الأمير حمزة يتحدى الجيش الأردني في تسجيل صوتي

> عمان «الأيام» سليمان الخالدي:

> قال الأمير حمزة بن الحسين الأخ غير الشقيق للعاهل الأردني الملك عبد الله في تسجيل صوتي نشر اليوم الاثنين إنه لن يلتزم بأوامر الجيش له بعدم إجراء اتصالات مع العالم الخارجي، وذلك بعد وضعه رهن الإقامة الجبرية واتهامه بمحاولة زعزعة استقرار البلاد.
وقال الأمير حمزة ولي العهد السابق في التسجيل الذي وزعته المعارضة إنه لن يلتزم بالأوامر بعد منعه من أي نشاط ومطالبته بالتزام الصمت.

وفي حين أن الأمير حمزة لا يمثل خطرا مباشرا على الملك، فإن تصرفاته تشير إلى حرصه على تعزيز مكانته لدى الأردنيين العاديين بعد عزله من ولاية العرش.
وقال في التسجيل "أنا ما بدي اتحرك عشان أبدأ أصعّد هسه (الآن). بس أنا أكيد مش راح التزم لما يقولك ممنوع تطلع، ممنوع تغرد، وممنوع تتواصل مع الناس. وبس مسموح لك تشوف العائلة".

وأضاف "هذا شوية يعني أتوقع إنه مش مقبول بأي شكل من الأشكال. وحاليا منتظر الفرج".
وكان الجيش حذر الأمير يوم السبت من تصرفات قال إنها تمس "الأمن والاستقرار" في الأردن أحد حلفاء واشنطن الرئيسيين. وفي وقت لاحق، قال الأمير حمزة إنه قيد الإقامة الجبرية في المنزل. واعتقلت السلطات عددا من كبار الشخصيات أيضا.

وقال الأمير في التسجيل "الوضع صعب شوي ... جاني رئيس الأركان يهدد باسم مدراء الأجهزة. أنا سجلت كلامه ووزعته لمعارفي بالخارج وأهلي على أساس إذا صار أي شيء ... وبانتظار نشوف شو بدن يعملوا".
وقال مسؤولون يوم الأحد إن الأمير حمزة تواصل مع أفراد لهم صلات بجهات خارجية في مؤامرة لزعزعة استقرار البلاد وإنه موضع تحقيق منذ فترة من الوقت.

ومن المرجح أن يهز هذا المخطط صورة الأردن كواحة للاستقرار في الشرق الأوسط.
ولم يتضح السبب الذي دفع المملكة للتضييق على الأمير حمزة الآن، لكنه عرّض نفسه لخطر متزايد بتكثيف زياراته في الأسابيع الأخيرة لتجمعات عشائرية ينتقد مشاركون فيها الملك وحكومته بصراحة أكبر.

وقد زاد الغضب الشعبي منذ وفاة تسعة من مرضى كوفيد-19 عندما نفد الأكسجين من مستشفى حكومي حديث البناء، الأمر الذي كشف عن إهمال أُلقي باللوم فيه على سوء الإدارة والفساد. واستخدم الغاز المسيل للدموع في فض احتجاجات.
وقال المسؤولون إن الأمير حمزة توجه إلى منازل المتوفين لتقديم التعازي في محاولة لسرقة الأضواء من الملك الذي توجه في وقت سابق إلى المستشفى لتهدئة الخواطر.

ويقول المسؤولون إن جهودا تجري لتسوية الأزمة في إطار العائلة المالكة، التي تشهد أول خلاف صريح من نوعه منذ أعوام طويلة، غير أن الأمير حمزة غير متعاون.

إحباط شعبي
وكان الملك عبد الله عزل الأمير حمزة من ولاية العهد في 2004.
وفي تسجيل مصور أرسله محامي الأمير حمزة إلى هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) يوم السبت، اتهم الأمير قادة الأردن بالفساد فيما بدا أنها محاولة لاستغلال مشاعر الإحباط على المستوى الشعبي.

ولا يعتبر الأمير مصدر خطر على النظام الملكي الذي يتمتع بالتأييد الكامل من الجيش والأجهزة الأمنية، لكنه كسب تعاطفا بين الأردنيين المتشككين في اتهامات الحكومة بأن له صلات بالخارج والذين يقولون إنها حملة لتشويه سمعته.
وقال مستخدم لتويتر يُدعى علي الطراونة في تغريدة "هذا اغتيال شخصية بدون أدلة".

وكتبت مؤيدة للأمير حمزة لم تذكر من اسمها سوى رزان على تويتر تقول "لا خير في بلد يسجن أميره".
ويرى آخرون أن الأمير مدفوع فقط بالرغبة في الانتقام لتحييده بعد تجريده من ولاية العرش وأنه يحاول كسب الشعبية في التجمعات العشائرية بتقليد نبرة ولغة والده الملك الراحل الذي يحظى بمكانة كبيرة بين أبناء الشعب.

وقد عمدت الملكة نور والدة الأمير حمزة إلى إعداده لارتقاء عرش المملكة في المستقبل.
وأغضب الأمير حمزة القصر الملكي بمساعيه لكسب ود أبناء العشائر الأقل حظا الذين شعروا في السنوات الأخيرة بوطأة الانكماش الاقتصادي وعجز الدولة عن مواصلة توفير الوظائف التي كانت تستوعب لفترة طويلة أبناء العشائر في المناطق الريفية والبدوية.

وقال المسؤولون إنه تم اعتقال ما بين 14 و16 شخصا فيما يتصل بالمخطط.
وقالت وكالة الأنباء الأردنية يوم السبت إن من بين المعتقلين باسم عوض الله، وهو أحد المقربين من الملك وشغل منصب وزير المالية وعمل مستشارا لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وكذلك الشريف حسن بن زيد العضو في العائلة المالكة.

وأبدى جيران الأردن وحلفاؤه تضامنهم مع الملك عبد الله فيما أخذته المملكة من تدابير أمنية.

رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى