الأمارة برأس العطل

> قالها أجدادنا قديماً وما زلنا إليها نعود ونرجع ونحتكم، وبالقول المنمق العصري معناها من كان سبب المشكلة لا تتوقع منه الحل والمشكلة هي الحرب بنت الكلب، ولأوضح ما أعني أقول: عُقدت ندوة أُمسية مؤخراً في عدن، وكم من ندوات وورش عقدت، ومعظمها حول نفس الموضوع كملف سوء أداء الإدارات الخدماتية في عدن وكيف تُدار، وكالعادة سمعنا جعجعة ولم نرَ طحيناً، وهذا للأسف تعودنا عليه منذ يوم الاستقلال وإلي الآن.

نظمت الندوة الأمسية من الدائرة الاقتصادية بالمجلس الانتقالي تحت إشراف دولة الأمين العام للمجلس، وبحضور معالي وزير العمل ومشاركة أعضاء الغرفة التجارية وآخرين، وموضوعها كما أسلفنا ملف سوء الإدارات الخدماتية في عدن من كهرباء وماء ونظافة وصحة وغيرها من الملحقات الضرورية وأهمها الرواتب، وكان لب مخرجات الندوة المتأخرة أن سبب ما يحدث من سوء الخدمات هم المتنفذون وأدوات وآليات الدولة العميقة، وقد صرح علناً دولة رئيس الوزراء بهذا من قبل، وأعلنه وزير العمل مجدداً، كما رأيناه وقرأناه وسمعناه.

آليات وأدوات الدولة العميقة، وقبل الدخول في المخرج استغرب أنا من عدم سماعنا، ولم نقرأ رؤى وآراء السادة المشاركين الآخرين ومن هم، وأين رأي الإشراف؟ وأين رأي الدائرة المنظمة؟ وأين التجار ورؤاهم؟ أين رؤى المختصين الاقتصاديين والماليين إن دُعوا؟ وأين هؤلاء في الأمسية؟ وهل هي ندوة بالفعل أم محاضرة حزبية في يوم عمل سياسي في ليلة من ليالي رمضان المبارك أعاده الله علينا وعليكم بالخير، أم محاضرة لوزير في حكومة رأس العطل؟ وهل يا ترى أن الإعلام الناقل كان حصرياً ومحصوراً كما يبدو لنقل رأي معالي الوزير وما يمثله سياسياً فقط؟ وهذا ما نشتكي منه دائماً إعلامنا للأسف بالأغلب حصري ومناطقي.

نأتي الآن للمخرج الأوحد وهو آليات وأدوات الدولة العميقة. أستاذي الوزير لقد اعتدنا منك تسمية الأمور بمسمياتها نهاراً جهاراً وصريحاً، وقد قلت في معرض رؤاك إن الحكومة بكامل أعضائها يتألمون كما نتألم وجزاهم الله على ذلك خيراً. وهل وجب علينا أن نتقبل هذا تبريراً؟ أو يا ترى أستاذي أن الحكومة عاجزة عن أن تقوم بشيء ملموس يذكر، وإن كان الأمر كذلك عليهم أن يعلنوها صراحة، ويسموا الأمور بمسمياتها، ويجمدوا أنفسهم على أقل تقدير وإلا سيكونون هم ذاتهم من أدوات الدولة العميقة، وحينئذٍ سيكونون هم الأمارة برأس العطل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى