عقلانية الشيخ طارق المحامي في خطابة للرئيس عبر "الأيام"

> نجيب محمد يابلي

> ما دعاني لكتابة هذا الموضوع هو أننا على مشارف شهر رمضان المبارك، وأن الخطاب العقلاني الرشيد، والناضج، الذي وجهه عبر "الأيام" الشيخ طارق عبدالله المحامي، في عددها الصادر بتاريخ 5 يناير1997م (أي قبل 24 عامًا)، تطرق فيه الشيخ طارق بالتدرج الموضوعي في مقاله أو خطابه الموسوم بـ(المحافظات الجنوبية والرئيس) في تسلسل منطقي وعجيب، فاتحته أن الإنسان في الجنوب غمرته الفرحة والسعادة يوم 22 مايو 1990م، و يا فرحة ما تمت، وثانيها أن الرئيس كان يحظى بشعبية في الجنوب، وأن هذا الحدث خلق شعورًا عند المواطن بتجاوز ونسيان ما عمله الاشتراكي خلال الفترة المنصرمة، وشكل روح التسامح عند الإنسان في الجنوب.

ثم تطرق الشيخ طارق إلى خيبة ظن الجنوبي في الرئيس صالح، أنه لم يعكس ما كان يشعر به صدر الجنوبي، تجاه الرئيس علي ناصر محمد، بأنه كان جزء لا يتجزأ من الوحدة، وسارت الأمور في اتجاه معاكس، واندلعت حرب 1994م، وما أحرزته من نتائج سيئة على الجنوب، وراهن شعب الجنوب على تغليب روح المصالحة الوطنية، وذلك بتطعيم المرحلة بشخص الرئيس علي ناصر محمد، واكتمال التطعيم بالرجلين المعروفين، حيدر العطاس وعبدالرحمن الجفري، اللذين يحظيان بتأييد شعبي في الجنوب، قبل حلول شهر رمضان.

كما اشترط الشيخ طارق في خطابه، تجذير قانون الحكم المحلي، الذي سيساهم في استقرار البلاد، والذي سينعكس على استقرار الإنسان في الجنوب، واشترط الشيخ طارق على الأخ الرئيس، بمهام تنظيم سلوك القوات المسلحة، وقوات الأمن والشرطة، وإيقافها من التدخل في الشؤون المدنية الخاصة بالمواطنين والدولة.

كما اشترط الشيخ طارق سن قانون خاص لاستحداث منصب المفتش العام OMBUDSMAN، وستكون من ضمن مهامه: الإشراف على تطبيق برنامج الإصلاح في مجالات القضاء، والخدمة المدنية، والإدارة المحلية، وأينما توجد العيوب، عليه القيام بتصحيحها.
المفتش العام كما راه الشيخ طارق، في جميع أنحاء العالم، لا ينتمي إلى حزب، فهو مستقل ومحايد، لديه الخبرة، كما تكون له مكانة بين مختلف الأوساط.

قدم الشيخ طارق نصيحته تلبية للحديث الشريف "الدين النصيحة"، لم يستجب الرئيس صالح للنصيحة حينها، وسارت الأمور من سيء إلى أسوأ - برز سيناريو المرحلة القادمة، ودُشن بالصرخة المعروفة ارحل! ارحل ! يوم 11 فبراير 2011م، واستبدل صالح الشمالي بهادي الجنوبي، وأدخل الحوثي على الخط، ودخلت المنطقة مخططًا استخباراتيًا دوليًا، لا نزال نعيش آخر فصوله، فالجنوبي يواجه الجنوبي.

نساله تعالى بأن يبارك لنا أيامنا في الشهر الفضيل، الذي أنزل فيه القران. آمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى