فقر وظروف اقتصادية تقتل التكافل الاجتماعي في أبين

> تقرير/سالم حيدرة صالح:

> على الرغم من كل ما تمر به مدينتهم، على وجه الخصوص، من أزمات خانقة، إلا أن المواطن في أبين لم يستطع تجاوز الخصوصية التي يتمتع بها الشهر الكريم، حفظًا للعادات والتقاليد المصورة للموروث الشعبي في أبين، وحفاوة أهلها بالضيف الكريم.
وتنفرد المساجد في أبين الخير والعطاء، بطابع خاص، خلال شهر رمضان، حيث تظل عامرة بالعباد والقُرَّاء، الذين لا يفترون ولا يتأخرون عن مجالس الذكر في بيوت الله.

وبصفة عامة تعيش المدينة أجواء روحانية، لا تخلو من السكينة والأنس، تفرضها ليالي شهر الصوم وأيامه. أما فيما يخص الموائد الرمضانية، فهي تجمع أنواع عدة من المأكولات، التي ترتبط بهذا الشهر، ومنها السنبوسة، والباجية، والشربة، وبنت الصحن، وأيضا خبز "الكدر"، و"المخلم" الذي تشتهر به أبين عن غيرها من المدن.

وقالت الأستاذة بونة الحاج الساحلي في حديثها لـ"الأيام": إن المرأة الأبينية لها دور مهم وبارز في إحياء العادات والتقاليد الرمضانية، والوجبات بكافة أنواعها، "ففي الماضي كنا نسمر في بيوت الجيران بعد صلاة العشاء، وهناك تقوم الأسر الميسورة بمساعدة الأسر المتعففة، التي تعاني من العوز والفقر، إلا أن الحال قد تغير كثيرًا حاليًا، والعديد من العادات قد اندثرت، ولم تعد موجودة إلا في ما ندر، ومنها استخدام مطاحن الذرة من أجل طبخ المخلم، الذي كانت في الماضي له نكهة خاصة"، وأوضحت الساحلي أن الأسر الأبينية لا تستطيع التنويع في الوجبات، أو الإبقاء على عادات التوزيع، نتيجة غلاء الأسعار، الذي أدخل الفقر إلى كل بيت، واستدركت بأن بهجة الشهر الفضيل، لازالت موجودة " أصوات الأطفال تملئ الشوارع، وهم يلعبون فرحين برمضان، كذلك الكبار على الرغم من كل المنغصات، لا يزالون يشعرون بفرحة خلال هذا الشهر".

الناشطة الاجتماعية طلحة الأحمدي، أشارت إلى أنه "على الرغم من تزايد تفشي فيروس كورونا، إلا أن ذلك لم يفسد فرحة أبناء مدينة زنجبار بشهر رمضان المبارك، ولم يمنعهم من ممارسة الطقوس، والعادات، وصلاة التراويح، حيث تعج المساجد بالمصلين، وهذه هبه من هبات الله سبحانه وتعالى علينا".
كما تقول الأستاذة جيهان محمد حيدرة، عضو المجلس الانتقالي الجنوبي: "شهر رمضان له عادات وتقاليد يتميز بها المواطن الأبيني، فتجد النساء يتسابقن في إظهار براعتهن، في إعداد الأكلات على موائد الإفطار، مثل خبز "السكوع"، الذي يصنع من دقيق القمح أو الذرة، ويطبخ في "الموفى"، أو التنور، ويضاف له زيت السمسم عند الأكل".

ولشهر رمضان في مدينة لودر على سبيل المثال، ميزة خاصة، وعادات وتقاليد تختلف باختلاف مديريات أبين، حيث تجد الأهالي يسهرون حتى وقت السحور في الشوارع والأزقة، ويلعبون البطة، ويتناولون القات، كما يقومون بالزيارات والسمر في منازل بعضهم البعض، ويوزعون وجبات الطعام في المساجد، وعلى الفقراء. إلا أن أهالي لودر
أنفسهم يرون أن الكثير من العادات اندثرت، وبدأت تختفي في الفترة الأخيرة، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، التي يمر بها المواطن، مبدين خشيتهم من أن يتسبب ذلك بفجوة في المجتمع، الذي يحيا على التكافل الاجتماعي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى