جنان يخارجك ولا عقل يحنبك

> هذا المثل واقعي في العمل السياسي على ما يبدو، وقيل أيضاً: حتى الجنان يبغى له عقلاً، وما تعمله إيران والحوثي يؤكد لنا مصداقية المَثلين سياسياً، ونرى ذلك واضحاً في مباحثات عودة إيران للاتفاق النووي مع الدول الكبرى وأمريكا، وكيفية استلطافها وكسب ودها باللين والتراخي لاستدراجها إلي طاولة الحوار مجدداً وهي تمارس الممانعة والموافقة بقوةٍ وبشروطها وفق مبدأ وهنَّ الراغبات، وقد تم لها ما أرادت بالغالب، وهذا بالضبط ما يمارسه الحوثي، ويقول: نحن نريد أن نتفاوض مع من بيده الأمر "السعودية والإمارات"، وخرجت الإمارات على الأقل ظاهرياً، وبقت المملكة وبيدها الحل والعقد، وما لمسناه البارحة واتضح للعالم جلياً في مقابلة سمو الأمير محمد سلمان بقوله صراحة: الحوثي يمني، ولديه نزعة عروبية نحيى فيه، ونتمنى أن تنمو وتكبر، وله مصالح بذلك. وهذا ما يريده الحوثي اليمني العربي ومن وراءه إيران.

صح كلام محمد بن سلمان أو أخطأ. فهذا شانٌ آخر، وليس نحن من يقول بإيجابيته أو سلبيته. الآن ما قاله محمد سلمان بعد ست سنين حرب ومعاناة سببت لشعبه ولشعبنا الكثير من الاستنزاف والضيق والقلق، وقد قلنا ما قاله قبل ثلاث سنوات وأكثر عندما كانت ذائعة الصيت والفعل، لكن للأسف كان يُنظر إلينا بمنطق توجس، مع علم معظمهم أننا على حق وصواب وذوي رؤية مستقبلية وبُعد نظر، وللأسف البعض منهم أخذتهم العزة بالإثم بحسن نية وعدم تقدير المواقف، وتلك مشكلة قادة الجنوب والعرب عموماً ينظرون بقصر نظر.

الآن بعد أن اتضحت الرؤية لنا جميعاً بعد مقابلة سمو الأمير، فما هي وجهة نظر قادة الجنوب بكل الأطياف، ومن ضمنها جنوبي الشرعية الاي لم يذكرها إطلاقاً، لأنه يعلم أنها هشة قولاً وفعلاً، ولا تحرك ساكناً؟ هل توجد يا قادة الجنوب عندكم رؤى منطقية وواقعية وبدائل تحاكي الواقع المفترض، أم ما زلتم في حيص وبيص مما سمعتم ورأيتم في اللقاء؟ لا يزال في الأمر متسع لديكم في الحكم وعدن بحوزتكم، فافرضوا إدارتها بمنطق وقوة علم وكوادر فاهمة، ولا أحد سيقتلكم حينئذٍ إذا حققتم ما لم يحققه غيركم. اعملوا هذا سريعاً قبل التفاوض لكن بسلطانٍ، والسلطان كما نعلم العقل والعلم، وحاولوا أن تمارسوا الجنان ولو مرة في حياتكم، وخير الجنان ما به عقل، وخذوا الحكمة من أفواه المجانين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى