مغامرات غير محسوبة

> من الصعب، بل من غير المجدي أن تشتغل الحكومة في توفير الخدمات لشعب، بينما هو ينشغل في الحشد لمن ينقلبون عليها، على هذه الحشود أن تبدي تضامنها مع الحكومة، وترفض الانقلابيين إذا أرادت أن تنعم بالخدمات."تغريدة لأحمد عبيد بن دغر".
تلك هي المعادلة لديهم منذ زمن ارتباط الخدمات والوضع الاقتصادي في الجنوب بالتخلي عن إرادة شعبه وقضيته الأساسية، وهو نسق يتم العمل عليه عبر تعطيل الخدمات ومنها الماء والكهرباء واستمرار انهيار العملة وتداعي الوضع المعيشي للسكان في محافظة عدن والجنوب عموماً.

أمام تحديات بهذا الحجم يواجه الجنوبيون أوضاعاً صعبة، والمثير أن السلطات التي تكرس تلك الوطأة التعسفية اللا إنسانية، تريد في هذه الأثناء جني ثمرة ذلك عبر دعوات تلك الأطراف إلى احتجاجات فوضوية في ظاهرها الدعوة إلى تحقيق مطالب الخدمات وتحسين الوضع الاقتصادي، وهي لا شك مطالب محقة إلا أن فكرة تجييرها سياسياً هو الهدف والغاية الأساسية من منضور تحميل الانتقالي أسباب ما هو عليه الوضع.

والثابت أن الانتقالي لا يعفى من المسؤولية تجاه المحافظات الجنوبية عموماً، رغم أن ملفات كهذه والوضع الاقتصادي عموماً هو من مهام الحكومة التي لديها الموارد والمقدرات، وارتأت عبر سياستها اللا إنسانية اللعب بهذه الورقة في نطاق معارضاتها الشديدة مع الانتقالي الجنوبي. بمعنى أدق أن الجنوب يدفع تبعيات الوضع مع غياب المسؤولية تجاه معاناته، ووفق ما تكشف خلال الفترة الماضية تشير المعطيات إلى حدة معاناة الجنوبيين جراء التداعيات الاقتصادية الصارمة وحالة الإفقار التي يتم العمل عليها من قبل سلطات ليس لها حضور في حياته إلا عبر مفصليات التعطيل التي طالت الخدمات بصورة خاصة، وهنا نسأل: نتائج هذا المستوى من الضغط إلى ماذا تؤدي؟

فحقاً، لا يمكنها أن تحقق للجنوبيين قضيتهم، ولن تؤدي إلى عزل الانتقالي وإن كان لها تأثير.
بمعنى أن النتائج لا يمكن البناء عليها من قبل من يمارسون تلك الضغوط غير المشروعة، ما يعني أن فقدان الجنوب حال استقرارها النسبي سوف يكشف عن تداعيات عاصفة، وربما فوضى تقود إلى تنامي مشكلات الإرهاب وتفتح الباب للتدخلات الخارجية.

الحال الذي يفقد معه التحالف العربي ما اعتبر نصراً على صعيد الجنوب واختلال في التوازنات وفقدان الحليف الجنوبي الموثوق به، فتلك مكاسب بالنسبة لدول الإقليم، وإذا انخرط عقدها الراهن لا يمكنها بأي حال أن تعود إلى طبيعتها، فهل ما يتم على صعيد الجنوب مغامرات غير محسوبة النتائج؟، وهل يصلح مثل هذا النمط من المغامرات وسوء التقديرات في منطقة شديدة الأهمية للمنطقة والعالم؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى