سيل من الأزمات تجر بذيل المشتقات..

> تقرير/ ملاك نبيل:

> الدوران في حلقة الغلاء يوصل الشعب للانهيار وربما للانفجار
لا طاقة للمواطن بزيادة أجرة المواصلات
ارتفاع من كل صوب، طُحِن المواطن بين فكي الفقر والجشع، فما شهدته مدينة عدن خلال الفترة القليلة الماضية من ارتفاع في أجرة المواصلات، سبب موجة غضب عارمة وكأنها القشة التي قسمت ظهر البعير.

فالمواطن تحمل تضاعف الأسعار في كافة قطاعات الحياة ولازال مرغما على التحمل، لكن أجرة المواصلات شكلت فارقا ونقطة تحول للكثيرين من فئة الأغلبية الصامتة الذين لم يحركهم غياب التيار الكهربائي لساعات، ولا المضاربة بأسعار العملة، ولا حتى مضاعفة أسعار المشتقات النفطية، فكانت المواصلات هي نقطة الضعف التي لا يمكن التحمل معها أو تجاوزها لحاجة الشعب بكافة طبقاته وانتماءاته بحاجة لوسيلة نقل بشكل يومي. السر في التنقل اليومي، إذ أن غياب المرتبات أيضا كان له أثر في صرخة الغضب تلك، فالواحد منا يقسم ما لديه من المال بالريال الواحد ليتأكد من أنه سيكفيه لنهاية اليوم فجاء صوت سائق المركبة معلنا ارتفاع الأجرة كالخبر الصاعق للأغلبية الساحقة.

ويأتي رفع أجرة المواصلات داخل عدن، وخارجها، في الوقت الذي تشهد العاصمة أزمة وقود متقطعة، الهدف من ورائها تفعيل السوق السوداء، وإتاحة الفرصة للمحطات الخاصة للتحكم بسعر البيع ليصل سعر الدبة البترول إلى 11500 فيما في المحطات الحكومية بـ8000 ريال، والمضطر يشتري إجبارا.

إضافة إلى ذلك لا تقف الأزمة في عدن عند انعدام الوقود في السوق المحلية، حيث تشهد وقود محطات الكهرباء هي الأخرى أزمة، ومضاعفة من ساعات انقطاع التيار الكهربائي خلال الأيام الماضية. هذا والتزمت قيادة شركة النفط المسؤول الأول عن التموين المحلي للوقود الصمت إزاء ما يجري، في المقابل هناك تراخٍ حكومي تجاه مختلف الأزمات التي تعصر المواطن وتطحنه ابتداء من ارتفاع سعر الصرف الذي جر وراءه عددا لا ينتهي من الأزمات المتلاحقة التي حشرت الناس في زاوية لا ظل فيها ولا شربة ماء.

المواطن ياسر أحمد قال "لقد عانينا كثيرا من عدم صرف المرتبات وانقطاع الكهرباء، وأتى بعد ذلك ارتفاع البترول يتبعه ارتفاع في المواصلات وأسعار المواد الغذائية، وذلك أثر علينا وحملنا هم كبير يصعب الاستمرار في تحمله".

ويرى آخر أن ارتفاع تسعيرة المواصلات واقع منهك بالذات للطالب الجامعي، حيث أصبح الطالب هذه الفترة بالكاد يستطيع توفير متطلبات دراسته، لتأتي أزمة المشتقات وتجعله في وضع مزري يصعب معه تحمل المزيد من الأعباء ما اضطر بعض الطلبة إلى مغادرة مقاعد الدراسة والبحث عن فرص عمل ولو كانت بالأجر اليومي.

فيما قالت أم أسامة أن الأسعار الجديدة هي أداة لفضح الناس "أخرجت العزيز لمد يده في الشوارع ، وأتعبت الناس وشهر رمضان ع الأبواب لا يعرف أحد كم يعاني بعض الأسر المتعففة، زيادة سعر المواصلات 100 ريال على الراكب والبترول والديزل ارتفع، كم سوف يتحمل المواطن على هذه الظروف، اتقوا الله في الناس".

صالح أحد سائقي باصات الأجرة، سألناه عن الزيادة الأخيرة ورأي الركاب فقال:" أنا لم ارفع سعر المواصلات وبقيت على السعر القديم فكلنا شعب ونعاني بنفس المعاناة، ويجيب أن نكون لبعض وليس على بعض، أنا لدي أسرة أعيلها بما يطلع لي من أجرة الباص، ولدي أطفال في المدارس وأكبرهم في الجامعة، الحمد لله متيسرة معي على الرغم من الأوضاع والغلاء الفاحش الذي في البلاد ولكن ربنا كريم".

"أنا من قطاع الجيش استلم راتبي كل خمسة أشهر، يأتي بعد ما تراكمت عليا الديون فلا يبقى شيء منه لشراء احتياجات أسرتي"، قال كامل .
وبعد ارتفاع الأسعار أصبح كامل يشتري المستلزمات الضرورية جدا فقط، لتوفير بعض من المبلغ لدراسة أطفاله، "فعندما زادت أسعار المواصلات زاد معها الهم والعناء ".
وفي خضم هذا وذاك يبقى المواطن هو كبش الفداء للمماحكات السياسية والحروب غير المعلنة التي تتجه بالبلاد إلى حافة الهاوية بلا أدنى شعور بالمسؤولية من قبل المتسبب فيما آلت إليه أوضاع البلاد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى