اخفض سقوف التوقعات عمي!

> هذا ما قاله لي الأديب العربي عبدالله حمادة حين كنت في نقاش خاص بيننا في أمر اجتماعي، وما زال ما قاله لي في بالي وسيظل. هذا ما وددت أن أعكسه على ما أراه أمامي إيجاباً وسلباً في عالمنا اليمني والعربي، وبالدول النامية أيضاً، ونحن جميعاً نوكل غيرنا من قيادات وحكام، وبعدها نشتكي منهم ومن سوء أعمالهم وقد قيل قديماً "عُمالكم أعمالكم"، وقيل أيضاً السرق نوعان نوع يسرقك لذاته ونوع يسرقك بمحض إراداتك وأنت من انتخبته ليحكمك وبعدها نشتكي.

ولأوضح ما أردت قوله، نحن نبالغ ونرفع سقوف التوقعات سواءً فيمن نختار من أحزاب أو قيادات ليحكمونا وكأنهم ملائكة لا شر منهم، بل كل الخير فيهم، والآخرون شياطين لا ثقة فيهم، وكل في النقيضين بالمطلق، وهذا في واقع الأمر ما يجعلنا في حيرة من أمرنا، حين نثق نحب وبقوة مائة بالمائة، ونعطي هذا الحزب أو الحاكم الثقة العمياء، وحين نكره نكره بعنف وإلي أقسى مدى نفجر.

هذا للأسف منطلق التبعية الذاتية والتملك الذاتي ومنه ننطلق، فالقائد يخاطبنا بيا شعبي العزيز وكأننا ملكه وإن قال بغير ذلك فهو لا يقصد إلا ما قلنا، وإذا قال أنتم أعداؤنا فهو يقول بقوة وهكذا.
نحن محكومون وحاكمون نحب ونكره بنسب عليا مطلقة ليس فيها نسب متفاوتة.

فالمبدأ إذاً "ما رأيكم إلا ما أرى" وحكامنا كلهم فراعين ونحن أيضاً ملوك فراعنة، وإن كنا جميعاً رعاة، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على عجزنا، ولا نحرك ساكناً وإن حركنا ليس بإرادتنا، بل برغبات القائد المطلق لكن بأهوائنا، ولذا نعطي الثقة المطلقة ولا توجد في أذهاننا نسب محتملة وممكنة للانتكاسة أو للخطأ في رؤانا ورؤى حكامنا، فحزبنا على صح دائماً والآخرون على غلط، وقائدنا الأوحد هو المعصوم النبي المرسل، ربي سامحنا واغفر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى