رهائن عدن

> أصبح سكان مدينة عدن (رهائن) لكل صنوف المعاناة والتعذيب، هكذا ببساطة، فليس هناك وصف يمكن إطلاقه على سكان المدينة أقل حدة من هذا الوصف.
بالأمس القريب أضرب المعلمون في عدن، وحرموا أطفال أهلها من التعليم بحجة أن لهم مطالب، وكلنا نعلم أن التعليم، أساساً، بائس ولا يصنع جيلاً مؤهلاً للتعامل مع المستقبل، (ويا دوب خريج الثانوية العامة يفك الخط) كما يقول إخوتنا أهل مصر.

الغريب في الأمر أن هؤلاء المعلمين يطلقون على أنفسهم (نقابة جنوبية)، لكن التعليم كان مستمراً في باقي محافظات الجنوب، وهناك من نقل أسرته إلى خارج عدن، ليمكن أطفاله من الحصول على التعليم، فعن أي نقابة جنوب يتحدثون؟.
وتعيش عدن هذه الأيام مأساة جديدة، وهي أن رأس هرم صفوة المجتمع، وهم القضاة، مضربون عن العمل بدعوة من نادي القضاة الجنوبي، وأصبح الناس يذهبون إلى المحافظات المجاورة لإنجاز معاملاتهم، حيث القضاة يمارسون مسؤولياتهم، فعن أي نادٍ للقضاة الجنوبي يتحدثون؟.

القاضي ليس مجرد موظف، أنه يمثل ميزان العدل في المجتمع، وإذا غاب هذا الميزان فقد المجتمع توازنه وأصبح الذراع هو الفيصل، وصار الضعيف نهباً للقوي.
لم تعد مقاييس المؤهل والكفاءة هي المعيار الأول في الشركات العالمية، فقد أصبح الشعور بالمسؤولية يسبق المؤهل والكفاءة، وإذا فقد المعلم والقاضي هذا الشعور بالمسؤولية في صناعة جيل المستقبل وفي تثبيت أركان العدل، فماذا بقي لدينا لنراهن عليه؟.

صور المعاناة في عدن لا حصر لها، من غياب الخدمات وتدني مستوى المعيشة إلى صور الخلل الأخرى الكثيرة، ومنها تعطيل وتنكيد حياة الناس بأن كل من (سخن راسه) أوقف الحياة وعطل مصالح الناس بحجة الإضراب، في عدن على وجه الخصوص.
كل هذه العوامل حوّلت حياة سكان عدن إلى جحيم، وأصبحوا دوناً عن باقي محافظات الجنوب، مجرد (رهائن) يجري استخدامهم لتحقيق أهداف ومطالب خاصة، قد تكن مشروعة، لكن سكان عدن هم الضحايا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى