استعدادات اليمنيين لشهر رمضان.. لا شيء غير استمرار الجوع

> ​”رمضان!!.. كل يوم ونحن في رمضان بس محد حاسس فينا“ بهذه العبارة اختصر ”فاضل التهامي“ النازح من مناطق المواجهات في مدينة الحديدة الساحلية منذ ثلاث سنوات الوضع المعيشي المر الذي يعيشه مع أسرته المكونة من خمسة أطفال ووالدتهم ووالدته في إحدى ضواحي صنعاء.
وقال التهامي لـ“إرم نيوز“: ”أعمل حمال (عمل بالأجر اليومي)، والذي أحصل عليه أشتري خبز وزبادي (لبن) ونأكل، وإذا ما فيش عمل نشرب ماء ونرقد، يوم نأكل ويومين لا، محد مهتم بنا“..

يحصل فاضل الذي كان يعمل في أحد المصانع الصغيرة بمدينة الحديدة، على مبلغ يتراوح من ”2000 إلى 3000 ريال“ وفي بعض الأيام يتوقف العمل، ما يضطره إلى جمع بقايا الطعام من المطاعم القريبة من مكان سكنه الجديد.
بالنسبة لـ ”فاضل“ ولآلاف النازحين والأسر الفقيرة، فشهر رمضان لن يغير شيئاً بالنسبة لهم، فالجوع يرافق يومياتهم منذ زمن.

ومع اقتراب رمضان، تتضاعف هموم كثير من الأسر اليمنية، لعجزها عن تغطية احتياجاتها من المواد الغذائية والأساسية التي يتطلبها الشهر الفضيل، وسط مؤشرات دولية تؤكد أن ثلثي اليمنيين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة، بينما سيواجه أكثر من 16 مليون شخص الجوع هذا العام، وهناك نحو 50,000 يمني يتضورون جوعا حتى الموت بالفعل في ظروف تشبه المجاعة.

وقالت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مؤتمر المناحين الخاص باليمن ”سيعاني ما يقرب من نصف أطفال اليمن دون الخامسة من العمر من سوء التغذية الحاد، بينهم 400,000 طفل من المحتمل أن يموتوا إذا لم يتلقوا العلاج العاجل“.

ومنذ اشتعال الحرب في اليمن قبل ست سنوات، تغيرت العادات الغذائية في اليمن، وبات الاهتمام العام هو كيفية الحصول على القدر الكافي من الغذاء. وقال معلم يمني يدعى“ سعد“ إن شريحة كبيرة من اليمنيين لم تعد اللحوم تدخل منازلهم منذ شهور طويلة، وإن الوجبات اليومية تختزل في ”الزبادي والخبز“، موضحاً لـ“إرم نيوز“: أن الحرب وتوقف صرف المرتبات وارتفاع تكاليف العيش أثقلت كاهل الأسر، وبات تفكيرها هو كيفية تأمين الوجبة التالية.

وقال ”خلال شهر رمضان تأمل الكثير من الأسر الفقيرة أن تجد لها معونات من فاعلي الخير والتجار، لتخفف عنها عبء البحث عن قوتها اليومي“.
بعيداً عما طرحة ”سعد“ تشهد الأسواق المحلية حركة من قبل بعض الزبائن الذين يقبلون على شراء السلع الغذائية استعدادا لشهر رمضان الكريم، إلا أن هذا الإقبال يتناقص عاما بعد الآخر منذ انقلاب الحوثيين وسيطرتهم على صنعاء.

وقال مصطفى الماخذي، مدير سوبر ماركت في حي حدة بصنعاء، إن حركة الشراء لا تقارب ما كانت عليه بالأعوام السابقة.
وقال إنه ”منذ بداية الحرب وإقبال الناس على شراء المواد الغذائية قبل شهر رمضان يقل بشكل تدريجي كل عام، وهذا العام هو الأقل منذ بدأت أعمل هنا قبل 13 عاماً“.

ويجزم مصطفى أن القوة الشرائية للمواطنين باتت محدودة جداً، كانعكاس للواقع الاقتصادي والمعيشي العام الذي تعيشه اليمن.
وترتفع شكاوى المواطنين من الارتفاع غير المبرر في أسعار السلع والمنتجات الغذائية، لتصل في بعضها أعلى بـ 50% عما كانت عليه قبل شهر واحد.

ويرى سائق سيارة أجرة في صنعاء أن سعر ”كيس الأرز“ وزن 20 كغم ارتفع أكثر من ألف ريال عما كان عليه سابقاً.
وتذمر من الواقع العام الذي يعيشه اليمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين ويتهمهم بالفساد ونهب قوت الناس والسعي إلى خلق مجاعة لزيادة التكسب منها، عن طريق جذب انتباه المنظمات الدولية لنهب المساعدات قبل وصولها لمستحقيها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى