المواطنة العالمية ..!!

> هي مجموعة من القيم الإنسانية، مثل الانتماء والمشاركة الفعالة، بروح التسامح والتعايش السلمي، والعدالة الاجتماعية، التي تؤثر على شخصية الفرد، وتجعله أكثر إيجابية في إدراك ما له من حقوق، وما عليه من واجبات، نحو وطنه الذي يعيش فيه، والعالم بأسره الذي يتفاعل معه.

فأين نحن اليوم من هذه الرؤية ؟
والعالم العربي يعيش أزمة حقيقية في قدرته على التعايش، وتقبل اختلاف، وتنوع الآخر، ويستنكر حرية الأفراد في التفكير، والضمير، والدين، في داخل حدود الوطن الواحد، فهناك انتهاكات صريحة، ومساس بحقوق الأقليات القومية، والدينية، والعرقية في بلداننا العربية.

في حين أن البشريّة بأجمعها تقف على أعتاب مرحلة جديدة من الترابط العالمي والاعتماد المتبادَل. فلقد توسع مفهوم المواطنة المتساوية في عصر العولمة، لتشمل نوعًا جديدًا منها، وهي "المواطنة العالمية"، التي تتجاوز حدود الجنس والجنسية، والبلد، واللغة، والقومية، والعرقية .. انطلاقًا نحو فضاء أعم وأرحب، فالمواطنة العالمية تنظر إلى كوكب الأرض باعتبارها وطنًا للجميع، يجب المحافظة عليه وصيانة موارده، وإن الناس أجمعين من أسرة إنسانية واحدة، تخوض معًا عمليّة دائمة التطوّر، روحانيًا، وأخلاقيًا، واجتماعيًا، وعلميًا، والسِمة المميّزة لهذه المرحلة، هي الوعي المتنامي بوحدة الجنس البشري- وهو مبدأ سيؤثّر في كافّة جوانب الحياة المنظَّمة.

فمفهوم المواطنة المتساوية باتت نسخة قديمة، ستحل محلها المواطنة العالمية، وستترسخ ثقافة الانفتاح الفكري، وتتوسع الانتماء للمجتمع الإنساني بأسره، ويتعاظم إحساس تحمل المسؤولية تجاه المصلحة العامة، والالتزام بالعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية، لوضع قاعدة محكمة للمواطنة العالمية، لجيل الغد الجديد، انطلاقًا من غرس ثقافة المواطنة المتساوية في نفوس أطفالنا، وتنشيط أذهانهم الوقادة، لجذب المعرفة، واحترام ثقافات الشعوب، ليتمكنوا علميًا وفكريًا، ويساهموا بفعالية في قضايا العالم، ومواجهة تحدياته، وخدمة البشرية بحرية، من دون أدنى قيود أو تعصب.

هنا يجدر بالمسؤولين أن يأخذوا زمام المبادرة، والعزم لمنح الأقليات ما لباقي المواطنين من حقوق أصيلة، ورؤيتهم كشركاء وزملاء في العمل، وجديرون بالاحترام والمعاملة بالمثل، تحت مظلة دولة النظام والقانون، وحماية المواطنة المتساوية، من دون أدنى تمييز، أو عنصرية، فالجميع ينتمي لعائلة إنسانية واحدة .
فالمواطنة العالمية ما يلزمه العصر، وهي ضمان التفاعل الحقيقي بين البشر. فـ (ليس الفخرُ لحبّکم أنْفُسَکم؛ بل لحبّ أبناء جنسكم؛ وليس الفضلُ لمن يحبّ الوطنَ؛ بل لمن يحبّ العالم). ودمتم سالمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى