الدول المانحة، عبر "اجتماع مرئي"، حول إمكانية وقوفهم إلى جانب اليمن في محنته، شارحاً لهم أبرز التحديات والصعوبات التي أثقلت كاهل الحكومة، "المثقلة" من الأساس، بملفات متراكمة لأربع حكومات سبقت حكومة المناصفة، التي يبذل فيها وزير التخطيط والتعاون الدولي د. واعد باذيب جهوداً غير اعتيادية -كما تظهر تحركات الأخير- من خلال نقله لصوت وأنين اليمنيين جميعاً للجهات ذات الصلة، وهي الجهود التي أثمرت مؤخراً، وفي ظل أوضاع بالغة التعقيد وظروف استثنائية يمر بها الإقليم والعالم بتحريك مياه الأمم الراكدة والغافلة عن الوضع غير الإنساني والمأساوي والكارثي، الذي يمر به اليمن خلال الفترة الراهنة بالتحديد، وهي الفترة التي لا يفترض أن تُقابل فيها محاولات تدارك، ما يمكن تداركه من قبل حكومة المناصفة وبتخطيط سليم، من قبل وزارة التخطيط والتعاون الدولي، وبطرق علمية متخصصة ومدروسة، لأكثر المجالات احتياجاً للدعم، بتهاونٍ دولي، كما حدث مؤخراً في مؤتمر المانحين المصغر، بما رافقته من تحركات لوزراء التخطيط والتعاون الدولي، والخارجية، والتي لا تزال، برأيي الشخصي، بحاجة لالتفاتة والتفافة أكبر، مما أظهره المجتمع الدولي، ودول مجلس التعاون الخليجي على وجه الخصوص قبل فوات الأوان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى