شكر الله وحمده

> هل يكفي الإنسان شكر الله وحمده، في لسانه وصوته المسموع، أم يجب أن تكون تواصلات أخرى، وحمد وشكر لله بشكل آخر.
كثير منا متعود أن يقول الحمد لله والشكر، على نجاح أو رزق، أو لمّا يُسأل عن صحته وحاله، أو عن عمله.

السؤال هو: هل يكفيني أن أسمِع الله والناس ترديدي لكلمة الشكر أو الحمد بفمي ولساني، لو رزقني الله أو نجحت بامتحان ما، أو أن الخالق سبحانه وتعالى عن وصف الخلق، يريدني أن ارتقي بشمائلي وأعمالي كلها، لتصل برُقِيها إلى قبول ساحة المعبود، أي أن أكون عبدًا حقيقيًا لله، مطبقًا لأوامره وتعاليمه، إن نجحت أم لا، رزقني أو تعسر رزقي، ففي الشدة أحمده، وفي الفرح أشكره، وفي المصائب أذكره، وفي كل قضاياه أعبده وأسجد له، وأطبق أوامره حبًا له، وعبودية مني لساحته الرحيبة المقدسة، ولا أنفر أو أكفر أو أبتعد عنه إن أصابتني مصيبة أو كَدَرٍ أو مكروه.

نشاهد أن كثيرًا من الناس، إن أصابتهم نائبة، يقولون في أنفسهم (وأحيانا نسمع أقوالهم ونجواهم)، لماذا يا ربي ألستُ من عبيدك الذي أصلي لك وأصوم بأمرك، أهكذا يكون جزائي، ثم يردد كلمات قاسية غير لائقة بالخالق، وكأنه يطالبه بالرد، ومكافئة عبادته له، ليتبين فيما بعد أن عباداته كانت لغاية أخرى غير عبادة خالق يستحق العبادة وأهلا لها، وينسى أو يتناسى القول العظيم: ما عبدتك يا إلهي خوفًا من نارك أو طمعًا في جنتك، وإنما عبدتك لأني وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك. (الإمام علي).

لنحمده ونشكره كثيرًا بالتزامنا بالأخلاق وتطبيق أوامره ووصاياه، ونصلي ونذكر آياته المنيعة وأفضاله في نجوانا ومناجاتنا مع الخالق، فهو يحب مناجاتنا وخلوتنا معه وله، في مخادعنا لوحدنا عندما نتفرغ له ومعه؛ نناجيه بقلوبنا وأرواحنا في مخادعنا، ونتواصل معه آناء الليل أو أطراف النهار، فهو يحبنا ويرعانا ويرزقنا ويشفينا، ويحبنا أكثر إن عملنا ما يأمرنا به، ويتقرب إلينا أكثر عندما ندنو منه، ليس فقط أن نردد الكلمات بشفاهنا ولساننا(مع ضرورتها) دون أن يقترن ذلك بالعمل، فبالعمل يتضح مقام الإنسان وليس بالأقوال، فالناس تحتاج الى قدوة حسنة بالأعمال، وكما قيل(الإنسان مخبر وليس منبر).

أيدنا الله جميعًا على العمل بما أمرنا، حبًا لوجهه الكريم، والتماسًا لمرضاته، فبيده وحده جل وعلا الحكم بقبول أعمالنا أو رفضها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى