بدر شيباني رحل الى دار البقاء وترك السمعة الطيبة

> في الأول من مايو الجاري 2021 فاضت روح زوج أختي الكبرى بدر عبده سعيد شيباني، في المشفى بعد صراع مع المرض، ودثر بالثوب الأبيض، وحمل على الأكتاف ليوارى الثرى بمقبرة القطيع، تاركا كل متاع الدنيا وغرورها، وابقى لنا ولأسرته وأهله وذويه ومحبيه ورفاقه السمعة الطيبة العطرة على مدى سبعين عاما.
بدر شيباني قبل أن يكون نسبي فهو جار منذ ولادتي بشعب العيدروس، ومناضل من الرعيل الأول للجبهة القومية مع عدد من رفاقه، الذين كانت تتعقبهم سلطات المستعمر البريطاني ودورياتها، التي كانت تجوب الحي بحثا عنهم في سنوات الستينيات من القرن الماضي، بحثا عنه ورفاقه، كما أتذكر، طه بامطرف وطه المحني وأنور الزغير، وهم من تولوا السيطرة على الحي عقب الاستقلال. ومازالت في ذاكرتي ومخيلتي، وهم يتنقلون من شارع إلى آخر ممتشقين أسلحتهم الخفيفة لثبيت سلطة الإدارة الوطنية الجديدة في عدن.

بدر شيباني لم يدم طويلا في تنظيم الجبهة القومية، واتجه لتأهيل نفسه علميا ومهنيا؛ ليأخذ مكانه في العمل الإداري الذي عشقه، وأفنى حياته في ميناء عدن مديرا لإدارة شؤون القوى العاملة، يحمل ملفات ومستلزمات وقضايا العاملين إلى بيته لإنجازها، يراجعها ويدقق في كل شاردة وواردة فيها؛ لإنجازها وتسليمها للإدارة العامة. سنوات طويلة أمضاها على هذا، حتى تقاعده وغادر مرفقه بفتات الراتب تاركا إرثا من العمل الإداري القويم في أهم مرفق سيادي.

بدر شيباني سياسي من الطراز المرن الذي غادر الجبهة القومية إثر العواصف الداخلية في التنظيم حفاظا على العلاقات التي ارتبط بها مع رفاقه، وكثيرون اختطوا هذا الطريق، واعتكفوا ولزموا الصمت، لكنه أمضى قدما نحو الفصيل السياسي الذي يقوده المفكر الوطني عبدالله عبدالرزاق باذيب ابن حي العيدروس، فأنضم إلى اتحاد الشعب الديمقراطي عضوا، وتدرج حتى أنتخب عضوا في لجنته المركزية حتى وحدة فصائل العمل الوطني في العام 1978م.

وأتذكر عددا كبيرا من أعضاء حزب اتحاد الشعب الديمقراطي بعد إعلان التوحيد وإشهار التنظيم السياسي الموحد الجبهة القومية، توقفوا عن ممارسة نشاطهم بناء على تحفظات معينة.
وبإعلان المفكر الوطني عمر الجاوي عقب 1990 إشهار حزب التجمع الوحدوي انضم بدر شيباني إلى صفوفه مع العديد من السياسيين والمناضلين والمثقفين ونشطاء المجتمع المدني، وكان أحد أعمدة الحزب وصحيفته الأسبوعية "التجمع"، التي حظيت باحترام في الشارع العام، وكانت من أوائل الصحف التي كسرت جدار الصمت في قضايا محظور تناولها، وكسبت احترام القراء.

وللراحل بدر شيباني نشاط صحفي توثيقي لمراحل النضال الوطني في الجنوب، دافع عنها باستماتة إزاء بعض الأقلام التي دأبت على تشويه نضالات الشرفاء، ونشرت له العديد من الصحف: الأيام والتجمع والأمناء وعدن تايم، ولقيت اهتماما واسعا.
ذلك قبس من تاريخ واحد من شرفاء الوطن، ولدوا وترعرعوا وتعلموا وأبلوا بلاء حسنا في خدمته والتضحية من أجله، ولم يطالبوا بالمقابل كما يفعل اليوم.

سلام عليك يوم ولدت ويوم تبعث حيا أبا لؤى وشفيع.
المكلوم عيدروس باحشوان

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى