اقرأ لتملك العالم

> م. عبدالله أحمد السومحي

> (اقرأ) كانت أول أمرٍ ربانيّ نزل على نبينا الكريم صل الله عليه وسلم، وأول ما حثَّ عليه الإسلام طالب العلم، فجعله فريضةً على كلّ مسلمٍ.
كان للعلم والعلماء مكانة كبيرة في الإسلام والمجتمع، فهُم اللَبِنة التي يُبنى بها المجتمعُ الصالحُ المُنتِج المِعطاء، ولأنّ دوام الحال من المُحال فقد عزف الكثيرون عن طلب العلم بانشغالهم بالأمور الدنيوية وبما لا نفع منه ولا فائدة فيه.

القراءة مفتاح العلم، بل مفتاح السعادة في الدنيا والآخرة، وأمة لا تقرأ لا تعرف حاضرها من مستقبلها، أمة لا تأخذ عبرة من ماضيها، ولا تمتد جذورها إلى أصولها، أمة لا تقرأ أمة قد ماتت وكبر الناس عليها أربعاً، ويكفي الأمة الإسلامية شرفاً أن أول ما ابتدأ به نزول القرآن الكريم قوله تعالى: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5). سورة العلق.

ومع أننا أمة (اقرأ)، لكن للأسف لا نقرأ، وإذا قرأنا لا نقرأ المفيد من الكتب إلا من رحم الله من هذه الأمة، والأغرب من ذلك تقرير إحدى الجامعات في عالمنا العربي الذي أكد أن 72 % من خريجي الجامعات يتخرجون دون أن يقوموا باستعارة كتاب واحد من مكتبة الجامعة، إحصائية أخرى تقول كل مليون عربي يقرأون 30 كتاباً، قال الشاعر أبو الطيب المتنبي:

أَعَزُّ مَكَانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سَابِحٍ
وَخَيْرُ جَلِيْسٍ في الزَّمانِ كِتابُ

تساعدنا القراءة في التخلص من التوتر والقلق والأرق في الليل وقبل النوم، إذ إن قراءة عشر دقائق كل يوم تحت ضوء خافت يسهم في التسبب بالنعاس لدى الكثيرين، ولذلك يمكن بكتاب واحد تعلم لغة جديدة أو مهارة جديدة، أو اكتساب معرفة لم تكن عندك موجودة من قبل.
والقراءة تعد أسلوباً حديثاً غير تقليدي يمكن الاعتماد عليه في اكتساب المعارف والعلوم، وتسهم القراءة في تحسين الذاكرة لدى الناس العاديين.
وتعد إحدى وسائل الترفيه المفيدة للغاية، وتساعد القارئ في التخلص من ضغوطات الحياة ومشكلاتها، والاندماج في عالم من الخيال والمتعة والفائدة وهو عالم الكتب الذي يمتلئ بالكتب والقصص والروايات الحقيقية والخيالية، والتي تسهم في منح العقل الراحة والهدوء والسكينة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى