الفرصة سانحة قبل أن تستفحل الأمور

> عصام مريسي

> ما من شك أن المواطن قد فقد الثقة في كل القيادات، التي تتفوه بحب عدن، وتتفاخر بنضالاتها من أجل الجنوب؛ لأن الواقع وعلى المدى الطويل، أثبت أن تلك الشعارات، مجرد ادعاءات، إن لم تكن شائعات وأوهام، فالجنوب ليس مجرد رقعة من الأرض، يتم استثمارها لصالح تجار ومتنفذي في السلطة، أو وصلوا إلى السلطة، فتحولوا من أبواق سياسية، إلى رؤوس أموال، إلى رأسماليين، تجار يتجارون بأموال الشعب على الشعب.

انتظر المواطن كثيرًا أن تخرج الطبقة السياسية من صمتها الرهيب، وأن ترفع الدثار، وتنتفض لتحقيق مطالب الشعب، التي كثيرًا منها تعد من ضروريات الحياة، وضرورة التحضر والتمدن، كالكهرباء والمياه، ولفتة ولو متواضعة لرواتب موظفي الدولة، وتحسين الرعاية الصحية، لكن ما من مجيب، أو من يتلمس أوجاع المواطن والقرب ولو قليل من مصادر ألمه، ورفع شيء من البؤس الذي يعانيه، وإدخال السرور إلى بيت المواطن، الذي أضناه كثرة الأزمات التي مرت عليه، خلال السنوات العجاف للحرب المفروضة منذ العام 2015م.

الشعب يئنُّ تحت وطأة الألم، والقوى السياسية المتصارعة تحت أشراف القوى الإقليمية وبرعاية دولية.
الشعب يحتاج إلى لمسات تشعره بإنسانيته ومواطنته، بمنحه حقوقه كاملة، حتى يتمكن من أداء واجباته على الصورة المطلوبة.

ويا أيها الطبقة السياسية، قفوا على مطالب المواطن في هذا الشهر، وفي سائر العام؛ لأن هذا هو الواجب، وتنصلوا من التبعيات، ودربوا نفوسكم على الإيثار والتخلي عن حب الذات.
الفرصة ما زالت سانحة لمراجعة الأمور قبل أن تستفحل الأمور لثورات الغضب، وثورة جياع، تجتاح البلاد، وربما يكون المصير نحو المجهول، فالوضع لا يحتاج لكثير من الدراسة والتفكير، فالمعضلات والنواقص معروفة، والحلول واضحة، وقد يكون كثير منها في متناول اليد لو حسنت النوايا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى