رؤية للنهوض بأوضاع عدن في كتاب لمجموعة "مشاورات عدن"

> عدن "الأيام" خاص:

> يقدم كتاب "رؤية للنهوض بأوضاع عدن بأبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمسألة الأمنية" التي أصدرتها مجموعة "مشاورات عدن" ورعاها منتدى التنمية السياسية ومؤسسة "بير جهوف" الألمانية، في ديسمبر من عامي 2018 – 2019م، دعمًا لبرنامج الحوار السياسي في اليمن، لإتاحة الفرصة لهذه المجموعة من أبناء مدينة عدن لوضع رؤية واضحة المعالم للمشكلات الراهنة والهامة التي تواجه المدينة.

يحتوي الكتاب على 123 صفحة، ويقدم رؤية مستقبلية لإصلاح الأوضاع في عدن، معرفًا بنشاط مجموعة "مشاورات عدن" على أنها تعد أحد تجليات مبادراتها المجتمعية النوعية التي تعتمد نشاطها من خارج المنظومة الرسمية ودوائر صنع القرار، وتستمد وجودها وممارسة نشاطها من منطلق الشراكة والمسؤولية الاجتماعية مدركة صعوبة المهام الماثلة أمامها وتعقيدات وتداخلات الواقع، وتستند المجموعة إلى أدبيات ووثائق ومخرجات نشاطها العام، كونها معنية بدرجة أساسية بمناقشة القضايا ذات الصلة، والتي تهم مدينة عدن وتحسين حياة المواطنين من خلال تأمين وتوفير الخدمات، وحماية السلم الأهلي والتعايش المجتمعي، وتقديم المقترحات والحلول إلى الجهات المختصة في السلطة المحلية والقوى الفاعلة المؤثرة في المجتمع.

ويؤكد معدو الكتاب من مجموعة (مشاورات عدن) بأنهم اثبتوا من خلال تجربتهم على أن الحوار وقبول الأخر، وإتاحة الفرصة للمجموعة لتحديد المشكلات الهامة التي تواجه مدينة عدن، وبتبنيها مساحة من الرأي والرأي الآخر.

تطرقت المجموعة في كتابها إلى مناقشتها للمهمات الموكلة إليها والصعوبات التي تواجهها، وكذا في عدم التمكن من تحقيق وتنفيذ المطالب والاستحقاق، وكذا الأوضاع العامة التي تعاني منها المدينة في كافة المجالات، وعملت المجموعة أيضًا في ديسمبر 2018م على مبدأ الطوعية من نخبة متميزة من الكفاءات والقدرات والباحثين والفاعلين في مجال النشاط العام، حيث أنهم ينتمون إلى مختلف شرائح المجتمع، وشكل حضور ومشاركة المرأة أحد أهم ملامح المجموعة.

سلّطت مجموعة (مشاورات عدن) في كتابها نبذة عن برنامج عملها في(دعم الحوار السياسي في اليمن - عدن) والتي هدفت إلى مناقشة القضايا التي تهم مدينة عدن ومجتمعها بعقدها سلسلة من الاجتماعات التشاورية الشاملة غير الرسمية مع المتحاورين المهتمين والملتزمين والذين تم اختيارهم بعناية، ساعين في أهدافهم إلى تعزيز الاستقرار وتوفير الخدمات من خلال تحسين مستوى التفاهم المشترك ودعم قدرات الجهات المعنية السياسية والاجتماعية الرئيسة في عدن، لحل المشاكل التي تواجههم، وسمح لمكونهم غير الرسمي على اتخاذ القرارات في مساحة غير رسمية تسمح ببناء الثقة والتحليل المشترك وتحديد الخيارات العملية لحل المشاكل المحددة التي تواجه عدن.

رأت المجموعة في مدخل كتابها على أهمية الحاجة إلى التدخل الإيجابي والجاد، وكذا إلى الدعم المتنوع، والتشجيع والرعاية من قِبَل الأطراف ممثلة برئاسة الجمهورية والحكومة الشرعية، والقوى والفصائل الجنوبية وفي مقدمتها المجلس الانتقالي الجنوبي، ودول التحالف العربي، والدول والمؤسسات المانحة والعاملة على الملفات والقضايا الخدمية والاجتماعية والإنسانية. ورأت أيضًا بأن الجميع مدعو إلى المساهمة بإخلاص للنهوض بأوضاع عدن والعمل بنوايا حسنة ومثمرة مع كل الأطراف، وأن تكون عدن نموذجًا للتعاون والنجاح، بدلًا من ساحة للصراع والمواجهات والتخريب والدمار.

يشير الكتاب عمل مجموعة (مشاورات عدن) بتقسيم فرقها إلى أربع، وهي "المصفوفة، والتواصل، والإغاثة، والمعلومات" وتوصلت في عملها إلى "أن المسألة الأمنية بكل أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتدخلاتها وعناصرها من الأولويات التي تتصدر المشهد الراهن في عدن، وكذا المعالجات المقترحة والعاجلة، وخرجت بتوصيات عامة منها السياسي والاقتصادي والاجتماعي ".

نوهت المجموعة في كتابها تحملها المسؤولية الإنسانية والأخلاقية من خلال قراءتها للواقع الذي يعتمل في عدن على مختلف الأصعدة، واحتلت المسألة الأمنية مركز الصدارة، حيث توصلت مجموعة مشاورات عدن في قراءتها للمشهد في عدن، إلى العديد من المشكلات والمعوقات، التي تتطلب من الجميع بذل الجهود لاستعادة عدن هويتها ومكانتها وثقافتها المدنية، بعيدًا عن التسييس والمحاصصة الحزبية، وبتجرد تام، وبمسؤولية وطنية، جاءت الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية للأمن في عدن، تشكل رؤية استراتيجية واضحة المعالم، ما يعني أن عدن تمتلك ذخيرة من القدرات والكفاءات المؤهلة، لتحمل مسؤولياتها لتستعيد عدن دورها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، كمدينة شهدت التقدم والرقي منذ أوائل ثلاثينيات القرن الماضي، على صعيد الوطن والإقليم. وإن العمل الذي يجري بخطى حثيثة لطمس معالم عدن، وموروثها الحضاري والثقافي، وإرثها التاريخي، باتت أبعاده معروفة للقاصي والداني.

وفي خاتمة كتابها علقت المجموعة على أن ما قامت به من أعمال تميّزت بالحيادية التامة، وتستشرف آفاق النهوض والتحولات التي قالت بأنه يجب أن تشهدها مدينة عدن، ويجري التنفيذ لما ورد من معالجات في القراءة لواقع عدن.

اشتمل الكتاب مجمل ما قامت به المجموعة من لقاءات حوارية مع عدة منتديات، منها، مع المنتدى الحواري والذي كان مع ضيف الاجتماع الدوري بنائب وزير الداخلية اللواء علي ناصر لخشع، وحوار مع الاستشاري الجيولوجي معروف عُقبة الذي قدم إضاءات وإيضاحات حول معاناة الناس في عدن فيما يخص المياه، كما تحدث عن البُعد التاريخي والأهمية العلمية غير العادية لمياه آبار عدن، وكذا لقاءاتها الحوارية مع نائب المدير العام للمكتب الجهاز المركزي للإحصاء في عدن أميرة عبدالمجيد، وحوار مع العقيد جمال ديَّان مدير شرطة السير في عدن، ومع مساعد الأمين العام وعضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي فضل الجعدي، وكذا حوارها مع د. محمد علوي أمزربة رئيس مجلس إدارة مؤسسة مواني خليج عدن، ومع وكيل وزارة الكهرباء المهندس خليل عبدالملك، ومدير مؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي في عدن المهندس فتحي السقاف.

أفرد الكتاب بورقة عمل المجموعة حول تأثير الإدارة الذاتية على محافظة عدن إيجابًا وسلبًا من المنظور السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وحمل خطابات ومراسلات موجهة من (مشاورات عدن) إلى رئيس الوزراء، ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، ومتضمنة أيضًا في الكتاب بملاحق لتقارير فرق المصفوفة والإغاثة، والتواصل، والمعلومات.

وختم كتاب "رؤية للنهوض بأوضاع عدن" بسبع صفحات مرفقة بسير ذاتية للأعضاء المشاركين في مجموعة مشاورات عدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى