الأم.. ثم الأم

> مهما كبرنا ومرت السنين سيبقى حضن الأم هو المأوى والملاذ.. إذا فقدته فقدت معه معنى الفرحة وجفت ببعاده كل ينابيع الحب المُنزه عن أي غرض أو مصلحة.. وإحقاقًا للحق (إن الأم في بلادنا) أحق امرأة في العالم بالتكريم والاحتفاء بها ولو يومًا واحدًا، نجعله يومًا للعواطف وليس فقط لتقديم الهدايا، فربما ابتسامة أمل أو كلمة شكر صادقة تكون أجدى وأعمق من كل هدايا الدنيا.

رحلت أعز الناس وباعدت بيننا الأيام والسنين وبقيت صورتها محفورة في قلبي وعيوني وأنفاسها تحيطني بعطفها وحنانها.
أكاد أشعر بأيديها تضمد جراحي وتمسح الدمعة من جفوني وكلماتها تدوي في أذني تشجعني وتقويني على تحمل أعباء الحياة القاسية..

في مثل هذا الموعد من كل عام أتصفح أوراق مذكرتي، أعد الأيام والساعات حتى تتوقف أوراقها عند يوم 21 مارس..

وتتوقف معها عجلة الزمن لتعيدني لطفولتي .. لأحاسب نفسي عن أي هفوة أو لحظة ألم سببتها لست الحبايب، أندم على كل دقيقة أو ثانية مرت دون أن أسعدها فيها.. إنها ليست أحاسيس فردية؛ بل هي مشاعر ملايين الأبناء الذين يعرفون جيدًا قدر وقيمة "الأم" التي تستعد بلادنا كلها لتكريمها وتتويجها ملكة على عرش قلوبنا وحياتنا..

إن الاحتفال بعيد الأم فكرة إنسانية جيدة في محلها.. وهذه الفكرة الممتازة تزداد عمقًا وتأكيدًا كلما مر عليها الزمن على الرغم من كل العقبات ومحاولات التغيير والتبديل في موعد العيد أو اسمه..

قصارى القول – نقول: "إن الأم تاج على رؤوس الأبناء.. لا يراه ولا يحس به إلاّ اليتامى!" وياليت شبابنا وأولادنا يستوعبون جيدًا تلك المقولة قبل فوات الأوان.. بدلا من قتل الأمهات من قبل بلاطجة هذه الأيام.. فالأم ثم الأم، فاحذروا من غضبها وتمنوا رضاها تسلمُ خطاكم.. ولله في خلقه شؤون.. وسلامي ودعواتي لأمي الحنونة.. غفر الله لك.. وأسكنك فسيح جنانه.

*كلمات عابرة:

أ- حتى فرعون (وقده فرعون) وقوة فرعون كان يعذب بني إسرائيل لكن والله ما قطع عليهم المعاشات.

ب- يارب نحن لا نقدر وأنت القادر على كل مفتري وكاذب ومحتال.

ج- اللهم أنت المحيط بكل أمورنا والعليم بكل شؤوننا فالطف بنا من كل حوادث الزمان هذا الذي حل فوق رؤوسنا واكفنا الهموم والأحزان واصرف عنا وعن بلادنا وأحبابنا كل سوء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى