بأي حال عدت يا رمضان؟

> نهى فريد

> يأتي شهر رمضان الكريم هذه السنة مجدداً بفرحنا المجددة به، لكن استمرار الحرب الممنهجة على الأرض والإنسان في الجنوب جعلت الفرحة غصة لدى الكثيرين، وخاصة مع عدم استطاعة المواطن البسيط من تلبية احتياجاته الأساسية التي تمكنه من استقبال الشهر ولو بالحد الأدنى، لتمكنه من مقاومة الظروف والأزمات غير المنتهية والمتراكمة خلال السنوات الفائتة، وخصوصاً ارتفاع أسعار المواد الغذائية واستمرار انخفاض العملة، بالتزامن مع ذلك عدم معالجة أزمة الكهرباء والماء المتفاقمة، ليتعدى الأمر إلى ازدياد عدد ساعات الانقطاع، ويصبح المواطن بين فكي (الكهرباء والماء، وتلبية احتياجاته الأساسية)، ولا ننسَ الحرب لا سيما الجبهات المشتعلة في أبين وشبوة في ظل خوف الناس من إعادة سيناريو الاقتتال داخل المدن، وانشغال البعض في الصراعات السياسية دون الالتفات لمعاناة الناس.

في عاصمة يفترض أنها محررة يتمنى المواطن فيها أبسط الاحتياجات، ناهيك عن التحسينات المتنوعة التي كانت أساسية في موائد رمضان في السنين الفائتة.

ومن عام إلى عام تنقص القيمة الشرائية للمواطن، فالمرتب يكاد لا يكفي لشراء الدقيق والسكر والزيت، ليتضور الناس جوعاً في شهر الخير وهم الذين تعودوا على إملاء موائد رمضان بما لذ وطاب من الأصناف والأنواع، لكن في هذا الوقت العصيب الذي يحيط بالجميع أصبحت تلك الأشياء ضرباً من الخيال، وأصبحت السلع الأساسية غير متاحة للجميع.

وفي مجتمع اضمحلت فيه الطبقة الوسطى، وأصبح التكافل الاجتماعي نادراً ولا يأتي إلا عبر منظمات، وتلك المنظمات لها اشتراطات وتدخل بها المحاباة والمعرفة، ليبقى الناس الأكثر احتياجاً بعيدين عن دائرة المساعدة، ولتسحق تلك الطبقة المسحوقة أصلاً، وتزداد معاناة وقهراً.
وبرغم ذلك كله، وبالرغم من حجم المساعدات التي وعد اليمن بها، إلا أن غياب دور الدولة في رفع معاناة المواطنين لم يعد يحتمل، فلا دعم للسلع الأساسية ولا زيادة في الرواتب، ولا صرف مساعدات مالية أو عينية.
هل نفقد الأمل؟ سؤال يطرح نفسه، لكن كيف؟ هل سيظل أملنا بالسلطات المحلية والدولة لعمل المستحيل لمواجهة هذه الأزمة كبيراً، أم متلاشياً؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى