متحف المكلا

> قالوا: من وعى التاريخ في صدره أضاف أعماراً إلى عمره
ومن لم يع التاريخ في صدره لم يدر حلو العيش من مره

فالمتحف هو الذاكرة الحية للشعوب تربط الماضي بالحاضر، كما أنه مدرسة ترسخ الهوية الإنسانية وتنشر ثقافة التعايش والسلام وتدعم العلم والمعرفة في المجتمع. كما أنه أحد وسائل الاتصال يحدثنا عن الموروث الثقافي ليفتح أعيننا نحو تطوير مجتمعنا وتوحيد طموحاتنا وجهودنا من أجل بناء مستقبل زاهر لنا ولأبنائنا خالٍ من الحروب مليء بالسلام.

لذلك، عندما نضع أول خطواتنا داخل حديقة قصر القعيطي أي متحف المكلا حالياً، بطرازه المعماري المهيب، فإننا نجد أنفسنا حاضرين في رحاب التاريخ وهيبة الدولة التي حكمت مدينتنا الجميلة يوماً ما، وعلاقاتها الطيبة ببقية الشعوب بشكل عام، وتعتبر زيارة متحفنا الوطني هذا، وقطعه الأثرية رمزاً شامخاً يحيي في الأذهان أنها مجرد أيام سنتداولها ونرحل بعدها ويجب أن نترك فيها اجمل الذكريات، فنقوم بنشر ثقافة التسامح والتعاون والتفاهم المتبادل واحترام الآخر والانفتاح على الثقافات لتعميق تراثنا الإنساني العظيم، بالتغلغل في عمق الخير الموجود في قلوب مواطنينا ومجتمعنا.

فهذا المتحف يروي قصة الأرض والإنسان، ويعرفنا تاريخنا ويفتح نافذة مشرقة على وجوهنا نحو المستقبل.

كما أن تفاصيل القصر وعمارته تعكس روح الثقافة والفن والأدب والفكر الحضرمي الأصيل. فيخرج كل زائر لهذا الصرح التاريخي الفريد منه رافع الرأس يفكر بعمق كيف عليه أن يؤدي دوره في خدمة مجتمعه ويسعى لتطويره حسب تخصصه وعمله بالإضافة لغرس قيم التعايش والتسامح في القلوب لتظل حضرموت واحة الثقافة والسلام في ربوع المنطقة.

إن افتتاح متحف المكلا بالقصر السلطاني بعد إعادة ترميمه وتأهيله هو بشارة خير وذكرى جميلة على قلوبنا جميعاً. دمتم بألف خير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى