اليمن.. كورونا وواقع الحرب يقوضان طقوس رمضان

> «الأيام» "الرؤية":

> اعتاد اليمنيون إقامة طقوسهم الخاصة، للاحتفال بقدوم شهر رمضان الكريم، قبل أيام من حلوله، حيث كانت تُشعل القناديل والأضواء، وتقامُ الأمسيات، وتشهد الشوارع أجواء احتفالية، لكن فيروس كورونا، واستمرار الحرب، وما خلفتها من أزمة إنسانية، قوضت مظاهر الاحتفاء هذا العام.

موائد رمضان
ويحرص اليمنيون دومًا، مهما كانت الظروف، على الحفاظ على وجبات أساسية، تكون حاضرة على الموائد خلال شهر رمضان، وتلك الوجبات تعد تقليدًا معروفًا؛ أبرزها وجبة «الشفوت»، التي تتكون من خبز رقيق يعرف بـ«اللحوح»، يتم فرشها في صحن مناسب، وتشريبها باللبن الرائب، المعروف باسم «الحقين»، ثمَّ يضاف إليها بعض الفلفل الحار، وكميات مناسبة من السلطة والخضار، وتُقدَّم على هذا الشكل بعد تبريدها لبعض الوقت.

وتقول المواطنة اليمنية بثينة سلطان لـ«الرؤية»، إن «وجبة الشفوت تسبق أي وجبة أخرى، لتكون الأولى على مائدة الإفطار، فهي طبق يومي في رمضان».

الصنعانية والشعبوية
ويقول المواطن عبدالرحمن العزب، إن رمضان الحالي جاء بطابع مختلف، ففي السابق كانت «احتفالاتنا تستمر أيامًا ابتهاجًا بقدوم الشهر الكريم، لكن هذا العام تقلص الاحتفاء، وغابت الفرحة الجماعية التي كنا نعيشها سنويًا بمعية الأهل والأقارب».
وأضاف، «لكن أطعمة رمضان ما زالت باقية، ومن أبرزها حلويات «الصنعانية»، بمختلف أنواعها وأشكالها ومُسمياتها، إضافة إلى «الشعبوية»، و«الرواني»، و«القطايف»، وكذا «الكنافة»، وهذه الأطباق تفضل بعض الأسر إعدادها في المنزل حاليًا مع تفشي كورونا، لكن في الغالب يتم شراؤها من المحلات».

تأثير كورونا والحرب
من جانبه قال حيدر عبَّاس، صاحب محل عصائر وحلويات في تعز، «أحضرت 3 عمال إضافيين للعمل خلال رمضان؛ لأنه بالنسبة لنا موسم خير، قد نجني فيه أرباحًا تساوي ما نجنيه في 5 أشهر، إذ يزداد الإقبال على شراء الحلويات، إلا أن الإقبال على الشراء في رمضان الحالي، أقل من الأعوام السابقة، بسبب الحالة الاقتصادية المتردية جراء الحرب الحوثية، وتداعيات كورونا، الذي أثَّر على أوضاع الناس».

غياب الحفاوة الجمعية
وبالنسبة لمحمد ياسين، وهو بائع خضار في السوق المركزي بمدينة تعز، فإن الأمر الذي يؤرقه كثيرًا، هو غياب «الحفاوة الجمعية» المرتبطة بشهر رمضان المبارك، في إشارة منه إلى التجمعات الرمضانية المعهودة، حيث كانت الأسر تقضي سهرات جماعية منفصلة، للرجال والنساء، وتدعو لعزائم دائمة، بيد أن هذا التقليد المعروف يبدو أنه تراجع هذا العام، وربما انعدم في بعض المناطق.

وأضاف ياسين، «السبب وراء ذلك يرجع إلى الحالة المعيشية للناس، وفيروس كورونا، ففي السابق كان الناس بمقدورهم إقامة وليمة لأقاربهم أو جيرانهم، واليوم يعجز البعض عن تدبير قوت يومه، ومن بمقدوره ذلك ماليًا تُعيقه المخاوف من مخاطر كورونا».

وجبات إفطار للمساجد
واعتادت الأسر المجاورة للمساجد، أن ترسل يوميًا وجبات إفطار إلى المساجد، لتكون في متناول المصلين، كان هذا دأب أسرة عبدالوهاب سعيد، التي تسكن في حي «الشماسي» بمدينة تعز، غير أنها هذا العام، تعثرت عن مواصلة هذا التقليد، لأسباب متعلقة بالوضع المادي للأسرة.
وأضاف عبدالوهاب، «أغلب الأسر في الحي، إن لم تكن كلها، كانت تملأ باحة المسجد بموائد الإفطار، التي تفيض عن حاجة المصلين، فتصبح في متناول الفقراء والمحتاجين، لكن رمضان الحالي نكاد لا نرى إلا مائدتين فقط، وبالطبع فهما لا تكفيان».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى