أين ذاك الزمان الجميل

> أسفي شديد على رحيل قوة الكلمة المكتوبة، أو المسموعة، أو المرئية التي توفت إلى رحمة الله، وحل محلها اللا مبالاة والطناش، والبلادة وعدم المسؤولية، ففي الزمن الجميل، زمن صحيفة "النهضة" لصاحبها عبدالرحمن جرجرة، وصحيفة "فتاة الجزيرة" لصاحبها علي محمد لقمان، وصحيفة "البعث" لصاحبها محمد سالم علي عبده، وصحيفة "الكفاح" لصاحبها حسين علي بيومي، وصحيفة "المصير" لصاحبها عبدالله الحمزي، وغيرها من الصحف الأخرى، ولم تبقَ من هذه الصحف إلا صحيفة "الأيام" لصاحبها محمد علي باشراحيل، يصدرها أولاده وأحفاده، وفي مقدمتهم الأستاذ تمام محمد علي باشراحيل، متّع الله حياته بطول العمر والصحة، ومعه أولاد أخيه الراحل هشام باشراحيل (باشراحيل، وهاني، ومحمد) متّع الله أعمارهم بالصحة والعافية.

صحيفة "الأيام" التي لا تزال تؤدي رسالتها الصحفية الإعلامية بكل أمانة وإتقان وإعجاب ونجاح، تلك الصحيفة التي كانت ولا تزال نبراسًا في الزمن الجميل، وفي أيامنا الحالية، ذلك الزمان الذي كان للكلمة قوة الرصاص – الكلمة التي كانت في الماضي تهز المسؤول، عندما يُكتب عنه مقالٌ في صحيفة من الصحف المذكورة أسمائها سالفة الذكر، تتهمه بالفساد أو بفساد أبنائه، سواءً كان ذلك تصريحًا أو تلميحًا.. أما الآن أصبح المسؤول لا يعبأ، فالصحف تنشر كل شيء، تقول ما قاله مالك الخمر عن المسؤولين، وهم لا يحركون ساكنًا، حتى أنهم لا يردون أو يعقبون، والثقة زائدة في نفس هؤلاء المسؤولين، والله يرحم زمان وأيام زمان، ولكننا حاليًا نعيش حالة ولا حياة لمن تنادي.

وحتى لا يؤخذ الكلام على أنه هجوم لمجرد الهجوم، من دون قرائن أو دليل أهدى وأحسن للمسؤولين، ولست أعرف بالضبط لمن أتوجه منهم لأحمله مسؤولية المخالفات، التي شوهت منظر المدينة، منها باختصار بناية وأسوار، حجبت رؤية البحر في كل من صيرة وساحل أبين، وقيام البعض بالبناء العشوائي في الشوارع والطرقات، مخالفة لتخطيط المدن، ورمي مخلفات البناء، ورمي القمامة في الشوارع، وعدم وضعها في صناديق القمامة، والبسطات التي انتشرت في الطرق والشوارع، قد أعاقت المشاة من المشي في شوارع المدينة، هذه المخالفات الصريحة، يظهر لنا منها أن هؤلاء المخالفين للجميع بأنهم أقوى من النظام والقانون، وأنهم يملكون قوة السيطرة على الشارع وإدارته وتنظيمه، هذه المشاهد التي تصافح وجوهنا وعيوننا يوميًا، ومع زيادة البيع والشراء تزيد العشوائية والفوضى.

أين ذاك الزمان الجميل، كنا ننتظر كل ما هو جميل، والجمال يأتينا، ولا يخلف وعده، وكان الجمال في زماننا متكاملًا في كل شيء، لكن في يومنا هذا غادر مع أصحابه، والسبب في ذلك، يبدو لي أن اليمنيين في الجنوب، مكتوب عليهم أن يشيلوا الهم والتعب في حياتهم للأبد.

لا يخالجنا الشك أن بلادنا مستهدفة، كما لم يحدث في كل تاريخها، وهناك حملات متتالية سياسية وإعلامية واقتصادية، الهدف منها تشويه الصورة، وإحباط المسار، وخلط الأوراق، لتعميق مسيرة الوطن، الذي لم يهدئ له، لا حال ولا بال، منذ رحيل الأجنبي في عام 1967م، كلما حاول التحليق إلى أعلى، وجد من يحاول أن يرغمه على الهبوط بلا سبب، غير أنها مدينة عدن، وكل محافظات الجنوب، ذات موقع استراتيجي، وثروات مدفونة، والتي يعيق أعداءها النهوض بالازدهار والتقدم.. والله يمهل لا يهمل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى