الجبواني يدعو أبناء شبوة المنضمين للإصلاح العودة لجادة الصواب "حوار"

> حاوره/ أديب صالح العبد:

>
  • الجبواني: قبلت بهذا التكليف إحساسا بالمسؤولية تجاه محافظتي
  • الحراك صاحب فضل في إطلاق الثورة السلمية
  • على التحالف الضغط على المعرقلين لإزالة الاحتقانات
  • السلطة المحلية مسخّرة لخدمة أجندات خارجية والانتقالي طرف أصيل
لمحافظة شبوة ظروف متوترة جعلتها موضع استثناء عن بقية محافظات الجنوب، وكان لقرار تعيينه رئيسا للقيادة المحلية بالمحافظة في مارس الماضي، أوجه عدة شابها جميعا التساؤل والاستفهام عن مقدرة المعين على إدارة شؤون المنطقة الأكثر فوضى. وكان لنا به لقاء في منزله، حيث استقبلنا بابتسامته المعهودة وكرم العوالق المشهود لهم به.

وبرحابة صدر، أتاح لنا أن نطرح القارئ الكريم على حقيقة ما يدور بمحافظة شبوة، من هو رئيس القيادة المحلية لشبوة الشيخ علي أحمد الجبواني، وما الأفكار والرؤية التي يمتلكها لإدارة المحافظة التي تلاطمها الأمواج، وتمر بظروف صعبة جدا، قيدت فيها الحريات، وكممت الأفواه، وأصبحت السجون والمعتقلات مساكن للشرفاء والوطنين من أبناء المحافظة ممن كان لهم دور كبير في قتال الحوثيين، وأجاب على تساؤلاتنا لنعد لقراء "الأيام" الحوار الآتي:

• بداية، أخبرنا كيف قبلت بهذا المنصب في ظل الأوضاع الصعبة والمعقدة التي تشهدها محافظة شبوة؟
- أولا أقدم شكري لصحيفة "الأيام"، هذا المنبر الجنوبي الذي لم يتغير، وعظيم الشرف لي أن أخاطب أهلي في شبوة عبر هذا المنبر، ثانيا، بطبيعة الحال، قبولي بمنصب رئيس قيادة المجلس الانتقالي بمحافظة شبوة، جاء نتيجة إحساسي الشخصي بالمسؤولية تجاه محافظتي ووطني الجنوب، وتجاه قضيته المركزية، واستجابة للثقة التي اعتز بها من القيادة الوطنية ممثلة بالرئيس اللواء عيدروس قاسم الزبيدي، وأي شخص يتم وضعه في هذا الامتحان العسير والمسؤولية الجسيمة، في ظل هذه الأوضاع المعقدة، بالتأكيد، سيفكر كثيرا قبل قبول أي منصب قيادي، لكن، في تصوري، إن العمل في مثل هذه الظروف هو واجب نضالي بحت، وتكليف أكثر منه تشريف.

لا يخفى عليكم الوضع الصعب والاستثنائي في شبوة، وما تشهده منذ فترة ليست قصيرة، مما جعلها بؤرة للصراع وهدفا للأطماع من قبل كثير من القوى والأطراف، وخاصة طموحات ومشاريع ممولة تستهدف شبوة والجنوب أرضا وإنسانا، ولكن نحن على ثقة بأبناء هذه المحافظة الباسلة، التي تعج بالمناضلين والشرفاء من المخلصين، الذين طالما واجهوا أصعب الظروف. إنهم اليوم بإرادتهم وصمودهم والتفافهم حول قيادة المجلس، وبإيمانهم بحق شبوة وأهلها في العيش بكرامة وحرية واستمرار خطهم النضالي من أجل قضيتهم الجنوبية العادلة يستطيعون إخراجها من عنق الزجاجة. ونحن لدينا إيمان كبير أن شبوة تستطيع الخروج من هذا الوضع وتفتح ثغرة إلى النور والى المستقبل المشرق. الصعوبات والعراقيل ليست جديدة علينا، ولن يصح إلا الصحيح، ولا يستطيع أحد الانفراد بشبوة، ومحاولة عزلها عن محيطها الجنوبي وادعاء تمثيلها أو يعتقد أنه بالقوة المسلحة يرغم الآخرين على التعايش مع الهيمنة والبطش والتدهور الكبير الذي تشهده المحافظة على كل الأصعدة .

• ما هو موقفكم من ممارسات حزب الإصلاح في شبوة؟
- موقفنا ثابت ورافض تماما لهذه التصرفات التي تقوم بها مليشيات حزب الإصلاح، التي تستهدف شبوة وأبناءها. هذه الممارسات تذهب بالسلطة إلى الانهيار والتحلل الذاتي، فقد تحولت شبوة إلى مسرح كبير للمليشيات والفساد والتخبط والعشوائية ومحاولة احتكار المشهد وتمزيق النسيج الاجتماعي وإقصاء بقية الأطياف السياسية والاجتماعية، وهذا له تداعيات خطيرة على مستقبل التعايش والسلم الأهلي، لهذا فالجميع يلاحظ أن هناك مجتمع مدني مقاوم، ويصدع برفضه لهذه التوجهات والمجلس الانتقالي ليس إلا صدى لتطلعات الشارع الشبواني، فنحن ننحاز بقوة إلى معاناة الناس ومطالبهم وأحلامهم، وما يؤسف له أن السياسات السيئة التي تجري في شبوة تأتي عبر أطر حزبية إخوانية خارج المحافظة والسلطة المحلية، ليس لها قرار حقيقي بعد أن ارتمت في أحضان تلك المشاريع رغبة أو رهبة، وسيأتي اليوم الذي يدرك فيه بعض أبناء شبوة أنه تم استخدامهم في أجندة ضارة. نتمنى أن يعوا الدرس قبل فوات الأوان.

• هل هناك وسائل لديكم للحفاظ على عناصركم من تعسفات سلطات الإصلاح بشبوة؟
- إذا كنت تقصد بعناصرنا أعضاء المجلس الانتقالي في شبوة فهم جزء من أبناء المحافظة، ويؤدون عملا نضاليا ووطنيا، ولديهم الاقتناع التام بالمسار الذي اتخذوه، النابع من عقيدة وطنية ورسالية من أجل الصالح العام، فهم يعتمدون على الله سبحانه وتعالى أولا وعلى عدالة القضية التي يدافعون عنها، والتعسفات ليست جديدة عليهم، ونحن نسعى إلى خلق اصطفاف والتفاف شعبي واسع لرفض هذه الانتهاكات، ونعمل على الشق الحقوقي باعتبار العمل السلمي والعام حق للجميع. سياسات الإقصاء والتهميش وترهيب النشطاء لم تكن مجدية لمن كان قبلهم، حيث طويت صفحاتهم وبقيت القضايا العادلة في الواجهة وكلما زاد التضييق على الأصوات الحرة زاد اقتناعهم واقتناع الرأي العام بصوابية أطروحاتهم.

• منذ توليكم القيادة المحلية للمحافظة، شهدت الهيئة الإدارية لانتقالي شبوة تغييرا شاملا، ما أسباب التغيير وما المعيار لهذه الخطوة الجريئة، وهل ستتبعها خطوات أخرى؟
- مؤكد أن التغيير سنة الحياة ومن نواميس الكون، وهذا دليل على حيوية أي كيان سياسي ونضجه وإيمانه بالجديد وبما يواكب المتغيرات، وتحمل المسؤولية في هذا الظرف تكليف صعب، وليس مغنما كما يعتقد البعض، وشبوة مليئة بالكوادر والدماء الشابة التي لديها المقدرة على العمل، وهذا منحى نعتقد أنه يسهم في تطوير الأداء وتنويعه، والحياة السياسية متحركة وليست ساكنة، والذين تركوا أماكنهم لا يعني بالضرورة نتيجة إخفاق، بل سيؤدون أعمالا أخرى يحتاجها المجلس، وأما المعايير التي تم مراعاتها فهي الكفاءة والنزاهة والإيمان بالخط السياسي والفكري للمجلس والقضية الجنوبية عامة.

• ما رأيكم حول القصور في الجانب الإعلامي في محافظة شبوة، أعني من الداخل؟
- لا شك أنه وضع استثنائي تعيشه المحافظة، وسياسة تكميم الأفواه وخنق حرية التعبير والسجن والتهديد وملاحقة الإعلاميين، كله مرصود، والجميع يعلم به، لكن رغم هذا المناخ القاسي هناك عمل جبار، وهناك جنود مجهولون يؤدون دورهم ورسالتهم في تنوير المجتمع الشبواني، وهذا ما أسهم في بقاء القضية الجنوبية حاضرة في النفوس، بل إن هناك عملا طوعيا يراكم جهودا كبيرة، ومن خلال إطلالة بسيطة على الفضاء الإلكتروني ترى الجيوش الإلكترونية التي تدافع عن قيم عظيمة راسخة في نفوس الناس، وتتبنى معاناتهم وقضاياهم، ولكن نحن بصدد العمل على تنظيم هذا الجهد وتطويره من خلال خطط متكاملة عبر رؤى ناضجة، تسهم في تكريس سياسات المجلس وثوابت القضية في الوعي الجمعي، وهذه الرؤى ينبغي أن تتعاطى مع أداء ودور المجلس السياسي وتوجهاته.

• تنصلت الشرعية ممثلة بحزب الإصلاح عن تطبيق البنود المتعلقة بشبوة، أما زال الأمل يحدوكم بتطبيق اتفاق الرياض ومقر المجلس الانتقالي بعتق ما زال مغلقا؟
- الشرعية تنصلت عن تنفيذ الاتفاق، وهذا يهدد الاتفاق برمته، ويجعل الأمور تصل إلى طريق مسدود، كما أنه عرقلة لجهود التحالف العربي في إزالة أسباب الاحتقان، ونحن نعتقد أنه لا خيار سوى إنفاذ الاتفاق؛ لكي تهدأ الأوضاع؛ لأنه يشمل كل الملفات السياسية والعسكرية والإنسانية التي أدى التملص من تنفيذها إلى مزيد من الانتكاسات حتى على المستوى الاقتصادي والتنموي والأزمة المعيشية الخانقة.

المجلس الانتقالي نفذ التزاماته، وتعاطى بشكل إيجابي في مسائل تشكيل الحكومة وتعيين محافظ لعدن والانسحاب من نقاط النزاع في شقرة فماذا قدم الطرف الآخر؟ ما نراه هو مزيد من العرقلة، ومحاولة لكسب الوقت لفرض أمر واقع، وهو شيء لن نقبله، والتحالف العربي تقع عليه مسؤولية الضغط على الطرف المعرقل لأن بقاء الوضع على ما هو عليه سيسبب احتقانا مستقبليا يهدد دور التحالف العربي والأوضاع برمتها.

• رافق تأسيس المجلس الانتقالي في شبوة أخطاء، منها استبعاد معظم مناضلي الحراك في مديريات المحافظة، ما تفسيركم لذلك؟
- منذ تولينا مهام رئاسة المجلس في شبوة ونحن نؤكد على أن أيدينا ممدودة للجميع، وفي طليعة هؤلاء مناضلو الحراك الجنوبي الذي كان صاحب الفضل في إطلاق الثورة السلمية في الجنوب، بل في المنطقة برمتها، وإن حدثت أخطاء هنا أو هناك، فهذا يحدث في مراحل التأسيس، وينبغي فهمها من خلال السياق الذي ولد فيه المجلس كإطار سياسي يمثل القضية، ويناضل من أجل انتصارها، وتطلب أن يستوعب كل ألوان الطيف الجنوبي ذلك، إذ إن قرار التوسعة التنظيمية في المجلس جاء لتلافي القصور في كافة الجوانب.

• يشاع بانكم تواصلتم بمحافظ شبوة، ما أبرز ما دار بينكم، وهل لمست تجاوبا من الأخ المحافظ؟
- لا، لم يحدث أي اتصال بيني وبين سلطة المحافظة، وكان يفترض، إن كان لدى سلطة شبوة إحساس بالمخاطر التي تحيق بالمحافظة ومستقبلها، أن يبادروا إلى إخوانهم من القوى الوطنية والقبلية والسياسية، لأننا على مركب واحد، وهذا أفضل من استدعاء مليشيات وعناصر متطرفة لتجتاح شبوة، وتمارس كل هذا العبث، ونحن ليس لدينا مشكلة مع إخواننا من أبناء شبوة، مهما كانت انتماءاتهم، ولكن المشكلة مع المشاريع والأجندات التي أسهمت في جعل شبوة بيئة يتحرك فيها الإرهاب والتطرف والمافيا الفاسدة، وكل ما يهدد مستقبلها ويهدد السلام والتنمية والعيش المشترك، وأي عمل من أجل التوافق ينبغي أن يكون على قاعدة تنفيذ اتفاق الرياض، الذي يتم التهرب من تنفيذه، وتحديدا تنفيذ الشق العسكري والأمني وإيقاف عمليات الملاحقة والاعتقالات خارج القانون.

المجلس الانتقالي طرف أصيل في شبوة، ويمثل قاعدة شعبية واسعة الطيف، مقره منهوب وأعضاءه يتم سجنهم وملاحقتهم والتضييق على نشاطهم، وهذا ينبغي أن يتوقف. إذا كان هناك عقل وحكمة لدى السلطة فعليها أن تقتنع أن شبوة للجميع وليست حكرا على طرف واحد، أما القيادات العسكرية القادمة من مأرب فعليها العودة لتحرير مأرب، لأن شبوة جنوبية، ولن تكون إلا كذلك.

• فيما يخص أزمة الخدمات وانهيار العملة والفساد المستشري في المحافظة إلى جانب انقطاع المرتبات، ما دوركم ومسؤولياتكم تجاه المواطن؟
- أزمة الخدمات والمعاشات وانهيار العملة وعملية الفساد الممنهج تعم كل محافظات الجنوب، وشبوة تعاني من نفس الإشكاليات، ونحن لسنا سلطة في المحافظة، فحتى قوات النخبة الشبوانية التي حققت إنجازات أمنية تم إزاحتها في أعقاب السيطرة الإخوانية على شبوة، ولكن المجلس تقع عليه مسؤوليات بطبيعة الحال تجاه المواطن البسيط، الذي يعاني من هذه الأوضاع، وهو يسعى من أجل مسار سليم لتغيير هذا الوضع، فكما نناضل من أجل القضية الجامعة، أيضا، القضايا الآنية والمؤثرة على حياة الناس هي محور اهتمامنا؛ لأنها متصلة بمعيشة المواطن، ونعتقد أنه لا بد من اصطفاف حقيقي للمجتمع المدني، والقوى السياسية والشخصيات القبلية والمثقفين لمحاصرة أسباب هذا الانهيار ومسبباته. نحاول قدر الإمكان أن نلامس معاناة المواطن وننحاز إليه، ففي الآونة الأخيرة حاولنا تقديم دعم رمزي لمركز العزل الطبي لمرضى كورونا ولعدد من المستشفيات، والإسهام في التوعية بمخاطر هذا المرض والوقوف مع الجيش الأبيض لصد خطره، وأيضا نقترب من القضايا الإنسانية ومناصرة المظلومين ومتابعة حقوقهم، والحفاظ على تماسك النسيج الاجتماعي وعلى تكريس الوعي الوطني من خلال نبذ الثارات، وحماية الحقوق والحريات، والملفات عديدة وجسيمة، ولكن الذي في السلطة يستطيع الحركة والتأثير أكثر، لكن مع الأسف نرى أن سلطة شبوة مسخرة في سبيل خدمة أجندات خارجية مشبوهة، تمارس أعمالا تضر بمصلحة أبناء المحافظة.

• كلمة أخيرة تود توجيهها في ختام هذا الحوار.
- أريد أن أخاطب أبناء محافظة شبوة العاملين مع مليشيات حزب الإصلاح، وأدعوهم إلى العودة إلى جادة الصواب؛ فالجنوب يتسع للجميع على قدم المساواة، وهم ليسوا خصومنا، بالعكس، نحن نتألم حين يتم الزج بهم إلى المحارق والحروب العبثية، ويتم استخدامهم كأدوات لأجندات يجهلون أبعادها، ونحن دورنا أن نقرب المسافات مع أي جنوبي؛ فمراحل الصراع الجنوبي انتهت، وأفكار الإقصاء والشمولية غير مجدية، وسيبنى الجنوب القادم على أفكار التنوع والقبول بالآخر، وهذا نداء أوجهه لجميع أبناء شبوة أن يحافظوا على محافظتهم، ويبحثوا عن مصلحتها بعيدا عن مشاريع العنف والإرهاب والصراعات المدمرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى