عدن يخذلها التحالف

> الإهداء إلى الوجوه التي صنعت البؤس في زوايا وأركان المدينة، وهبت كل طوائفها، وتحركت كل شرائحها العمرية المختلفة -شبابها وأطفالها وشيوخها ونساءها-، واستنفرت كل مكوناتها وتشكيلاتها من كل الانتماءات "الحزبية"، والكل تخندق في خندق واحد تحت سقف ومظلة وهدف المشروع العربي "السني".
تلك هي العاصمة "عدن" كانت منذ الوهلة الأولى جسر وبوابة العبور لانتصار المشروع العربي الكبير، لم تفكر طويلاً، ولم تتردد إطلاقاً، ولم تتراجع قيد أنملة، بأن تكون أول مدينة عربية لانتصار المشروع العربي.

وبعد ست أعوام ونيف من عبور المشروع العربي الكبير من بوابتها، ما حالها اليوم، وماذا ترك خلفه ذلك المشروع؟، وكيف آلت المدينة وحال الناس فيها؟، وكيف كان أثر ذلك المشروع في كل أزقة وأحياء وحواري مديرياتها؟
أشياء لا تصدق، حكايات تخجل أن تقص، قصص لا تقال، مآسٍ توجع، أنين يؤلم، جراح تنزف دماً.

وماذا بعد؟.. مدينة تتراقص كل زوايا وأركان رفعتها الجغرافية على إيقاعات وأنغام المعاناة والأوجاع، وكل ذنوبها المرتكبة التي تعاقب اليوم عليها لأنها لم تخذل المشروع العربي الكبير، وانتصرت بكل جراحها له.
خذل التحالف العربي كل تضحيات عدن وأهلها وناسها الثائرين، وكسر كل تطلعات الناس فيها، وكتب وسجل البؤس والحرمان على وجهها، وجعل رائحة الانكسار والتجاهل تفوح من كل زواياها وأركانها.
عدن يخذلها التحالف، هي العبارة والوصف الطبيعي الذي يختصر كل الست سنوات ونيف، العجاف التي مرت عليها. خذلها نعم وتنكر منها، وألبسها وشاح السواد الأعظم، ورسم على وجهها تفاصيل البؤس الكبير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى