الجنوب .. وخطر التدخل العسكري الدولي

> تصاعدت في الأسابيع الأخيرة وتيرة ومستوى العمليات العسكرية التي تستهدف حصرا القوات الجنوبية العسكرية والأمنية، كان أخرها عمليتي أحور والوضيع في محافظة أبين، التي استهدفت قوات الحزام الأمني وأدت إلى سقوط 13 شهيدا ، إلى جانب جرحى وشهداء مدنيين .

ومن الطبيعي أن تدفع هذه الأحداث الخطيرة إذا ما نُظر لها مع ما تشهده هذه القوات من إجراءات قاسية وضغوط متنوعة وحملات تشهير سياسي وإعلامي، إلى السؤال عن الأهداف التي ترمي لتحقيقها، وهل لا زالت عند سقف الضغوط على الجنوب وقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات الجنوبية لتحقيق مكاسب سياسية وغير سياسية على حساب الجنوب، أم أن سقوفها ارتفعت وتجاوزت حدود الضغوط وباتت تستهدف وجود القوات الجنوبية بذاته كمقدمة لاستهداف الجنوب وتعريضه لمخاطر وجودية ؟؟.

2) إن ما يحدث اليوم سواء على الصعيد أم في غيره وما تواجهه القوات الجنوبية يعيد للذاكرة ما سبق وجرى في الماضي القريب، حين تم استدعاء وتوظيف ورقة الإرهاب في الصراع مع الجنوب، وحول مستقبل الجنوب. جرى ذلك طوال مرحلة ما بعد احتلاله في حرب 1994، كان الأخطر فيها عمليات تسليم أجزاء هامة وواسعة من محافظة أبين، وشبوة عام 2011 لأنصار الشريعة، وتبعها تسليم أجزاء من حضرموت بما فيها عاصمتها المكلا للقاعدة في وقت لاحق، وعلى قدم وساق كان يجري التهيئة لتسليم عدن ومناطق واسعة من لحج وأبين لداعش والقاعدة سواء (الأصل أو المستنسخة ) لتعلنها إمارات تابعة لدولة الخلافة .. وهي التطورات التي حركت يومها مشروع التدخل العسكري الدولي والذي تقدم إلى مرحلة وضع الخطط العسكرية، وطرح يومها على جدول أعمال. صانعي القرارات السياسية والعسكرية في عواصم الدول الكبرى. وقد حال دون انتقاله إلى مرحلة التنفيذ المبادرة الجنوبية - الإماراتية بالحرب على الإرهاب، وتخليص مدن ومناطق الجنوب من وجوده والخطر الذي يشكله، ويستدعيه،. وقد مكنت تلك المبادرة وذلك القرار الشجاع من إنقاذ الجنوب من خطر الإرهاب، وخطر التدخل العسكري الدولي، الذي لا يقل عن الأول وإن اختلفت المبررات والأهداف .

3) إن التأمل في أحداث الماضي القريب، وبما جرى لدول شقيقة من قبل القوى وتحت ذات الدوافع والمسوغات، إلى جانب ما يحدث اليوم، وأشير لبعضه أعلاه، تشير إلى خطورة التطورات القادمة، لو سمح الله، وتحث على المبادرة الشجاعة والفعل وقبل أن يقع الفأس في الراس، كما يقول. المثل الشعبي

أما إذا لم يحصل تحرك وقبل فوات الأوان، وقرارات وأعمال ترقى إلى مستوى المخاطر القادمة، فيمكن عندئذ للتطورات أن تؤخذ المنحى التالي:

في الرحلة الأولى: ضغط على القوات الجنوبية وإضعاف لقدراتها، ومعنويات منتسبيها، وخلخلت جاهزيتها ودفعها للتراجع، وبالضبط كما حدث ويحدث في المنطقة الوسطى من محافظة أبين، بما يؤدي إلى ما يسمى بـ ( بمناطق الفراق ). وتأزيم أشد لحالة الخدمات ورفع سقف التذمر الشعبي العام وصولا إلى الفوضى العامة.

المرحلة الثانية: تحرك وانتشار الجماعات والتنظيمات الخارجة عن القانون، والأخرى المستنسخة والممولة من قوى وتيارات سياسية، للسيطرة أولًا على (مناطق الفراق)، وجعلها أساس لكياناتها، وقواعدها ومنطلق للتوسع والتمدد .

المرحلة الثالثة؛ وتحت مبررات التصدي لخطر الإرهاب وإنقاذ الشعب، والمصالح الدولية والسلم العالمي سوف يتحرك المجتمع الدولي، أو بعض من دوله وأحلافه العسكرية للقيام بتدخل عسكري مباشر، وبما يعيد للأذهان ما حصل في العراق، ولازال جاريا في الحالة السورية، والذي يعني أن مدن الجنوب ومناطقه وشعبه ستكون على موعد مع ما سبق وحصل لمدن: الموصل العراقية، والرقة السورية ولغيرها ..

ومن بوابة الشراكة مع المجتمع الدولي في الحرب على الإرهاب ستعود القوات الشمالية والحوثية على وجه خاص للجنوب، وبدعم وغطاء من المجتمع الدولي.
وتدل التجارب على أن من واجب الناس أن يشعروا بالخوف والخطر عندما يسمعون دولة كبرى، تتحدث فجأة عن الحاجة لإنهاء الحرب وإحلال السلام،. كما غيرها من الشعارات الجاذبة، التي سبق وتم استحضارها قبل وعند كل حرب وتدخل عسكري خارجي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى