وزير الخارجية: الخليج العربي محطتنا الخارجية للتحرك الدبلوماسي

> حوار/ وليد صبري:

>
  • اليمن جزء من المنظومة الأمنية للجزيرة العربية والخليج
  • وزير الخارجية: الحوثيون لا يؤمنون بالسلام وإرادتهم السياسية مرتبطة بإيران
قال وزير الخارجية، أحمد بن مبارك، خلال مقابلة له مع صحيفة "الوطن" البحرينية، في زيارته الأخيرة للبحرين على هامش جولته في المنطقة أن "التصعيد البربري ضد المدنيين بالسعودية، بالتزامن مع الهجوم الوحشي على مأرب، يمثل دلالة على طبيعة الإرهاب الحوثي"، منوهاً إلى "الدور البارز للسعودية في استعادة اليمنيين لدولتهم وإنهاء المشروع الإيراني بالمنطقة".

وذكر وزير خارجية اليمن أن "إيران تساوم باليمن على اقتتال داخلي متصاعد وأزمة إنسانية"، مؤكداً أننا "لن نقبل أن يكون اليمن ورقة ضغط إيرانية من أجل الاتفاق النووي، كما أننا لن نقبل بالمشروع الإيراني على أرضنا وتهديد جيراننا بأذرع طهران".

* كيف تقيمون دعم البحرين للحكومة الشرعية في اليمن؟
- إن اليمن قيادة وشعبا يقدر تقديراً عالياً موقف البحرين الداعم والمساند لإخوته في اليمن وهذا ليس بغريب على بلد تربطه علاقات تاريخية وأخوية متميزة مع اليمن تستند على أساس الاحترام والتقدير المتبادل وأواصر القربى ووحدة اللغة والمصير المشترك، كما أن مملكة البحرين عضو رئيسي ضمن قوات التحالف العربي لإعادة الشرعية ودورها مهم وفعال، ولا ننسى إسهامات المملكة في دعم الشعب اليمني لتخفيف من معاناته من خلال تقديم العون والمساعدات الإنسانية من خلال المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية وجهودها في تعزيز الأمن والسلم بالمنطقة، فهو محل تقدير وترحاب من جميع اليمنيين.

* كيف تنظرون إلى مشاركة قوات الواجب من منتسبي قوة دفاع البحرين ضمن قوات التحالف العربي واستشهاد عناصر منها خلال الدفاع عن الشرعية في اليمن؟
- ننظر إليه نظره اعتزاز وفخر فقد امتزج الدم البحريني بالدم اليمني فبالرغم من أن العلاقات اليمنية البحرينية متجذرة في التاريخ إلا أنها تعمقت بالدم حيث قدمت البحرين خيره أبنائها لمساندة الشعب اليمني من الكهنوت الحوثي المدعوم إيرانيا وقد قدمت شهداء في سبيل ذلك فلن ينسى الشعب اليمني موقف أشقائه في البحرين تجاه أشقائهم في اليمن وهذا يؤكد وحدة المصير المشترك بين البلدين العزيزين. إن شهداء البحرين استرخصوا دمائهم من أجل دعم الشعب اليمني والحكومة الشرعية بمواجهة إرهاب الحوثيين.
وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك، خلال مقابلة مع صحيفة "الوطن" البحرينية
وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك، خلال مقابلة مع صحيفة "الوطن" البحرينية

* هل لنا أن نتطرق إلى طبيعة جولتكم في المنطقة؟
- تأتي زيارتي للعواصم الخليجية في إطار تنسيق المواقف والتشاور السياسي وتوحيد الرؤى بين بلادنا ودول الخليج العربية إزاء الأوضاع في اليمن والمنطقة خاصة مع تزايد الاهتمام الدولي في الشأن اليمني لإحلال السلام والاستقرار من خلال الدفع بالعملية السياسية، يجب استغلال هذا الزخم العالمي لتسليط الضوء على الأوضاع في بلادنا وما تعانيه من معاناة إنسانية سببتها الميليشيات الحوثية الإرهابية، لهذا اخترنا أن تكون محطتنا الخارجية الأولى للتحرك الدبلوماسي منطقة الخليج العربي فكما تعلم أن اليمن جزء من المنظومة الأمنية للجزيرة العربية والخليج العربي فأي انعكاس لتطورات الأوضاع في اليمن سينعكس بالضرورة على دول الخليج إيجابا أو سلبا فاليمن البوابة الجنوبية الغربية لدول الخليج العربية ويحكمها التاريخ والمصير المشترك، هذا بالإضافة إلى الدفع بالعلاقات الثنائية بين البلدين نحو آفاق أوسع في كافة المجالات المختلفة من خلال تقديم الدعم الإنساني والتنموي وإعادة تفعيل اللجان الوزارية المشتركة بين البلدين الشقيقين.

* كيف تقيمون الهجوم الحوثي الوحشي على مأرب.. وفي ذات الوقت التصعيد الحوثي بقصف المدنيين في السعودية؟
- بالرغم من الزخم الدولي والجهود الأممية لإحلال السلام في اليمن تقوم الميليشيات الحوثية كعادتها في التصعيد العسكري الوحشي والبربري على مأرب والتي تحتضن آلاف المدنيين والنازحين من مناطق سيطرة الميليشيات والهجمات المتكررة بالصواريخ والطائرات المسيرة على المدنيين والأعيان المدنية سواء كان في اليمن أو على أشقائنا في المملكة العربية السعودية ولذا لا تستغرب الحكومة اليمنية بحكم التجربة من هذه السلوكات والأفعال من قبل الميليشيات الحوثية وهذا يدل على الطبيعة الإرهابية لهذه الميليشيات والتي حذرنا منها المجتمع الدولي، فمنذ الوهلة الأولى ونحن نقول، إن الحوثيين لا يؤمنون بالسلام، وإن إرادتهم السياسية مرتبطة بسياسة إيران في المنطقة، وهم لا يملكون أي إرادة سياسية. وأستطيع تأكيد أن مأرب سوف تكسر رهانهم، بل لقد كسرت فعلاً أوج عنفوان حملتهم العسكرية على هذه المدينة التي تستضيف ملايين المهجرين قسراً من مناطق سيطرة الحوثيين، نحن نثق بالجيش الوطني الذي يقف حائط صد منيعاً أمام هذا التصعيد العسكري والاعتداءات التي تنفذها الميليشيات الحوثية في مختلف الجبهات، وما الصمود الأسطوري الذي يسطره جيشنا الوطني اليوم في مأرب إلا نموذج لذلك.

* كيف تنظرون إلى جهود السعودية في حل الأزمة في اليمن؟
- منذ البداية والمملكة العربية السعودية تقوم ولا تزال تلعب دوراً مهماً وبارزاً في مساندة جهود اليمنيين لاستعادة دولتهم وإنهاء المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة، إن استمرار ‏دعم المملكة للشرعية اليمنية سياسياً وعسكرياً في مواجهة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران في كل الجبهات هو الموقف المعهود الذي يعكس الدعم الثابت والمستمر من التحالف والمملكة العربية السعودية الشقيقة والذي نؤمن بأنه سينعكس بشكل إيجابي على الوضع في اليمن وسيدعم الحكومة اليمنية في المرحلة القادمة لإنجاح مهامها وجهودها في حل الأزمة اليمنية.

* هل تعتقدون أن القرار الأمريكي بشأن الحوثيين وراء تصعيد الجماعة الإرهابية؟
- للأسف إن الميليشيات الحوثية فهمت القرار الأمريكي فهماً خاطئاً بالرغم من أن القرار لم يزل القيادات الحوثية من قائمة الإرهاب، ولذلك فإن استمرار تعنتها وحربها على الشعب اليمني واستهدافها الأعيان المدنية في المملكة بالصواريخ والطائرات المفخخة دليل على ذلك، تفهمت الحكومة اليمنية القرار الأمريكي الذي اتخذته إدارة بايدن باعتبار أنه معني بالجوانب الإنسانية وحتى لا تتفاقم المعاناة الإنسانية إلا أن الحوثيين لا يكترثون بالوضع الإنساني في اليمن عامة لأن هذه الجماعة مرتبطة سياسياً وإيديولوجياً بإيران وأجندتها تأتي من إيران، ولعل من الأهمية أن تدرك الإدارة الأمريكية هذا الجانب في استمرارية تعنت الحوثيين بإذكاء المعاناة الإنسانية خاصة عند هجومهم الوحشي على مأرب التي تضم ملايين المدنيين والنازحين فهذه هي المعاناة الإنسانية الحقيقية التي تواجهها اليمن، لذلك إن قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية لو استمر كان سيسهم في دفع العملية السياسية إلى الأمام في وقت أسرع.

* إيران تستخدم اليمن كورقة ضغط من أجل الاتفاق النووي.. إلى أي مدى تتفقون مع هذا الطرح؟
- لا يمكن القبول بأن تكون اليمن ورقة ضغط من أجل الاتفاق النووي الإيراني فلا بد من فصل الأزمة اليمنية عن الملف النووي الإيراني، لتفادي ربط مصير اليمن بملفٍّ مستعصٍ قد يستمر سنوات طويلة، قياساً على المفاوضات السابقة التي استمرت نحو عشر سنوات ولو سمح بربط الملفين، فإن الأزمة الإنسانية في اليمن ستزداد سوءًا والاقتتال اليمني سيتصاعد، فيما تسعى إيران لاستخدام تورطها في اليمن كورقة مساومة تحمي بها مواقعها الأكثر أهمية لها في الداخل الإيراني وفي العراق وسوريا ولبنان.

ومن المعلوم أن إيران تحاول أن تستخدم قضايا المنطقة كأوراق تفاوضية فيما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني مع أمريكا والغرب، لذلك هي حريصة على التصعيد وللضغط من أجل تلك الورقة التفاوضية.

* هل لنا أن نتطرق إلى الانتهاكات الحوثية لحقوق الإنسان في اليمن؟
- لا يخفى عن أحد الانتهاكات الحوثية المستمرة منذ ست سنوات لحقوق الإنسان فهي أكبر من أن تعد أو تحصى وقد أصدرت لجنة الخبراء الدوليين تقريرا مفصلاً حول انتهاكات الحوثية لحقوق الإنسان واستمرارها وآخرها إطلاق خمسة عشر صاروخا باتجاه مدينة مأرب والتي تحتوي على أكثر من مليوني شخص لاجئ وإطلاقها قذائف الهاون على مخيمات النازحين وعمليات القنص المستمرة على أطفال تعز وتجنيدها للأطفال وحرمانهم من حقوقهم الأساسية في الحياة والتعليم، هناك أكذوبة كبرى تقول إن الحوثيين يسيطرون على مناطق مأهولة بالسكان طيلة ست سنوات من الحرب، لقد تم نزوح العديد من السكان من المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين إلى مناطق الشرعية هروبا من جحيم سطوة الحوثيين عليهم، إذ بلغت نسبة من يعيش في المناطق الشرعية من إجمالي عدد السكان أكثر من 42%، واغتربت ملايين من أبناء شعبنا ونخبه إلى مصر ودول الخليج والأردن وأمريكا وأوروبا خاصة المثقفين ورجال الأعمال وهذا يدل على عدم إمكانية العيش مع هذه الجماعة الشمولية الديكتاتورية والتي تدعي الاصطفاء الإلهي في الحكم وبقية الشعب اتباعاً لها.

* كيف تنظرون إلى تعيين تيموثي ليندركينج، مبعوثاً أمريكياً لليمن؟
- رحبت الحكومة اليمنية بقرار الرئيس الأمريكي بايدن، تعيين نائب مساعد وزير الخارجية تيموثي ليندركينغ مبعوثاً خاصاً إلى اليمن فقد اعتبرتها اليمن خطوة مهمة تجاه حل الأزمة اليمنية، وندعم كذلك جهود الأمم المتحدة في هذا المجال. وتعيينه كان مؤشراً على اهتمام الولايات المتحدة بهذا الملف. فالمبعوث الأمريكي له سمعة طيبة في المنطقة وخبرة طويلة في قضاياها وهو ملم بالوضع في اليمن وسوف يساهم في عملية ترشيد قرار الإدارة الأمريكية تجاه جهودها لحل الأزمة اليمنية وكذلك ترشيد خطاب الكونغرس وموقف أعضائه من الحرب في اليمن.

* هل تتوقعون حلاً للأزمة اليمنية قريباً في ظل إدارة بايدن؟
- ترحب الحكومة اليمنية بدعوة الرئيس بايدن لإنهاء الحرب في اليمن وأهمية الحل الدبلوماسي لتحقيق السلام فقد جاء خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن ليعكس الاهتمام الذي توليه الإدارة الجديدة لليمن، حيث ظهرت القضية اليمنية كأولوية ضمن أولويات السياسة الخارجية الأمريكية للمرحلة القادمة، وهذا أمر إيجابي ويعكس متانة العلاقات اليمنية – الأمريكية واهتمام الإدارة الجديدة بدعم وتعزيز هذه العلاقات. وقد جاء خطاب الرئيس بايدن متسقاً مع موقف الحكومة اليمنية الذي يؤكد على أهمية الحل السياسي في اليمن وأن هذه الحرب التي أشعلتها الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران يجب أن تنتهي لينعم الشعب اليمني بالأمن والسلام والاستقرار، وهو ما سينعكس على استقرار المنطقة ككل ولا بد من ممارسة أقصى أنواع الضغط على هذه الميليشيات لدفعها للعودة إلى طاولة المفاوضات والخروج بتسوية منصفة تلبي تطلعات وآمال الشعب اليمني بدولة ديمقراطية مزدهرة تقوم على المواطنة المتساوية والحكم الرشيد.

* كيف تنظرون إلى تطبيق آليات اتفاق ستوكهولم؟ وما آخر التطورات بشأن ملف تبادل الأسرى وفتح الممرات الآمنة للإغاثة؟
- في الحقيقة الميليشيات الحوثية لا تأخذ من الاتفاقات إلا ما هو في صالحها ولا تلتزم بتنفيذ ما عليها وهو حال الاتفاقات السابقة، وقد حذرنا مرارا من ذلك، مضت أكثر من 27 شهرا منذ اتفاق ستوكهولم ولكن ما زالت الأمور تراوح مكانها بل وتزداد سوءا، بالرغم من أن الاتفاق كان سيوفر السلام والاستقرار ويمثل خطوة من خطوات بناء الثقة، هناك ثلاثة بنود رئيسية في الاتفاقية وهي اتفاق الحديدة وفتح الحصار عن تعز وملف الأسرى والتي استغلتها الميليشيات لتحول مدينة الحديدة إلى ثكنة عسكرية بما استحدثته من أنفاق وحفريات، وتعزيزات عسكرية بمداخل وشوارع المدينة ومنذ عام 2018 لم تتمكن بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة "أونمها" من القيام بمهامها لتنفيذ الانسحابات من الموانئ والمدينة وتسليم الأمن لقوات الأمن المحلية بحسب القانون اليمني وبموجب نص الاتفاق بسبب عرقلة الحوثيين الذين جعلوا من البعثة رهينة لا تستطيع حتى التحرك. لقد طالبنا مرارا الأمم المتحدة بتصحيح الوضع ونقل البعثة إلى مكان محايد وتنفيذ مهامها وفقا للتفويض الممنوح لها في القرار 2452.. عوضاً عن ذلك استغلت الميليشيات الحوثية هذا الاتفاق إلى عدم رفع حصار هذه المليشيات عن مدينة تعز بل زاد من عمليات قنص الأطفال وضرب الهاونات على منازل المواطنين داخل المدينة المسالمة، وكذا تعنتهم ومماطلتهم في تنفيذ اتفاقية تبادل الأسرى على الرغم من انخراط الوفد الحكومي بإيجابية مع هذا الملف باعتباره ملفا إنسانيا لا ينبغي استغلاله هو الآخر كملف للمساومة والابتزاز.

* ما آخر التطورات بشأن خزان صافر؟
- بالنسبة إلى خزان صافر، وهي قضية تهم الإقليم والعالم، فخزان صافر عبارة عن قنبلة موقوته لأنه من المحتمل أن يسبب كارثة بيئية كبيرة جداً لكل دول الإقليم، وهو موضوع عاجل جداً، وقد دعونا لجلسة خاصة في مجلس الأمن لمناقشته وتفريغ الخزان بشكل مباشر من النفط الذي بداخله وفي كل مرة نخطو خطوة للأمام نعود للصفر، فالميليشيات رفضت السماح للبعثة الدولية أن تقوم بمهمتها بعد أن أعطت مؤشرات للتفاعل الإيجابي، خاصة بعد إعلان الإدارة الأمريكية رفع الميليشيات من قائمة الإرهاب زاد من تعنتها فهي لا تولي أي قدر من المسؤولية تجاه ما سيحدثه من أضرار جسيمة إذا تم تسريب كميات النفط من الخزان العائم إلى البحر وتدمير الحياة المائية في البحر الأحمر.

* هل من جديد بشأن ملف ميناء الحديدة؟
- كان هناك دعوات أممية على الحكومة اليمنية بفتح ميناء الحديدة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها وجاء اتفاق الحديدة ضمن اتفاقية ستوكهولم ليتضمن هذه الدعوة لفتح الميناء لكي يتم استقبال المساعدات الأممية الإنسانية لتخفيف من معاناه المواطنين إلا أننا نلاحظ من التقارير الأممية نفسها تقول إن أكبر نسبة من المجاعة الإنسانية تشهدها محافظة الحديدة التي يوجد فيها الميناء، فكيف يستقيم هذا الأمر؟ ومع ذلك فلم ندخر أي جهد لتخفيف المعاناة عن أبناء شعبنا وتقديم كل التسهيلات الممكنة لتسهيل استيراد المشتقات والمواد عبر الميناء.

من جهة أخرى، الحديدة تحولت لمدينة تصنيع القوارب المفخخة لتهديد الملاحة الدولية، وخلال شهر، الحوثيون أطلقوا 16 قارباً مفخخاً من الحديدة لتهديد الملاحة في المياة الدولية خلال شهر.

* في رأي معاليكم كيف يمكن وقف الدعم الإيراني للحوثيين بالأسلحة والمعدات؟
- يجب أن يكون هناك أقسى أنواع الضغط على النظام الإيراني لوقف الدعم العسكري والمالي إلى الميليشيات الحوثية، كما يجب على المجتمع الدولي – والولايات المتحدة على وجه الخصوص – حماية وتأمين مضيق باب المندب والبحر الأحمر لكي لا تقع التجارة الدولية في هذين الممرين رهينة تصرفات الحوثيين المدعومين من إيران، الذين أصبحوا يشكلون تهديداً مباشراً، مثلما كان قراصنة الصومال يهددون التجارة الدولية، يجب حماية الممرات المائية في المنطقة ومراقبة السفن والقوارب الصغيرة المحملة بالأسلحة والمعدات والتقنيات التكنولوجيا الحربية إلى الحوثيين كما تتولى مراقبة حظر السلاح المنصوص عليه في قرار مجلس الأمن رقم 2216.

* كيف تنظرون إلى دعم "حزب الله" للحوثيين؟ وهل العقوبات المفروضة على "حزب الله" تمنعه من الدعم اللوجستي للحوثيين؟
- عند هجوم الحوثيين العسكري الوحشي على مأرب وصمود المقاومة الشعبية والجيش الوطني وكسر جميع الزحوفات العسكرية وهزيمتها انبرى على المنبر حسن نصر الله إلى مخاطبة اتباعه بأهمية معركة مأرب ويشبهها بمعركة الحق والباطل، وهذا يدل على الطبيعة الإرهابية التي تشترك بها تلك الجماعات الطائفية المدعومة من النظام الإيراني والذي يريد أن يحقق مشروعه بأيدي أذرعه التخريبية لهذا لا تستطيع هذه الميليشيات الحوثية الصمود لولا الدعم الإيراني وأذرعها الطائفية المقيتة في المنطقة العربية وهذا يدل على ضرورة مواجهة هذا المشروع الطائفي التخريبي، فاليمن سيبقى في حضنه العربي ولن يقبل بالمشروع الإيراني على أرضه أو أن يتم تهديد جيرانه من خلال أذرع إيران.

* تحديات كبرى تواجه الحكومة الشرعية منذ العودة إلى عدن عقب اتفاق الرياض.. هل لنا أن نتطرق إلى أبرز الملفات التي تركز الحكومة على إنجازها خلال المرحلة المقبلة؟
- على الرغم من مرور فترة قصيرة على تشكيل الحكومة بناء على اتفاقية الرياض وعودتها إلى العاصمة الموقتة عدن إلا أنها أثبتت أنها على قدر عال من المسؤولية، حيث استكملت إعداد البرنامج العام للحكومة الذي أقره مجلس الوزراء مؤخراً والذي تضمن عددا من البرامج ومسارات التنمية الشاملة ركزت فيه على مسألة إعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي وبناء السلام. كما اشتمل برنامج الحكومة على 7 محاور رئيسية هي الأمني والعسكري، السياسات المالية والنقدية، الاقتصاد والاستثمار، البنية الأساسية والطاقة والبيئة، الإدارة العامة والحكم الرشيد، التنمية البشرية، والعلاقات الخارجية والتخطيط والإعلام. ووضعت أهدافا شاملة وموضوعية لكل محور لمواكبة المستجدات والتحديات التي تفرضها المرحلة القادمة.

لا شك في أن هناك العديد من التحديات والصعوبات التي واجهت الحكومة اليمنية خلال السنوات الست الماضية، فالحرب المدمرة التي أشعلتها الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران تسببت في كارثة إنسانية تتفاقم عاما بعد عام، ولولا جهود الحكومة اليمنية والعمل المتواصل لكانت الأوضاع على الأرض أسوأ بكثير مما هي عليه الآن. فالحكومة قامت بإجراءات عديدة منعت من خلالها تدهور الاقتصاد وحافظت على ضبط سعر صرف العملة اليمنية واستمرت في صرف رواتب قطاع كبير من موظفي الدولة على الرغم من قيام الميليشيات الحوثية بنهب الأموال من البنك المركزي وتسخير الإيرادات لمجهودها الحربي، ونأمل أن ينفذ الشق الأمني من اتفاقية الرياض ليتم من خلالها تطبيع الأوضاع الأمنية وتحقيق الاستقرار لجلب رجال الأعمال والمستثمرين للاستثمار في عدن والمناطق المحررة وعودة البعثات الدبلوماسية إلى عدن وهي بمثابة رسالة قوية إلى الحوثيين ومن يدعمونه.

* كيف تقيمون جهود المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث؟
- لقد تعاملت الحكومة بإيجابية مع الجهود الأممية التي يقودها المبعوث الخاص للأمين العام مارتن غريفيث ووافقت على النسخة الأولى لمشروع الإعلان المشترك في شهر مايو 2020 بما في ذلك فتح مطار صنعاء الدولي للرحلات الدولية أمام الناقل الوطني، إلا أن الميليشيات الحوثية رفضت الإعلان، ومن ثم تم تقديم نسخ جديدة للإعلان تتضمن اشتراطات الحوثيين، وقد ردت الحكومة في حينه على تلك المسودة بملاحظاتها لمكتب المبعوث. نحن ندعم كافة الجهود الذي يقودها المبعوث الأممي مارتن غريفيث وقد أوضحنا للمبعوث الأممي رؤيتنا للسلام وجديتنا في تحقيق السلام الشامل والعادل وليس سلاما مؤقتا مرحليا تستفيد منه الميليشيات الحوثية ليزيد من مكاسبه على الأرض مثلما حصل مع اتفاقية ستوكهولم.

* ما هي خطة الحكومة الشرعية الجديدة لمكافحة فيروس "كورونا"؟
- شرعت الحكومة اليمنية برئاسة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك مع أعضاء اللجنة الوطنية للطوارئ للتنسيق مع المنظمات المانحة وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية والتحالف العالمي للقاحات والبنك الدولي لتوفير لقاح والذي يتوقع وصوله في أواخر شهر مارس وبداية أبريل المقبل تشمل حوالي 2 مليون و316 ألف جرعة، وذلك ضمن 12 مليون جرعة لقاح "كورونا" ستتلقاها اليمن على دفعات خلال 2021 عبر مبادرة كوفاكس بدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تكفي لتطعيم نحو 6 ملايين شخص. وقد تم وضع خطة وطنية شاملة لتوزيع لقاح "كورونا" عبر برنامج التسجيل لبيانات المستهدفين للحصول على اللقاح، وخطة تنفيذ التدريب لطواقم التطعيم والإشراف، وإنشاء نظام المراقبة والتقييم، وكذا تنسيق التعاون مع المنظمات المعنية للوصول إلى بعض الفئات المستهدفة. ذات الأولوية ووفقا لمعايير وإطار العمل بالقيم المتبعة للتطعيم ضد "كوفيدـ19"، واتخاذ كل الاحتياطات الوقائية للحد من حدوث أي تفشٍّ لموجة جديدة، كما تم التقدم من خلال مكتب منظمة الصحة العالمية بمشروع إلى مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لتمويل كلفة لقاح تغطي 50% إضافية من السكان للوصول إلى نسبة تغطية 70% على الأقل من السكان في جميع المحافظات اليمنية.

* هل تعتقدون أن المجتمع الدولي متخاذلٌ بشأن انتهاكات الحوثيين وأعطى الجماعة الإرهابية أكبر من حجمها، لاسيما ما يتعلق بالأزمة الإنسانية التي تواجهها البلاد؟
- هناك جهود أكبر يجب أن تبذل من المجتمع الدولي تجاه المأساة الإنسانية في اليمن وقد أصدرنا بيانا بذلك ننتقد فيه صمت بعض المنظمات الدولية الإنسانية عما يجري في مأرب من قصف الحوثيين لمخيمات النازحين وإعادة تهجيرهم مرة أخرى. بالرغم من أن الحكومة تدعم الأمم المتحدة وهيئاتها في اليمن للقيام بمهام الإغاثة الإنسانية وتقدم لها كل التسهيلات اللازمة لخدمة الشعب اليمني، إلا أنه في ظل وجود معظم المكاتب الرئيسية لتلك المنظمات في صنعاء فإنها تواجه بالتأكيد الكثير من العوائق والعراقيل والانتهاكات من قبل الميليشيات الحوثية والتي تؤثر على العمل الإنساني وقد صرح بذلك الكثير من مسؤولي الأمم المتحدة. نحن دعونا الأمم المتحدة للتخلص من المركزية وإنشاء مراكز إغاثية مستقلة في مأرب ومناطق أخرى من اليمن ونقل مكاتبها الرئيسية إلى العاصمة المؤقتة عدن. لا تزال هناك إشكاليات في التدخلات الإنسانية في مأرب وتعز وبعض المناطق الأخرى في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية كمحافظة الحديدة وسنعمل بالشراكة مع الأمم المتحدة ومنظماتها لإيجاد معالجات لتلك الإشكاليات وضمان فاعلية المساعدات الإنسانية ووصولها إلى مستحقيها، والانتقال من مرحلة المساعدات الطارئة إلى مرحلة مشاريع التنمية والقدرة على الصمود.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى