كمل الكذب يا عرب كمل

> سبعون خريفاً من عمري انقضى وغيري أكثر، وغيرنا رحلوا قبل أن يروا الأمل، للأسف العرب عموماً يتميزون بالكذب والحاكمون أكثر كذباً، وهذا يناقض الشرع والدين، ومع ذلك يصرون على أن يكذبوا ليلهم ونهارهم صائمين أو فاطرين هذا لا يهم، فالعرب يا للعار كاذبون إلا من رحم ربي.

مقال استعصت عليَّ كتابته بالرغم من كثرة الأدلة والشواهد، وهذا يبدو سبب التأخير، أي كثرة الغثاء وكيد الماكرين، والأفاكون يقولون ما لا يفعلون، وصدق غوّار حين قال في مسرحية كأسك يا وطن: اليمن اثنان وفلسطين ضاعت. وقد قيل قديماً أعمالكم عُمالكم، وقالوها: مثل تكونون يُولّى عليكم.

الكذب والمكر لم يقتصرا على الحكام من رؤساء وملوك ووزراء وأعيان وضباط وعموم العرب، ويا ليتهم اكتفوا بذلك فقط، لكنه للأسف أصبح سلوكاً ومعاملات علماء الأمة من مشايخ وفقهاء، ولا يتورعون من ذلك ولا يخافون الله، ويدلسون بفهمهم لآيات الله وسنن نبينا الصادق الأمين، ليحققوا رغباتهم ويتقربوا إلى الحكام زلفى حتى لو أدى ذلك إلى تعذيب مواطني الأمة، ولا يقدمون النصح للحكام بما يرضي الله والعباد، بل يعبدونهم ويخالفون ما أمر به الله من عتق الرقاب.

سبعون عاماً ولم نرَ فلسطين تحررت، ولم يعينوا أهلها لتحريرها، وعوضاً عن ذلك بأموال العرب وجهلهم ضاعت العراق وسوريا والصومال واليمن، ولا ندري مَن هي الدولة القادمة. ربي احفظ أرض الحرمين، ولا تفجعهم بما حصل لنا وصار.

سبعون سنة لم نرَ كراتين صواريخ الظافر والقاهر. لم نرَ طائرة الميراج العربي المصنع، ولا حتى بنادق آلية كلاشينكوف، ولا موتر سيكل Made in Arabia، ولم نذق طعم العنب المتدلي من النوافذ. ما رأينا غير حجارة أطفال تهوي وتصرع بأيدي شباب فلسطين. ربنا احمهم وحقق مناهم، وكفاية يا عرب كذباً. سئمنا مما سمعناه وقلتم، ولا طولنا بلح الشام ولا عنب اليمن، وكمل الكذب يا عرب كمل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى