​واقع من القواقع

> محمد نجيب الظراسي

>
محمد نجيب الظراسي
محمد نجيب الظراسي
أصبحت حياتنا اليومية البسيطة التي نعيشها بشكل دوري مستمر خالية من أي ملامح جمالية قد تعكس في جوف أعماق كل منا تطلعاته للغد الجميل للبكرة، الذي حلمنا به سويا، ويحنو علينا ويعزز فينا غارسًا ذلك الإحساس الغريب والشاذ على مجتمعنا وهو السعادة، حياتنا اليومية أصبحت نوعًا من أنواع السباق الذي لا يشبه أيًا من السباقات الرياضية التي يكون المتنافسون فيها مجموعة من الأبطال الرياضين، سباقي أو سباقك أو سباقنا الذي أتحدث عنه لا ينتمي لأي من الاتحادات الرياضية، إنه نشاط جسدي وبدني وفكري جم ضخم ومهول نتسابق فيه لتوفير حياة كريمة مستقرة تؤمن لنا الحياة السلسة التي لا تصبو والعياذ بالله إلى الرفاهية، لأن الرفاهية أو مجرد الإحساس بها هو نوع من البذخ المحرم علينا دوليًا.

نحن الشعب اليمني المطحون المغبون والذي اغتيلت أحلامه والتي تم اقتلاعها بيد مجموعة من المستفيدين والمستنفعين والمتاجرين بأحلام كل واحد منا (تجارة الأحلام أقذر أنواع العهر السياسي) الكل من السياسيين في الساحة يسعون بكل قوة لتحقيق مكاسب شخصية أو مجد شخصي شرفي ظنا منهم بأنه سوف يخلد كل واحد فيهم ويضعه في كتاب (العظماء مائة وأعظمهم محمد صلى الله عليه وسلم) خريف العمر الذي أرهق الكثيرين منهم والذين يعج بهم هذا الوطن الممتلئ بجراحه جعلهم في لهث متسارع لتحقيق النصر المشيد في تصورهم سلفًا، هذا الوطن المثخن والمتعفن والذي تحول إلى كعكة يسعى كل منهم إلى اقتسام أكبر جزء منها وفق رؤية كل منهم على حدة وحسب سعر الصرف، بعيدًا عن كل هؤلاء الذين يدعون الوطنية نضيع أنت وأنا ونحن في أتون هذه الفوضى التي تمتص منا رحيق العمر وتستنزف كل ما تبقى من بقايا كل تلك الأحلام التي تطلعنا إليها ذات يومًا على أمل أن تكون ذات يوم كريمة هي الحياة التي سنعيشها.

إن أحلامنا هي طموح شرعي لنا، لذا تفسير الحلم في وجه واحد في مشروع واحد في بوتقة واحدة هو نوع من أنواع المستحيل بحد ذاته؛ لأن الأمل هو بحيرة لا تنضب أبدًا مهما حاولوا دفنها بالرمال، والحل بسيط هو بأن يجلس المتخاصمون جميعًا على صحن واحد يتقاسمون فيه اللقمة على أن تجمعهم مطيبة حنة.

الخلاصة: إن أدوار البطولة المطلقة هي وهم من نسج الخيال، لأن البطل الحقيقي هو التكاتف والتلاحم والتآزر والتعاضد وكل مرادفات اللغة العربية الرصينة التي تحوي في فحواها القوة الحقيقية حين تضع اليد فوق اليد لتحقيق ما هو بالنظرة المجردة للعين قد يبدو مستحيلا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى