فقر في النفوس وليس في الثروة والفلوس

> أحمد عمر حسين

> ما نعانيه حقيقة في اليمن عامة والجنوب خاصة هو فقر في النفوس الطيبة، والنفس الطيبة كريمة وذات شهامة وتضحية بجزء مما تملك أو جميعه.
اليمن ليس بلداً فقيراً في ثرواته وليس خالياً من الكفاءات، لكنه فقر النفوس وفقر الضمائر وكثرة اللصوص (التفت يمنة أو يسرة ستجد اللصوص يتبخترون بكل خيلاء).

لصوص من شتى الأصناف، حتى التجار والذين يفترض أن يراعوا الله ويخشونه أصبحوا لصوصاً ولم يعودوا تجاراً.
لصوص في الحكم وتواجدوا ليخدموا لا لينهبوا، لكنها اللعنة التي حلت باليمن قديماً وعادت مجدداً، والأغرب أن اللصوص الأكثر شهرة هم من يتفوهون على مدار الساعة: (اليمن بلد الحكمة والإيمان والفقه).

رمضان السابع ونحن نخضع لحصار في عدن بالذات والجنوب كافة، ولا تجد تصريحاً أو تلميحاً من منظمات عربية أو دولية أو محلية (فهي كلها تتبع حزب الإخوان) عما يجرى للناس في عدن بالذات، حيث الناس صيام أكثر من أربع سنوات، فهم أصلاً لا يأكلون سوى وجبتين في الأيام العادية، وهي نفس ما يجرى في أثناء شهر رمضان، والمحدد وجباته بالفطور والسحور فقط، وهذا لمن استطاع تدبر المعيشة، أما الأغلبية تحصل على وجبة فقط.

ومن مظاهر فقر النفوس أن ترى الكثير من البذخ لدى من يبسطون على الأراضي، ويشيدون العمارات رغم أنهم ليسوا من أهل الثراء المعروف سابقاً، فمن أين أتت لهم تلك الملايين؟، ومن يغدق عليهم بها ليشوه العاصمة التي تعد رابطة العقد في العالم القديم أوروبا وآسيا وأفريقيا؟ من يشوهها ويقضي على المساحات التي هي أصلاً مصروفة إما للموظفين سابقاً، أو للمنطقة الحرة؟، وبهذا الفقر في النفوس الذي طغى عليهم، وللأسف أصبحوا يجلبون سمعة سيئة على مناطق جنوبية معينة، وهي من أشرف وأنبل المناطق الجنوبية، لكن للأسف ما يجرى منهم سيقضي على تلك السمعة والنبل، لأنهم بذلك يقضون على مستقبل عدن الدولي، وستتجه الأنظار نحو مناطق أخرى ليس فيها حمى البسط على الأراضي، وقد تكون بير علي وشقرة مناطق جذب جديدة خاصة بعد تشويه عدن، وجعلها عشوائية ضخمة يصعب على المستثمرين أن يجدوا فيها ما يعجبهم.

الكل يتفرج ابتداءً من التحالف الذي أعتقد أنه يشجع على البسط، بل ربما هو وجهات نافذة في الشرعية وأطراف أخرى إقليمية يدفعون الأموال لتلك الجهات التي تبسط على المساحات في عدن.
عدن مدينة منكوبة من بلايا عديدة ابتداء من فقر النفوس بعدم الالتزام بالنظام وبناء المؤسسات، والأمراض وحرب الخدمات وقطع الرواتب وغلاء الأسعار وتدهور العملة المتعمد لأغراض سياسية.

للأسف المسلمون يستقبلون رمضان بأذية المسلمين، حيث الغلاء سمة مميزة يتحفنا بها التجار، وقطع المرتبات هدية رمضانية وعيدية أيضاً.
هل ما ستجمعه من كنوز الدنيا ستدفنه معك في قبرك؟ هذا سؤال لكل رافع الأسعار وكل انتهازي للمناسبات، ولكل المسؤولين.

فإذا جوابهم لا، إذن لماذا تسومون الناس لتجمعوا الأموال بالباطل؟
العربي للأسف تتملكه نزعة الاستقواء والاستحواذ إن واتته الفرصة، والمصيبة أنهم مسلمون، أو ربما هكذا يدعون فقط.

من منكم سيزكى نفسه قبل فوات الأوان؟
الطغيان من أعمال الشيطان، لكن يبدو أن الشياطين تابت، والإنس -بالذات في اليمن وعدن- قد خابت، وسيخيب مسعاها التدميري للبشر والحجر والمكان.
عدن لا تستحق هذا العبث، فهل من إفاقة من ذات أنفسنا قبل أن تأتينا الصفعة من الخارج على يد غيرنا؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى