هل أصبح الدولار سلاح الحوثي البديل؟

> في عدن عدد معسكرات محلات الصرافة فاقت عدد مخابز أفران الروتي، اللهم ألطف بعدن وأهلها وبقية محافظات الجنوب المحررة، يا جماعة الخير هل توجد رحمة بهؤلاء، حيث لا توجد كهرباء، لا ماء، لا رواتب، يقابل ذلك غلاء فاحش في المواد الغذائية والدواء والملابس، وأسعار المشتقات النفطية في ارتفاع مستمر. فمن المسؤول عن كل هذا العبث بتعذيب الأهالي في هذه المدينة التي احتضنتهم؟ هل هذا جزاؤها؟ فعدن الكل أكل من خيراتها، والآن يتلذذون بتعذيب أهلها وبقية محافظات الجنوب بكل هذه الزيادات غير المنطقية، وعذرهم القبيح هو ارتفاع سعر الدولار.

سؤال أطرحه لحكومة المناصفة: من يقف وراء ارتفاع سعر الدولار، ومن يقف وراء افتتاح العدد المهول لمحلات الصرافة؟ أصبح ما بين كل محل صرافة محلا صرافة، وأنا أجزم هنا بأن محلات الصرافة في عدن أصبحت أكثر من مخابز أفران الروتي.
هل كلفت نفسها الحكومة مخاطبة البنك المركزي عن أسباب افتتاح العدد المهول لمحلات الصرافة، وكيف أُعطيت لهم كل هذه التراخيص؟، بل إن معظمهم دون تراخيص في ظل غياب غريب لدور البنك المركزي.

صحيح أن العدو الغازي خرج من عدن، وقد كان يحاربنا بشتى أنواع الأسلحة من الذخيرة الحية، لكن للأسف عاد العدو بطريقة أخرى أشد فتكاً من حرب الأسلحة بالذخيرة الحية. عاد بنوع آخر للغزو فبات يقتل الصغار قبل الكبار بعدن وبقية محافظات الجنوب المحررة بسلاح ارتفاع الدولار معتمداً على معسكرات جديدة ألا وهي محلات الصرافة، فتطلق صواريخ ارتفاع سعر الدولار على كل بيت داخل عدن والمحافظات الجنوبية وإصابة هدفها مئة بالمائة، والنتيجة تكون كارثية على هؤلاء الناس المغلوبين على أمرهم. هذه هي الحرب الحقيقية أثقلت كاهل المواطن، وللأسف الشديد تحت مرأى ومسمع الحكومة بواسطة معسكرها الكبير بنك البنوك البنك المركزي.

نعم.. أقول (معسكرها)، لأنه هو من يقتل الناس جوعاً لأنه تارك معسكرات محلات الصرافة تتحكم بسعر الدولار كما تشاء وكيف تشاء ولا يحرك ساكناً. أليس هذه حرب أفضع من حرب الجبهات؟. إنها والله حرب بشعة، بل قذرة تُمارس على الأبرياء من أهالي عدن وبقية محافظات الجنوب، وصدق الفاروق عُمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما قال: "لو كان الفقر رجلاً لقتلته".

ولو كانت حكومة المناصفة تعرف معنى ودلالات هذه العبارة لما تركت معسكر البنك المركزي ومعسكراته من محلات الصرافة يعبثون بحياة الناس ومعيشتهم. نعم أسميها معسكرات لأنها أصبحت العدو الأول في قتل الناس وإذلالهم بدون أي سلاح رشاش أو قنابل أو مدافع أو دبابات، فقط بسلاح التلاعب في أسعار العملة. والله إنها أخطر من معسكرات الجيوش النظامية ومعسكرهم الكبير البنك المركزي تارك لهم كل شيء "سداح مداح".

هي حرب قذرة يقودها متنفذون في السلطة على السواد الأعظم من الصغار والكبار والشباب والنساء والشيوخ في عدن وبقية محافظات الجنوب، فهل من المعقول في عدن والمحافظات الجنوبية المحررة الدولار بـ 900، وفي المناطق المحاصرة التابعة للمليشيات الحوثية الدولار بـ 600 ريال؟.

بالله عليكم، أين يحصل في العالم كله مثل هذه الأفعال؟ حكومة شرعية تحكم محافظات محررة الدولار عندها بـ 900 ريال، ومليشيات متمردة (محاصرة) بصنعاء الدولار عندها بـ 600 ريال. هل يُعقل هذا؟ أريد من حكومة المناصفة، أو معسكرها البنك المركزي أن يأتيا بأكبر خبراء العمل المصرفي في العالم، لكي يقنعوا أهالي عدن والمحافظات الجنوبية المحررة بفارق السعر هذا.

وسؤالي الأخير أطرحه على ولي الأمر: هل أصبح الدولار سلاح الحوثي البديل؟، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى