قصة مواطن نجح في استثمار أرضه فيما أراضي الجنوب قاحلة ولا نوايا لاستغلالها

> تقرير/ محمد صالح حسن:

> على الرغم من سخرية البعض مما يقوم به، إلا أن شغفه وحبه لما يعمل جعله ينجح نجاحا يبهر كل من سخر منه، وظن أنه لن يفلح أو ينل مما يعمله سوى الخسارة والعذاب بلا طائل.
أحمد محمد علي الجحفلي أحد مواطني قرية نعمان بمديرية الأزارق محافظة الضالع، تحديدا عزلة بلاد المحرابي، كانت له قصة نجاح بعد عناء مضامير الحياة اطلعت عليها"الأيام" ونقلتها لكم .. فهو من هواة الزراعة التي لجأ لها ليحسن من وضعه المعيشي فحسب، فكانت بداية الحكاية.

يروي الجحفلي قصته بداية من رغبته بعمل مزرعة يقتات منها بعد تدهور أوضاعه الاقتصادية والأسرية"بدأ الأمر بأن قررت عمل مزرعة في وادي ماعر وزراعة شجرة القات، لكن والدي رفض الفكرة ونصحني بزراعة الفاكهة والخضار أو أي مزروع آخر سوى القات".
وتابع : "أعطاني ماكينة بقوة ثلاثة خيل وذلك بعد ما عانيت مرض في معدتي كلفني الكثير، واضطرني لصرف ما لدي، فكانت الزراعة فكرة خطرت لي لأتخلص من سوء الظروف ".

بدأ أحمد بزراعة "البسباس" معتمدا على دلو في السقيا"البئر في طرف مزرعتي لذا اضطر لسحب الماء بيدي من خلال إناء مربوط بحبل، طبعا البئر تمتلئ بالمياه خلال موسم الأمطار وتبقى كذلك لفترة طويلة، لكن إذا ما تأخرت الأمطار تجف البئر وتصاب الأرض بالجفاف ".

بداية تجربة أحمد الناجحة جعلته يفكر في زراعة أصناف مختلفة من الفواكه والخضروات حتى تلك التي لا تزرع في منطقته "جلبت المانجو من بساتين الحسيني في لحج وزرعته، وكذلك الزيتون والرمان، كما أحضرت الفرسك والليم والهيل من عقان، اشتريت الهيل بـ10 آلاف ريال، أذكر حينها عند عودتي إلى القرية معي شجرة الهيل سخر مني بعض الزملاء، كانوا يقصدون استحالة نجاح ما أنوي فعله ونصحوني بعدم إنفاق مالي في شيء لن ينجح لكني أصريت حتى أني نسقت مع أحد الخضريين الذي جلب لي شجرة الموز من أبين بـ7 آلاف ريال".

وتوسع أحمد في نشاطه وأحب إدخال شتى الأنواع إلى مزرعته فاشترى إلى جانب الفواكه والخضروات بذور الكمون والباميا والكوسا من محل بهارات مؤمنا بنجاح التجربة.
"أحضرت العنبا من لحج وزرعت حوالي مائة شجرة، كما زرعت البصل والكراث والحمدلله فجميع ما زرعته ينتج عدا ما زرعته مؤخرا كالمانجو والليم والزيتون لكن الأشجار في نمو مستمر وليس هناك أي ضرر وستنتج قريبا بإذن الله".

المزارع أحمد هو في الأصل عسكري لكن المبلغ الذي يتقاضاه لا يكفي لتوفير الأساسيات لأسرته، لذا اضطر لبيع عدد من رؤوس الأغنام التي يمتلكها ليتمكن من شراء الأشجار والبذور.

الجهود الفردية لا تفي دائما بحل المشاكل العامة، فإصرار أحمد جعله يبذل كل جهده ويخلق البدائل حسب المتاح لكي لا يستسلم، لكن هناك صعوبات تواجه مشروعه الزراعي الناجح حلها أكبر منه" ثمة مشكلات منها المياه فالمياه أساس الحياه لكل شيء على الأرض نحن نعتمد كما قلت لك على الأمطار الموسمية ونجاح وإنتاج وحصاد الثمر يعتمد على المياه والأمطار الموسمية،لا توجد لدينا سدود نستفيد منها .. أحد السدود في المنطقة بعد ما شيد بتعاون أحد المنظمات حصل له هبوط من قاعه، والآن يسرب المياه بسبب الخلل وهو الآن فاضي ولا يستفاد منه" يوضح أحمد.

تعرض الأراضي الزرعية للجرف بسبب سيول الأمطار مشكلة أضرت بالعديد من المزارع في المنطقة ومن ضمنها مزرعة أحمد، إضافة إلى مشكلة الحشرات التي تأكل الأشجار والبذور.
وبحسب رواية أحمد لـ "الايام" فإنه لم يستخدم أية سموم أو مبيدات، لكنه ينوي استخدام السموم الخاصة بقتل الحشرات الآكلة للأشجار.

وعن الجهات الداعمة لمشروعه أجاب أحمد:"للأسف نسمع عن توزيع المنظمات بذور رزاعية لكن هذا التوزيع في غير محله، فأنا شخصيا لم أحصل على أي دعم سواء من المنظمات أم مكتب الزراعة على الرغم من تقديمي طلب للدعم ".
ويرى أحمد أن نجاح مشروعه والمشروعات المماثلة ينعكس إيجابا على المواطن والبلاد خاصة في ظل الحاجة الملحة للاهتمام بقطاع الزراعة المهمل بشكل متعمد " تجربتي الناجحة أثبتت أن أرضنا تزرع كل الأنواع ويجب استغلالها لما ينفعنا وأبهرت بهذا المشروع كل من سخر من إمكانية الزراعة هنا".
وتسأل أحمد عن سبب انصراف الناس عن الزراعة وتحييد الحكومات لمشاريع زراعية على الرغم من المساحات الشاسعة وتوافر مياه الأمطار وتردي الأوضاع المعيشية التي يمكن أن يسلم منها الإنسان إذا ما استفاد مما لديه من ثروة يجهل قيمتها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى