الإقصائيون (خطر يهدد لحمة الجنوبيين)

> مصطلحات إقصائية قديمة متجددة في كل زمان ومكان، رائدها إبليس بقوله عن أبينا آدم عليه السلام (أنا خير منه)، كما قالها قوم الملكة بلقيس (نحن أولو قوة)، فعبارتا (أنا) و(نحن) تؤديان لإقصاء الآخر، مثل مفردات (الأفضلية والأحقية والأولوية والأسبقية)، وكلها مصطلحات لا تقر للآخرين بدور أو مشاركة.
الإقصائيون رافضون للآخر، بمنطق الاستقواء، وليس القوة، لأن القوة نسبية يمتلكها هذا وذاك، ونفذها طواغيت 7 يوليو بالاستقواء على العمال الجنوبيين، بطردهم من وظائفهم وإقصائهم من مناصبهم ومواقعهم.

استقوى الإقصائي بوجه الجنوبي بعد أن منّ الله على الجنوبيين بالنصر المبين في رمضان، وقد كانوا كالجسد الواحد امتزجت به الدماء والقلوب براية الجنوب، وما لبث الجنوبيون يرتلون أهازيج النصر ويحتفلون في الساحات وينظمون المليونيات حتى تفشت فيهم أمراض الفوقية والـ: (أنا)، (نحن)، وفرز الإقصائيون الجنوبيون زملاءهم بالساحات، فمنحوا أوسمة الوطنية لهؤلاء، ورفعوا لأولئك كروت الطرد الحمراء المتسخة بتهم التخوين والتبعية لأجندات معادية، فضيقوا على إخوانهم الجنوبيين بوشايات وتهم إقصائية، ليسقطوا هذا وذاك من على سفينة الجنوب التي أبحرت من ساحة الاعتصام وميادين الشرف في حرب التحرير.

المرضى بـ (أنا) و(نحن)، لا عمل لهم سوى إزاحة هذا، وإعاقة ذاك، وحرمان هؤلاء، والتحريض ضد أولئك، لا مجال للآخرين بالمشاركة معهم أو إلى جانبهم فهم أولاً، وهم الضرورة، وهم الكل في الكل وليس غيرهم.
إقصائيون ظنوا أن البناء لهم، والمجد من صنعهم، والقيادة لا تصلح إلا منهم ولهم، فهم الوطنيون الأحرار، والقادة الأبرار، والشرفاء الاطهار، وغيرهم عملاء وخونة ومندسون على الوطن وسيادته.

إقصائيون تلامذة (أنا خير منه) الإبليسية، لم نأمن معهم على حقنا بالمشاركة فقط، وليس بالقيادة لأنها محظورة علينا بعنجهية الإقصائيين، كيف لنا أن ننجح بأي عمل نقوم به، طالما وسيخضع لموافقتهم ورفضهم؟، وكيف لنا أن نقنع الآخرين بالانضمام إلينا والمشاركة معنا والعمل إلى جانبنا كجنوبيين ونحن مكبلين لم نحصل على حقنا بالعمل الجنوبي الوطني بحرية، والقبول بنا كوطنيين مثلهم وليس أفضل منهم؟.

الإقصائيون باب موصد بوجه كل متشوق للعودة إلى الجنوب الوطن والعمل لخدمته، الإقصائيون حاجز خرساني عنصري بوجه اللائذون إلى أحضان الجنوب هاربين من بطش وجبروت الزمن ومتاهاته، الإقصائيون مهدة فولاذية تحطم رغبة المبدعين بتقديم الأفضل لمصلحة الوطن الجنوبي، وهم دخان أسود يحول دون رؤية فجر الجنوب القادم. فمن يزيحهم بعيداً عن طريق الراغبين بالعمل والمشاركة والعودة والاطمئنان في الجنوب؟، لم نسلم ونحن منهم، وبينهم من وضع الحواجز والعراقيل أمامنا، ويرفض وجودنا، ونحن نسابق لنظهر خلفهم أو إلى جانبهم، قبل أن نظهر معهم على السواء في أي صورة يظهرون بها، لنشعر مثلهم أننا في وطننا الجنوب، لكنهم يقصون أماكن تواجدنا في الصورة حتى لا نظهر إلى جانبهم أو معهم.

إقصائيون ليس أمامهم سوى المرآة ينظرون إليها، فلا يرون بها إلا أنفسهم، ظناً منهم أنها مرآة الجنوب والوطنية، كلا أيها الإقصائيون إنها مرآتكم، وليس فيها سوى صورتكم الإقصائية التي سرعان ما يغطيها الغبار، فتصير ضبابية، ولن تروا فيها شيئاً، وحينها ستنكسر وستتضح صورة الجنوب الحقيقي الذي يظهر فيه كل أبناء الجنوب بوضوح في وطنهم آمنين متمتعين بحق المشاركة والعمل، ومتساوون في كل الحقوق، ليس لأحد وصاية على الآخر، وإنما الأعمال والمواقف والتصرفات هي من تحدد الوطنية والنزاهة، فهل أدركتم أن الإقصائيين هم الخطر على لحمة الجنوب؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى