مستشفى الرازي بأبين.. تحسن ملحوظ في الخدمات

> تقرير/عبدالله الظبي:

>
  • الإهمال الذي طال المرفق يتطلب جهدًا حثيثًا لتغيير واقعه
  • مدير المستشفى: نعاني من نقص الكادر والأدوية وتدهور البنى التحتية الخدمات المجانية في مركز الحُمِّيَات تخفف من وطأة المرض
إنَّ تسلم إدارة مشفى في ظروف صحية مثل التي يمر بها العالم حاليًا بصفة عامة، وبلادنا بشكل خاص، يُعَدُّ اختبار غاية في الصعوبة. لا سيما إذا ما كان ذلك المشفى يقع في مدينة تفتقر لبنية تحتية صلبة لقطاع الصحة دونًا عن بقية مدن البلاد.
محافظة أبين التي تضم 11 مديرية، يمثل مستشفى الرازي العمود الفقري للقطاع الصحي، وعلى الرغم من الإهمال الذي طاله، والفساد الذي تعاقبت عليه إداراته، إلا أنه ظل وجهة المواطن الوحيدة داخل المحافظة، لطلب العلاج وأخذ الرعاية الطبية.

وحسب أهالي أبين فإن تعيين إدارة جديدة للمستشفى، أسهم بشكل ملحوظ في تغيير أوضاعه للأحسن، وتقديم خدمات أفضل على مستوى كافة الأقسام التابعة للمستشفى، إلا أن ذلك لا يعني عدم حاجة المرفق لمزيد من الدعم، والعناية ليحقق أعلى نسبة أداء خدمة للمراجعين.
وتحدثت الإدارة الجديدة لهيئة مستشفى الرازي العام لـ"الأيام" عن معاناتها، وإدارة شؤون المرفق نتيجة، نقص الكوادر الطبية والأدوية، فضلًا عن حاجة بعض الأقسام لإعادة التأهيل، ما شكَّل تحديًا لها أثناء تسلمها القيادة من الإدارة السابقة.

وقال د. حسين عبدالباري السقاف، رئيس هيئة مستشفى الزاري، إن عددًا كبيرًا من أقسام المستشفى يقدم خدمات جيدة للمواطنين حاليًا على مدار الساعة، على الرغم من أوجه القصور ونقص الإمكانات.
وأضاف :" هيئة مستشفى الرازي هي الهيئة الوحيدة في محافظة أبين، وهو أكبر مستشفى على مستوى المحافظة، ويقدم الكثير من الخدمات الطبية لأبناء المحافظة من كل المديريات، سواء أقسام الجراحة العامة، أو الولادة، أو العيادات الخارجية، والأقسام التشخيصية".

وأوضح السقاف أن قلة عدد الكادر الطبي يمثل صعوبة تواجه الإدارة، حيث أنه منذ العام 2011م توقف التوظيف الحكومي.
وفيما يخص الاستعداد لمواجهة كوفيد-19، قال : "نستعد حسب الإمكانيات المتاحة لدينا، حيث قمنا بافتتاح مركز الحُمِّيَات لاستقبال وفرز حالات الاشتباه قبل إحالتها لمركز العزل في حال تأكد إصابتها".

من جانبها تحدثت د.عطيات باحيدان رئيس قسم سوء التغذية بهيئة مستشفى الزراي عن الخدمات التي يقدمها القسم قائلة: "نحن في قسم سوء التغذية، الذي افتتح في شهر أغسطس من العام 2013م حيث يقدم الكثير من الخدمات الطبية للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، وكذلك تقديم النصائح الطبية للنساء الحوامل، والمرضعات اللواتي يأتين إلى القسم لتلقي العلاج خلال فترة الحمل والولادة، وكذلك من خلال المتابعة المستمرة، الحمد لله نحن في هذا القسم لا نعاني من أي صعوبات كل شيء متوفر، من حيث الأدوية والأطباء والممرضات والممرضين، الذين يعملون على مدار 24 ساعة من خلال استمرار النوبات، ومن هنا لا بد أن نقدم الشكر لرئيس هيئة المستشفى على متابعته المستمرة للقسم، وتقديمه الدعم الكافي لتحسين مستوى الخدمات المقدمة".

الإقبال الشديد على المستشفى يستدعي إمداده بالدعم الكافي، والطواقم الطبية، لمواكبة الأعداد المتزايدة، خاصة في ظل انتشار الحُمِّيَات والأوبئة. ومن بين الأقسام التي تستقبل أعدادًا كبيرة من المستفيدين بشكل يومي، قسم الخدج وحديثي الولادة، الذي بدأ نشاطه في شهر نوفمبر من العام الماضي.

ويستقبل القسم الأطفال المولودين قبل تسعة أشهر، وكذلك الذين يعانون من أمراض تتطلب إخضاعهم للرقابة، تحت إشراف متخصصين من الأطباء والممرضين في القسم.
وأشارت رئيس القسم د. سهام عطبوش، أن القسم يواجه صعوبة بسبب ضيق المكان؛ إذ إنه يستقبل أعدادًا كبيرة من الأطفال بشكل يومي، وهو ما يستدعي توفير مكان أكبر، موضحة أنَّ هناكَ نقصٌ في الأدوية لدى القسم، حيث يتم توفير بعض الأنواع ليقوم الأهالي بشراء الأنواع الأخرى من الصيدليات.

وأثناء تجولنا في المستشفى التقينا بأحد المرضى، ويدعى عبدالله محمد علي الذي تحدَّث عما يقدمه المستشفى خلال هذه الفترة، من خدمات تعد نسبيًا أفضل من السابق، خاصة بعد التغييرات التي حدثت في الإدارة، مشيرًا إلى أنَّ "هناكَ نقصٌ في بعض الأدوية والأطباء، لكن الذين يعملون اليوم تحسُّ أنَّهم يقدمون شيئًا للمواطنين. الترميم وإعادة تأهيل بعض الأقسام، وتوفير بعض الأجهزة الطبية، شكَّلَ دفعة جيدة لسير العملية، ونحن من هنا، وعبر صوت الشعب، صحفية المواطن البسيط، "الأيام"، ندعو وزارة الصحة والسلطات المحلية بالمحافظة والمديرية، إلى تقديم الدعم لهيئة مستشفى الرازي العام، حتى يتمكن من تقديم خدمات أفضل، ويستوعب أبناء المحافظة من المديريات كافة ".

ويقدم مركز الحُمِّيَات التابع لمستشفى الرازي خدمات مجانية، حيث يستقبل الحالات يوميًا، فهو يقوم بتوفير الفحوصات والأدوية للمرضى مجانًا، كما يعمل على مدار الساعة لاستقبال الحالات، خاصة في الوقت الراهن، الذي انتشرت فيه الحُمِّيَات بين المواطنين.

وقال د. محمد صالح علي، أحد الأطباء في المركز :"نواجه الكثير من حالات الحُمِّيَات المنتشرة حاليًا، حيث نسجل في اليوم الواحد أكثر من 100 حالة، ويتم التعامل مع المريض بشكل جيد، ويقوم المركز بتوفير كل ما يتطلب من علاجه وهو في مكانه دون أن يتعب"، مطالبًا بتوفير سيارة إسعاف خاصة بالمركز، ليتمكنوا من نقل حالات الاشتباه المصابة بفيروس كورونا إلى مركز العزل بالمحافظة.

وأكدت عبادة ناشر سالمين إحدى الممرضات في مركز الحميات، قائلة :"نحن نعمل على مدار 24 ساعة في المركز، نعمل باهتمام متزايد، ومتابعة حثيثة لحالات الحُمِّيَات، حيث يشعر المريض بذلك الحرص الذي يتجلى في الاهتمام به، منذ دخوله بوابة المركز، ويستمر في تلقي العناية من الأطباء ويتناوله الفنيون، لإجراء الفحوصات المخبرية وأشعة الصدر، ويتلقى الأدوية من قبل طاقم تمريضي يُعنَى بحالة المريض ويراقبها طوال فترة بقائه، حتى يستكمل العلاج، كل هذه الخدمات الطبية والتمريضية والعلاجية تقدم كلها بالمجان، وهذا ما يبعث الأمل حقا".

ودعت سالمين رجال الخير والأعمال إلى مواصلة دعم المركز بمثل هذه اللمسات الإنسانية النبيلة الخيرة، التي انعكست بشكل رائع على حالة تشافي كثير من حالات الحُمِّيَات، وجعلت كل من يرتاد هذا المركز يشعر بأنَّ هناكَ عملٌ منظمٌ، وجهدٌ دؤوبٌ، ورعاية مستمرة، ومتابعة جيدة للمريض، منذ دخوله إلى خروجه من المركز.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى