سلومة السيباني ورفيقاتها وزمن التنوير المبكر

> تقرير/ علي سالم اليزيدي:

> السيدة الفاضلة سلومة سعيد السيباني من مواليد عام 1940م، وقد ولدت بمنطقة كتيبة في فترة المجاعة والحرب العالمية الثانية بعد أن فقدت والدها وربتها والدتها حينها.

وخلال هذه الفترة عاشت البلاد فترة جوع، وتضررت المدن ومناطق البادية من المجاعة والنزوح، وفي إطار الاهتمام من قبل الإدارة البريطانية بحضرموت للإغاثة ورعاية أبناء وبنات البادية فقد عمدت السيدة داروين إنجرامس علي التحرك ونقل البنات البدويات اليتيمات، أو في بعض المدن اللاتي تضررن من المجاعة ومن آثار تلك المرحلة، بل هي صاحبة فكرة تأسيس مدارس بنات البادية لجعلهن يتخطين معناة تلك الفترة.

في عام 1943م أسست مدرسة بنات البادية بديس المكلا، وتم تجميع كل البنات اللاتي جلبن من البادية والريف وبعض المدن البعيدة، وأدخلن هذه المدرسة تحت رعاية المستشارية البريطانية والمستشار البريطاني آنذاك المستر إنجرامس وعناية زوجته السيدة داروين إنجرامس نفسها ومعها السيدة السعد العامرية التي أشرفت علي المدرسة وهي ما زالت تتعلم أيضاً، وكانت أماً حنونة ومربية لهن، بل تعتبر صاحبة دور كبير في إنجاح هذه التجربة الفريدة بحضرموت.

ومن أبرز من التحق من الدفعة التي أسست مدارس بنات البادية آنذاك هن خيرة الصيعري وسلومة سعيد السيباني، وسهالة سالمين باسلوم السيباني، والسعد عبيد الجوهي، ومريم عبيد الجوهي، وشيخة بن جنيد، وزهور القرزي، وفاطمة بن، بريك، وغالية بن بريك، ومريم بارباع، وفاطمة الصيعري، وخديجة بن مهري، وطفلة سليمان السيباني، وسلومة سليمان السيباني، وبركة سعيد باصريح السيباني، ونور الجابري (أطال الله عمرها)، وفاطمة الجابري أطال الله عمرها، وغيمة الصيعري، ورزينة بارشيد، وبخيتة السعيدي.

وبعد إكمال مدارس بنات البادية نقلن للتعليم بالوسطي، وتخرجن عام 1955م، وتلقين التعليم على يد معلمين كبار منهم الشيخ سعيد القدال، والشيخ عبدالله الناخبي، والأستاذ عبدالقادر باحشوان، والأستاذ سالم يعقوب باوزير، والأستاذ عمر باحشوان، وباعنقود، والأستاذ جديد السقاف، والأستاذ علي حورة.
وفي عام 1955م تم تخرجهن، وفي نفس العام تم توظيفهن معلمات في مدارس السلطنتين القعيطية والكثيرية، وأصدر التعيين عمر باحشوان الذي كان مدير المعارف في السلطنة القعيطية يومها.

وأما السيدة فاطمة الصيعري، وخديجة مهري، ورزينة بارشيد فقد توظفن في الصحة من حال تخرجهن آنذاك.
وقد عملت الأستاذة السيدة الفاضلة معلمة، وتنقلت في مدارس الشحر وسيئون وشحير والحامي ومدارس المكلا منذ عام 1955م إلي تقاعدها.
وقد تزوجت من ابن عمها والجندي بجيش البادية الحضرمي عبدالله سالمين باسلوم حال التحاقها بالعمل، وأنجبا أربع بنات وولداً، وجميعهم نالوا التعليم الجامعي، وحملوا راية العلم والتنوير في المجتمع الحضرمي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى